- لغة الحشرات لمقاومة الآفات الزراعية!!
- البديل الطبيعى للمبيدات المسرطنة
- دودة القطن تقضى على دودة القطن وأبو العيد يقضى على المن!!
- ديدان تقضى على سوسة النخيل
- وطفيل يرفع أرباح مزارع الزيتون من 900 ألف جنيه إلى 7 ملايين جنيه في العام
تحقيق: سلوى محمود
ملايين الجنيهات يخسرها المزارعون سنويا بسبب الآفات الزراعية، وعلى رأسها دودة القطن وسوسة النخيل وآفات أشجار الزيتون والتفاح وسوسة القمح، وغيرها من الآفات.
وملايين أخرى تنفق من أجل مقاومة تلك الآفات من خلال المبيدات منذ عشرات السنين ولكن دون فائدة.
الآفات تباد لفترة ثم تعود مرة أخرى، والمبيدات حينما تقضى على الآفات تقضى على أشياء أخرى معها، ففى طريقها للقضاء على الآفات قد تقضى على الحياة.
تقضى على حياة البشر من خلال التسبب فى إصابتهم بأمراض قد تكون مميتة مثل الأورام السرطانية والفشل الكلوى وتشوهات الأجنة، نتيجة تلوث المزروعات التى يتناولها الإنسان أو من خلال تعامل المزارعين مع المبيدات.
وقد تقضى على حياة التربة الزراعية بسبب الاستخدام غير المقنن للمبيدات.
وقد تقضى على حيوانات وأسماك تصل إليها تلك المبيدات، هذا بخلاف ملايين بل مليارات أخرى تنفق لاستيراد أدوية وعلاجات لتلك الأمراض.
ومن الغريب أن هناك حلولا أخرى ثبت نجاحها للقضاء على الآفات دون أية خسائر اقتصادية أو بشرية، هذه الحلول متمثلة في المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية، أى مكافحة الآفات من خلال حشرات أو طفيليات أخرى تقضى على الآفة دون أية أضرار أخرى، هذه الطرق استخدمت بالفعل في مصر وخارج مصر وأثبتت نجاحا كبيرا، ولكن على مستوى مزارع خاصة، ولم تقتنع وزارة الزراعة حتى الآن باستخدام تلك الطرق بدلا من الطرق التقليدية.
المقاومة البيولوجية
د. محمد عصمت حجازى أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية زراعة الإسكندرية له الكثير من التجارب في المقاومة البيولوجية للآفات الزراعية من خلال معرفته بلغة الحشرات والتي تشمل الأصوات والأضواء والروائح واللمسات، وقد استخدم تلك الطرق منذ السبعينيات بنجاح، من خلال استخدام الطفيليات التي تقضى على الحشرات الضارة بالأشجار، ومن خلال استخدام لغة الحشرات في صنع مصايد طبيعية لاصطياد تلك الحشرات وعن هذه الطرق يقول د.عصمت حجازى:
إن لغة الحشرات تشمل أشياء متعددة مثل الأصوات كالصفير والأزيز وهى تعنى أشياء متعددة لدى الحشرات مثل التنبيه لخطر موجود أو جذب الذكور لأماكن الإناث للتزاوج، أو الإخبار بوجود مكان به غذاء وفير، وغيرها مثل الأضواء التي تصدرها بعض الحشرات أيضا لجذب الذكور، والروائح أو ما يسمى (الفيرمونات الجنسية) والتي تصدرها إناث بعض الحشرات لتعريف الذكور بأماكنها وهذه الروائح تنتشر على مسافات قد تصل إلى 12 كيلو مترا لتصل إلى الذكور.
الجمع الضخم للآفات
وواصل د. حجازى، قائلا إنه من خلال هذه اللغة أمكن القضاء على أنواع كثيرة من الآفات الزراعية وهى طريقة تسمى الجمع الضخم للآفات، فهى تنظف المزرعة بكل ما فيها من الآفات التي تصيبها والآفات القريبة منها عن طريق مصايد تمكنت من تصميمها واستخدمت فيها الضوء والفيرمون الجنسى لاصطياد الحشرات التي تضر المزروعات، وهذه المصيدة عبارة عن إطار خشبى أبعاده 40 سنتيمترا و60 سنتيمترا وارتفاعه 30 سنتيمترا، يوضع فيه إضاءة معينة شبيهة لما تصدرها الحشرات لجذب الذكور، ويتم تعليق كبسولة تحتوى على الفيرمون الجنسى الذى تنتجه إناث الحشرات، ويقوم الضوء بجذب الذكور والإناث، ويوضع فى الجهاز لوح خشبى عليه الصمغ اللاصق للفئران، وعندما يتم تشغيل الجهاز يجمع أعدادا ضخمة من الحشرات التى تلتصق بالصمغ، وتموت فيما يسمى الجمع الضخم للآفات، ويتم تغيير اللوح كل يومين.
