روتاري الأسكندرية : الفن والرياضة والتعليم والإعلام أهم أسلاحة مواجهة الإرهاب

روتاري الأسكندرية : الفن والرياضة والتعليم والإعلام أهم أسلاحة مواجهة الإرهابروتاري الأسكندرية : الفن والرياضة والتعليم والإعلام أهم أسلاحة مواجهة الإرهاب

محافظات19-10-2019 | 12:48

كتبت: سماح عطية

أكدت الدكتورة نيرمين طوسون، رئيس روتاري الإسكندرية على ، أن عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، لو أمهله القدر للبقاء على قيد الحياة، في الآونة الحالية، فإنه سيضيف إلى "آفات المجتمع"، أهم آفة نعانيها، وهي "الإرهاب"، بجانب الآفات الثلاث التي ذكرها في مقولته الشهيرة: "آفاتنا ثلاث.. الجهل والفقر والمرض"، نظراً لخطورة الإرهاب الذي ينهش في جسد المجتمع، بلا رحمة.

فى حين أكد الكاتب الصحفي طارق إسماعيل، مدير تحرير الأهرام، خلال ندوة ( دور المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب والطرف) والتي أقامها نادي روتاري الاسكندرية على أهمية الدور المنوط به مؤسسات المجتمع المدني، في مواجهة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، باعتباره "فكرة دموية" تتوغل في المجتمع، باستغلال حالة انعدام الوعي المجتمعي بخطورته، واتهم العديد من المؤسسات بالتقصير الشديد على خط المواجهة، وفي مقدمتها مؤسسات التعليم والإعلام، في ظل قيام "الفن" بـ"دور سلبي" يصل إلى حد التواطؤ غير المباشر، بتسليط الضوء على نقاط مظلمة في المجتمع، ووضعها في دوائر الشهرة، وتشويه الرموز الجيدة، مما يصيب الأجيال الجديدة بحالة من الارتباك والتشتت، ليصبحوا فريسة سهلة للأفكار المتطرفة، خاصة في غياب الدور الحقيقي لمراكز الشباب وقصور الثقافة.

وضرب أمثلة متعددة على أعمال فنية ساهمت في تشويه فئات المجتمع، سواء في مسلسلات البلطجة أو المخدرات، وإعلاء قيم الفساد والمحسوبية، باعتبارها الطريق الأسرع نحو الثراء وتحسين أحوال المعيشة، بعكس الأعمال الدرامية التي شاهدها الجمهور المصري خلال العقود الماضية، والتي تعلي قيم العمل والنبل والكفاح والأخلاق الحميدة، وفي مقدمتها مسلسلات "أبنائي الأعزاء شكراً، أبو العلا البشري، الراية البيضا"، وغيرها من الأعمال الجادة والهادفة.

وطالب "إسماعيل" مؤسسة التعليم، بضرورة الانتباه، واتخاذ خطوات صارمة، في مواجهة خطر طائفة "سارقي العقول"، من زمرة المدرسين الذين استطاعوا غسل أدمغة الطلاب والنشء، وغرس أفكار شاذة ومتطرفة، في ظل توغل جماعة الإخوان المسلمين داخل هذه المؤسسة، على مدار عقود زمنية طويلة.

كما انتقد مدير تحرير الأهرام، الدور المشوه الذي لعبه الإعلام، بفتح بوابات الفضائيات، واستضافة الإرهابيين، وتصدير صورهم أمام المجتمع المصري، على أنهم رموز ونجوم مجتمع، فيما يسمى بظاهرة "الدعاة الجدد"، الذي يبثون الأفكار الإرهابية، ويستغلون مساحات عبر الأثير، لـ"نفث" سمومهم إلى عقول المشاهدين، والذين استطاعوا التأثير في عقول وأفكار الأجيال الجديدة، مشيراً إلى مساهمة الإعلام الرياضي، في نشر ثقافة التعصب الأعمى، والذي تجلت آثاره بوضوح في مذبحة "بوسعيد" التي راح ضحيتها مايزيد عن "70" شاب مصري، من مشجعي كرة القدم.

ولفت طارق اسماعيل، إلى الحالة المعنوية المرتفعة، التي أحدثها فيلم "الممر"، الذي كان أشبه بـ"ملحمة وطنية"، نجحت في غرس مفاهيم وطنية عميقة، ونزعت الصورة التقليدية لانكسار الهزيمة، وعبرت بالمشاهدين إلى روح النصر، متضمناً دلالات هادفة، مثل تعظيم دور الجندي المصري، وإبراز شجاعته، وبيان عظمة المرأة المصرية التي تقف بجوار زوجها في وقت الانكسار، وكذلك الدور الإيجابي الذي لعبه أبناء الصعيد والنوبة وأهالينا في سيناء، من أجل رفعة الوطن.

وطالب مدير تحرير الأهرام، أندية الروتاري، بإضافة دور "المرشد"، أو "الدليل" المجتمعي، لتنمية وعي المواطنين، فضلاً عن الدور الهام الذي تلعبه هذه الأندية، في مجالات "فعل الخير"، حيث تمكنوا من تحريك المياه الراكدة، ولكنها تحتاج إلى تعميق دورها، في زيادة الوعي المجتمعي بخطر الأفكار الإرهابية، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، للقيام بدور أكثر إيجابية في مواجهة الإرث الثقيل المتراكم منذ عقود.

أضف تعليق