د.ناجح إبراهيم يكتب:  تألق الإفتاء في نسختها الخامسة

د.ناجح إبراهيم يكتب:  تألق الإفتاء في نسختها الخامسةد.ناجح إبراهيم يكتب:  تألق الإفتاء في نسختها الخامسة

* عاجل21-10-2019 | 21:12

الاختلاف والتعدد من سنن الله في خلقه وعلينا أن ننظر إليهما نظرة حضارية ترتكز علي التسامح والإفادة وعمران الكون. نحتاج لجهود حثيثة لتنزيل الأحكام الشرعية علي واقعنا بمعطياته تنزيلاً يليق بقدسية الأحكام دون إفراط يدفع إلي التشدد الذى يقود للتطرف والإرهاب أو تفريط يؤدى إلي الاستهانة بالدين. التسامح الفقهى لن يتحقق إلا إذا وجد سلام نفسي وتسامح داخلي يعززه. ينبغى علينا نبذ التعصب المقيت والتقليد الأعمى حال التعامل مع القضايا الفقهية القديمة منها والحديثة ومراعاة الدرس المقاصدى في الاجتهاد وصناعة الفتوى "هكذا جاءت كلمات الإمام/الطيب في النسخة الخامسة من المؤتمر العالمى لدور الإفتاء والتي تليت نيابة عنه. وعاب فيها علي طائفتين إحداهما"جماعات التشدد والعنف التي أوقدت نار الفتن والاحتراب بين المسلمين بآرائها الشاذة،والثانية التى بحثت عن كل رأى ساقط أو فكرة شاذة ملقاة علي قوارع الطرق فقدمتها للناس علي أنها من الدين وهو منها براء. أما قائد العرس الفقهى د/شوقى علام المتواضع الودود فقد نوه إلي القواعد الذهبية التى صاغها الأئمة الأعلام لرسم المعالم الحضارية للاختلاف الفقهى والتى نأت به عن الجمود والجحود والفتنة وسلكت به مسالك المرونة والسعة واليسر ومنها"لا إنكار في المختلف فيه","الخروج من الخلاف مستحب"وغيرهما. وذكر الحاضرين بعبقرية الإمام مالك الذى رفض عرض الرشيد المغري بحمل الناس علي مذهبه وأردف قائلاً"ما زالت أمتنا ترث هذا الرقي الحضارى حتى ظهر الخوارج فحولوا الفروع الفقهية أصولاً عقدية كفروا بها من خالفهم,فتحول التفكير إلي تكفير,لا يعترف إلا بذاته,ولا يعتقد إلا في نجاته وتطور التكفير إلي تفجير فسفكت الدماء الحرام,وانتشرت الفتن,ثم ختم ختاماً رائعاً"هاهي أمة الإسلام اليوم تصغي إليكم إصغاءها إلي ما يقوله الإمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن". أما أروع الكلمات فقالها الشيخ الهميم رئيس الوقف السنى العراقي"قراءة الكلمات في مصر لها مذاق مختلف ففي الزمن الاستثنائى لابد من ابتكار كلمات استثنائية,نحتاج لعزف منفرد علي ضفاف القلب,وثورة معرفية بحجم زلزال ينقلنا من الفوضى والحرب إلي السلام"وأردف"لا يتحقق أي منجز حضارى إلا بالثنائيات سالب وموجب,ذكر وأنثى,خير وشر،والإشكالية ليست في التعددية لأنها حاكمة للمجتمع والتاريخ ولكن الإشكالية في إدارة التعدد والتنوع. أما مفتى الأردن د/الخلايلة فهتف غاضباً"متى كان في فقهنا أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيداً"وقال"ليست فوضي الفتاوى إنها فوضى أخلاقية وصراع تيارات أعمت العقول عن إدراك أدب الاختلاف. ولخص القضية الحبيب الجفرى"لب الإشكال هو نفوس أعيت أصحابها ونحن جميعاً سنسأل أمام الله عن صياغة ما نقدمه لهذا الجيل". وأبرز ما صدره المؤتمر هو وثيقة التسامح الفقهى والإفتائي"وأوكل مهمة إلقائها لمفتى فلسطين الشيخ محمد حسن تكريماً له ولفلسطين الجريحة ومن أهم بنودها: تعترف الوثيقة بالمذاهب المعتبرة فهي مدارس علمية لها مراجعها وأصولها ولا ضير من تبنى أحدها أو التخير منها فقهاً وإفتاءً.   الاختلاف سنة الله في خلقه وهو باب للتنوع الثقافي والدينى والمعرفى يحترم ويستثمر لتطوير الاجتماع الإنسانى.  نبذ التعصب المذهبي المهدد للمجتمعات الإنسانية والدول. جعل التجربة المذهبية معيناً للإفادة وعوناً للتقدم  القانونى والاجتماعى والأخلاقي.  مواجهة استغلال الاختلاف الفقهي لنشر الكراهية. للاختلاف أخلاقيات ينبغى التزامها ولإدارته إجراءات ومعارف يجب اتباعها.  مراعاة المقاصد وترتيب الأولويات والموازنات هي الميزان الأكبر لضبط إدارة الاختلاف. ترفض الوثيقة المحاولات الاحتكارية للإسلام لأنه دين إلهى جامع للمذاهب المعتمدة وليس حكراً علي مذهب دون آخر.  رفض الولاء لجماعة أو تنظيم دينى علي حساب الاستقرار الوطنى . طريق التعصب والكراهية يضاد مقاصد الشريعة الإسلامية. تنكر الوثيقة علي من ينكرون المذاهب أو يريدون إلغائها أو إقصائها. أما أعظم إنتاج علمى للمؤتمر فكان"المؤشر العالمى للفتوى"مؤشر الإسلاموفبيا وأعدهما الباحثان الواعدان طارق أبو هشيمة ود/محمد كمال فلهما حديث آخر،تحية للأزهر والإفتاء ولكل علماء الإسلام.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2