هذا الجهاز تمكّن من جمع 4 آلاف فراشة ضارة مثل التى تهاجم الزيتون فى يوم واحد، ويمكن استخدامه على مدى كبير جدا لمكافحة أنواع عديدة من الآفات مثل دودة القطن ودودة اللوز وغيرها.
والمفاجأة أن تكلفة الجهاز لا تزيد عن 30 جنيها.
والغريب - كما يقول د.حجازى صاحب هذا الاختراع هو - إنه حاول تسجيل الجهاز فى براءات الاختراع فى مصر لكن للأسف من قام بمناقشته لم يفهم فكرة الجهاز لأنه غير متخصص فى الزراعة، فتم رفض التسجيل فى مصر وقام بتسجيله فى الخارج.
جهاز آخر
وهناك جهاز آخر عبارة عن برميل نقوم بقطعه من المنتصف ونضع عليه إضاءة معينة وكبسولة تحتوى الفيرمون الخاص بالآفة ونضع فيه مياه وصابون، ونضع على البرميل لوح خشبى لتصطدم به الحشرة عندما يجذبها الضوء والرائحة وتقع في المياه وتغرق، ولو أردنا مكافحة أكثر من آفة نضع كبسولتين للفيرمونات الخاصة بالآفتين، أما الإضاءة فتجذب كل الآفات، وفى مزارع الخضراوات يمكن للمزارعين استعمال الجهاز لكنس الآفات.
ويضيف د.عصمت حجازى قائلا إن كبسولات الفيرمونات الجنسية يقوم بإحضارها من الخارج ولكن من السهل تنفيذها فى مصر.
الطفيليات ترفع الدخل
وهناك طريقة أخرى لمقاومة الآفات الزراعية وهى استخدام الطفيليات الحشرية ويقول د.عصمت حجازى إن تلك الطريقة استخدمها ضد آفتين مع أشجار الزيتون فى مزرعة خاصة، وارتفع دخل المزرعة من 900 ألف جنيه سنويا إلى 7 ملايين جنيه.
وعن هذه الطريقة يقول إنها تعتمد على استخدام الأعداء الطبيعية (الطفيليات الحشرية) التي تقضى على الآفات الزراعية بشكل طبيعى، وأضاف أن وزارة الزراعة كانت تستخدم طفيل معين بنجاح في مكافحة آفات المحاصيل الزراعية مثل آفات القطن والذرة، ورغم أن هذه الطريقة حققت بعض النجاح إلا أنه لم يكن نجاحًا كاملًا لأن هذا الطفيل يحتاج إلى بيئة معينة، وبعد البحث والمناقشات قررنا أن نبحث عن الطفيليات الموجودة بنفس المزارع التي نعمل بها (الطبيعية) ولكن كان تعداد الطفيليات يقترب من الصفر نظرا لاستخدام المبيدات في المزارع.
وخلال ثلاث سنوات وصلنا لأربعة أنواع، نوع موجود ببرج العرب وثلاثة أنواع موجودة في مزارع قرب القاهرة، وبدأنا نربيها في المعمل بكميات بالملايين، وهذه الطفيليات لا تضع بيضها إلا داخل بيضة الآفة الزراعية فتقضى على بيضة الآفة وتمنع تكاثرها، ووضعناها على كروت، وأصبحنا نوزع على كل شجرة ثلاثة كروت كل كارت يخرج منه 3 آلاف طفيل أى يخرج إلى كل شجرة 9 آلاف طفيل تبحث عن الآفات الموجودة بالشجرة، أى لن توجد ورقة بالشجرة إلا وسيتم فحصها، وهذا الطفيل عندما يهاجم بيضة الآفة ويضع بيضته داخلها يعلم بآلة وضع البيض علامة على بيضة الآفة أو يترك رائحة معينة بهدف ألا تتطفل إناث أخرى للطفيل على نفس البيضة وتبحث عن بيضة أخرى وذلك يضمن القضاء على كل البيض الخاص بالآفة الزراعية، ولذلك فهذا الطفيل قوى جدا في المكافحة.
