الدكتورعلي إبراهيم خواجي يكتب: العلاقات العربية.. ٦أكتوبر..أنموذجا

الدكتورعلي إبراهيم خواجي يكتب: العلاقات العربية.. ٦أكتوبر..أنموذجاالدكتورعلي إبراهيم خواجي يكتب: العلاقات العربية.. ٦أكتوبر..أنموذجا

*سلايد رئيسى13-10-2019 | 22:12

تظل المملكة العربية السعودية والجمهورية المصرية هما الدعامة القوية والسند الحقيقي لكل الدول العربية .

ونجد أن الشعب المصري يفاخر بالنصر الكبير في ٦ أكتوبر ( العاشر من رمضان ) لما حققه الجيش المصري مدعوما من كل القيادات والشعوب العربية لتحقيق الانتصار على الجيش الإسرائيلي وإنهاء اسطورة الجيش الذي لا يقهر .

لهم حق يفاخروا بهذا الانتصار العظيم ، ولنا حق بأن نؤكد أن " ٦ أكتوبر " يعني الإتحاد العربي ، المساندة العربية ، والأخوة العربية ، ونقول للعالم بأنه عند اتحاد العرب ستكون كلمتهم هي العليا .

العلاقات السعودية المصرية تربطها قواسم مشتركة وأهمها الدين ثم العروبة والجوار ، وتشهد تقارب كبير في السياسات في كثير من الأحيان، وبعض التوترات في أوقات أخرى.

بدأت العلاقة بين المملكة السعودية والمملكة المصرية من عام ١٩٢٦ م ، وكانت الزيارة التاريخية للملك عبدالعزيز لمصر عام ١٩٤٥ م خلال حكم الملك فاروق ، دفعة قوية للعلاقات بين البلدين ، وقد وقفت السعودية إلى جانب مطالب مصر في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية لإجلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية .

وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ م ، وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

ثم بدأت التوترات السياسية بين البلدين الشقيقين في عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر بسبب حرب اليمن، عندما ارسلت مصر قواتها المسلحة إلى اليمن عام ١٩٦٢ م ، لدعم الثورة اليمنية .

وعندما حدث العدوان الإسرائيلي على الدول العربية ( مصر - سوريا - الأردن ) في عام ١٩٦٧ م ، توجه الملك فيصل بن عبدالعزيز بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول العربية المعتدى عليها ، وتخصيص مبالغ مالية كبيرة لتمكينها من الصمود .

وخلال عهد الرئيس المصري أنور السادات وصلت العلاقات بين البلدين إلى أبهى صورها ، ليس بين السعودية ومصر ، بل كافة الدول العربية فلن ينسى أبناء مصر موقف ( الجزائر - العراق - ليبيا- السودان - الكويت- المغرب - الإمارات- السعودية ) .

لن ينسى أبناء مصر المقولة الشهيرة لرئيس الإمارات الشيخ زايد آل نهيان عندما كان في زيارة للعاصمة البريطانية لندن، وعقد مؤتمره الصحفي وقال " إن بلاده ستقف إلى جانب مصر بكل حسم ، وليس المال أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا " ، ثم قطع زيارته ليعود ويشارك مع باقي الدول العربية في دعم مصر بمعركتها ضد إسرائيل .

وكان الموقف السعودي مشرفا في هذه الحرب عندما قام الملك فيصل بن عبدالعزيز بقطع الصادرات النفطية عن الغرب ، حيث اصدر رحمه الله قراره التاريخي بقطع امدادات النفط عن الولايات المتحده والدول الداعمة لإسرائيل، مما خلق أزمة طاقة طاحنة بالغرب ، جعلت موازين القوى تتوجه نحو العرب ، في ظل تلاحمهم وتقاربهم .

كما تبرعت المملكة العربية السعودية بمبلغ ٢٠٠ مليون دولار بالإضافة إلى الجسر الجوي بإرسال ٢٠ الف جندي إلى الجبهة السورية .

وعندها ارتفعت الرايات الترحيبية في شوارع مصر ، وكان من ضمنها لوحة كتب عليها ( مرحبا ببطل معركة العبور " السادات " ، وبطل معركة البترول " فيصل " ) .

ثم ساءت العلاقات السعودية المصرية بعد اتفاقية كامب ديفيد ، حيث قررت السعودية في عام ١٩٧٩ م ، في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر .

وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك عادت العلاقات وتطورت بشكل كبير، وكان للجيش المصري دور في التحالف الدولي في أحداث غزو الكويت .

وكان موقف المملكة العربية السعودية مؤيد للجمهورية المصرية بعد أحداث ٢٥ يناير ، و ٣٠ يونيو ، وأعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقوف السعودية بجانب مصر حكومة وشعبا ضد الإرهاب، وقدمت المملكة مساعدات مالية بقيمة أربعة مليار دولار ، وكان الملك عبدالله هو أول المهنئين للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية المصرية عام ٢٠١٤ م ، وقال " إن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية " ، ودعا إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية .

وفي ٢٠١٦ م قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة رسمية للجمهورية المصرية ، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات والمشروعات التنموية بين البلدين .

آخر حرف العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين السعودية ومصر هي قوة ردع تتحطم أمامها الكثير من الفتن التي تحاك بكثير من الدول العربية ، ودورها الريادي على مستوى الدول الإسلامية، ودورهما على المستوى الدولي .

أضف تعليق