طارق متولى يكتب: يا بوليس.. يا شاويش

طارق متولى يكتب: يا بوليس.. يا شاويشطارق متولى يكتب: يا بوليس.. يا شاويش

غير مصنف21-10-2019 | 12:57

المتابع لحوادث الشارع المصري فى الآونة الأخيرة يصاب بالصدمة والرعب، مجموعة شباب بلطجية يقتلون شابا بالسلاح الأبيض (المطواة) الممنوع حيازتها قانوناً لمجرد محاولته الدفاع عن فتاة حاول أحدهم الاعتداء عليها فى الشارع، شقيق يعذب شقيقه حتى الموت بأمر سيدة سيئة السمعة، سائق أوبر يتعرض للقتل على يد أحد المجرمين لسرقة سيارته، كل هذا يتم فى وضح النهار وسط ذهول المارة المتواجدة بالمكان التى اكتفت بالمشاهدة وتملك منها الخوف ربما من مساعدة أى من الضحايا.

ماذا نفعل لمواجهة هذه الظواهر الغريبة والبشعة؟ هل نمتنع عن النزول إلى الشارع؟ ونمنع أبناءنا من الخروج؟ حيث يتربص بنا فى كل زاوية مجرم لا نعرفه يعيش بيننا يظهر إجرامه مع أول خلاف أو مشادة يومية تحدث بفعل التعامل الحياتى اليومى.

من المهم دراسة هذه الحوادث من الناحية الاجتماعية والنفسية للوقوف على أسبابها.

 ونسأل هل للمخدرات والمنشطات المنتشرة بكثرة بين الشباب دور فى هذه الظاهرة؟ هل للتربية والتعليم دور أيضاً؟ وما دور الإعلام فى تسليط الضوء على هذه الحوادث؟

ثم ما دور المسلسلات والأفلام التى تجسد فى السنوات الأخيرة شخصيات فوق القانون تمتلك النفوذ والمال تزرع فى نفوس أبنائها التكبر والتجبر على الناس وإخضاعهم بالقوة مثل المقولة المشهورة لأحد أبطال الأفلام من النهاردة مفيش حكومة أنا الحكومة والتى أصبح الخارجون على القانون يرددونها على الطبيعة.

مسئولية كبيرة تقع على جميع الأفراد فى المجتمع لحل هذا اللغز،

ونسأل أيضا أين شرطة الشارع؟

من المشاهد الشهيرة فى الأفلام المصرية فترة الستينيات والسبعينيات مشهد المواطن الذى يتعرض للسرقة أو للاعتداء أنه كان يصرخ بأعلى صوته قائلاً يا بوليس يا شاويش.. كان هذا النداء كفيلا بأن يجعل اللص أو المعتدى يهرب على الفور لأنه يعرف أن رجل البوليس المنوط به حماية الشارع أو المنطقة سوف يحضر على الفور دعونى أقول بكل صراحة أن هذا الشرطى أصبح غير موجود بالشارع فنحن بالكاد نرى كمائن لشرطة المرور لمراجعة التراخيص وتحرير مخالفات المرور.

لا أعرف لماذا؟  لا أعرف لماذا اختفت دوريات الشرطة التى كانت تطوف الشوارع ليل نهار للتأكد من استتاب الأمن وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأشخاص والممتلكات؟ نعرف أن هناك عبأ كبيرا وحملا ثقيلا على رجال الشرطة فى مواجهة الإرهاب وتأمين المواقع المهمة والأماكن المستهدفة من قبل الإرهابيين لكن ماذا يفعل المواطن إذا تعرض للخطر وبمن يستغيث؟ سوى برجال الشرطة والأمن، إن وجود رجال الشرطة فى الشوارع يشعر المواطن بالأمن ويردع المجرمين.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2