دورة حياة الطفيل
ويضيف د.عصمت حجازى قائلا: كان من المهم أن نعرف موعد بداية ظهور الآفة الزراعية نظرا لأن دورة حياة الطفيل قصيرة جدا (من 3-6 أيام) ويهمه أن تكون بيضة الآفة طازجة وليست على وشك أن تفقس، فاستخدمنا الفيرمون الجنسى للآفة وقمنا بعمل مصايد به وعلقناها على أشجار وكنا نفحصها وعند أول بداية لظهور الحشرة كنا نطلق الطفيل.
وقبل أن نطبق تلك الطريقة فوجئنا بظهور آفة خطيرة تفرز مادة عسلية ينمو عليها فطر أسود (الاسباراجاس) ويجعل ورق النبات لونه أسود، وهنا لا نستطيع إطلاق الطفيل لأن المادة العسلية تجعل الأفرع تتشابك مع بعضها، ويفرز مع المادة شمع أبيض يعوق حركة الطفيل، ففكرنا في استعمال مبيد فترة بقائه على لنبات قصيرة جدا (سريع التحلل)، وهذا يوضح إننا لا نستطيع الاستغناء عن المبيدات، ولكن لا بد أن نختار المبيد الصحيح، وبهذه الطريقة تخلصنا من الآفة الجديدة في أسبوع وأطلقنا الطفيل (الاطلاق السريع ) وكانت النتيجة القضاء على الأفة بنسبة 90%، وهى نسبة تفوق نسب المبيدات الكيمياوية.
الطريقة الثالثة
أما الطريقة الثالثة فيقول د.عصمت حجازى عنها إنها تم اكتشافها عندما كنت انشر بحثا في السويد، فطلب السويديون منى أن أرسل لهم إحداثيات المزرعة التي أجرى عليها البحث ومكانها، فأرسلت لهم الإحداثيات وصورة للمزرعة عن طريق جوجل، فقالوا لى إن هناك شيئا غريبا بالمزرعة، هناك صفوف اللون الأخضر بها قاتم وصفوف اللون الأخضر بها فاتح، فقلت لهم إن اللون الأخضر الفاتح لون الأشجار المصابة بشدة بالحشرات، واللون الأخصر الغامق لون الأشجار غير المصابة، فقالوا لى إن هذه ظاهرة هامة جدا للدراسة ووقعوا معى عقدا لمشروع لمدة ثلاث سنوات، وعند فحص الأشجار وجدت أصنافا من الأشجار تصاب بشدة وأخرى لا تصاب، وجدت أن الأخضر الغامق إذا كان بجواره نوع من الأشجار الحساسة يقوم بطرد الحشرة فيزيد الإنتاج، فقمنا بتوزيع صنف مقاوم وبجواره صنف حساس (وهى الأصناف غالية الثمن مثل زيتون الكالاماتا) وبذلك تقل الإصابة في الصنف الحساس.
واكتشفنا أن من صمم المزرعة صممها بحيث تزيد عملية التلقيح بين الأشجار ولم يحسب حساب المقاومة، وكانت النتيجة أن قطع الأرض التي زرعت كلها بأشجار حساسة دمرت الأشجار، والقطع التي بها خليط زاد فيها الإنتاج، فالصنف المقاوم يفرز زيوت طيارة بنسبة عالية وحددنا هذه المواد الطيارة، وكنا نتمنى تصنيع هذه المادة.
دودة القطن
ويقول د.عصمت حجازى إن هناك طريقة طبيعية فعالة تم اكتشافها للقضاء على دودة القطن، ويقول إن دودة القطن منذ السبعينيات استطعنا أن نربيها على بيئة نصف صناعية، وهذه البيئة مكنتنا من تربية دودة القطن بكميات ضخمة جدا في المعمل، وكان ذلك مفتاح لتربية طفيل معين بنجاح ،هذا الطفيل يبحث عن الأعمار الأولى من دودة القطن، وعندما يجدها يصل إليها من رائحتها فيتطفل عليها ويضع بيضة واحدة داخل يرقة دودة القطن، ولأن دورة حياة الطفيل سبعة أيام فتفقس البيضة بعد يوم ويتطور الطفيل ويتغذى على دم الدودة وتمتنع دودة القطن عن التغذية إلى أن تموت لأن الطفيل يستهلك موادا من دمها تؤثر على فكوك التغذية عند الدودة .
وهذا الطفيل على مستوى التجارب نجح جدا وقد تمكننا من إنتاج 20 ألف طفيل في اليوم، وتقدمت بمشروع بهذه النتائج ألى وزارة الزراعة منذ عام 1970 وتعرضت لسخرية شديدة!!
وأضاف د.حجازى أن هناك حشرة تسمى (ميكروبليتس) تهاجم يرقات دودة القطن وتقضى عليها تماما، والأنثى الواحدة من الحشرة تستطيع أن تقتل 300 يرقة من يرقات دودة القطن، أى مكافحة بيولوجية بدون أية مبيدات، وأضاف أنه أشرف على حوالى 35 رسالة ماجيستير ودكتوراه عن هذه الحشرة وللأسف لم تطبق هذه الدراسات على أرض الواقع.
تقضى على نفسها
وأضاف د.عصمت حجازى أن هناك طريقة أخرى للقضاء على دودة القطن وهى مكافحتها بيولوجيا بشكل ذاتى، من خلال مكافحة الدودة بنفس الدودة، وقال إن هناك مجموعة أمراض فيروسية تصيب تلك الدودة وتكون كامنة داخلها، ولكن لو نشطت تلك الفيروسات داخل الدودة لقضت عليها، وأضاف أن ما نفعله هو أن نوفر البيئة ودرجة الحرارة الملائمة لتلك الفيروسات لتنشط ثم ننشرها، وذلك بتوعية الفلاح بأن يقوم بجمع عدد كبير من الدود ووضعها فى حجرة الفرن فى المنزل لتوفير درجة حرارة ملائمة، وبيئة مزدحمة ووضع بعض ورق القطن مع الديدان، وسيلاحظ الفلاح أن بطن الدودة يتحول إلى اللون القرمزى وهذه معناه أن الفيروسات الكامنة فى بطنها بدأت تنشط، لأننا وفرنا ظروفا للحياة للدودة فى تزاحم وفى درجة حرارة دافئة وهى الظروف الملائمة لحياة الفيروس وبعدها ما على الفلاح إلا أن يأخذ يرقات دودة القطن ويعصرها فى مصفاة ويضع معها ماء وبذلك يحولها إلى مبيد، ثم يضعها فى تنك المبيدات ويقوم برشها على نباتات القطن فى فترة ما بعد العصر وهى فترة نشاط الفيروس، وعند رشها يصبح ورق القطن الموجود بالحقل ملوثا بالفيروس وتبتلع الورقة جزءا من الفيروس وتموت الديدان الموجودة بالنبات، كما أن يرقات الدودة عندما تمرض تصعد إلى قمم النبات فتعطى فرصة للعصافير لتأكلها، وهذا الفيروس يظل حيا داخل بطن العصفور ولكن لا يؤثر على العصافير ولكن العصفور يساعد على نقل الفيروس ونشره إلى مزيد من شجر القطن من خلال البراز وبذلك يتم القضاء على دودة القطن من خلال دودة القطن ذاتها.
مفترسات
ويواصل د. حجازى أن هناك أنواعا هائلة من حشرات عبارة عن (مفترسات) وهى حشرات تلتهم العائل الخاص بالحشرات الضارة خاصة الآفات التى تصيب الصوب الزراعية، وهناك حشرات تعيش وتتغذى على روث الماشية، وهذه الحشرات تنشر الروث فتعمل على جفافه فتموت الحشرات الضارة الموجودة بالروث، ويقول إن استراليا عندما ظهرت كقارة استوردت الماشية من إفريقيا فظهرت عندها مشكلة تراكم الروث على الأرض فبحثت عن هذه الحشرة فى بلادنا واستخدمتها للتغلب على المشكلة.
أبو العيد والمن:
ويقول إن هناك نوعا من الحشرات يسمى (أبو العيد)وهو نوع من الخنافس الشرهة جدا لأكل الحشرات الصغيرة مثل حشرة المن التى تهاجم زراعات الصوب الزجاجية وهو من الممكن أن يهاجم أنواعا أخرى من الحشرات أيضا فى أطوار مختلفة مثل بيض الحشرات أو اليرقات الخاصة بالآفات الزراعية.
سوسة النخيل
ويقول د.عصمت حجازى إن سوسة النخيل هى آفة تسبب خسائر هائلة للنخيل، ومكافحتها عن طريق المبيدات يؤثر تأثيرات سلبية على النخلة وعلى البلح، كما أنها مكلفة جدا، لمعرفة أنوع منها يستطيع القضاء على السوسة، ويضيف قائلا إن هناك نوعا من الديدان تسمى (نيماتودا) وهى ديدان رفيعة جدا من الممكن بسهولة أن نكثرها واستخدامها فى مقاومة أنواع متعددة من الآفات خاصة آفات التربة، وقد جربنا 12 سلالة من هذه الديدان لمكافحة (سوسة النخيل)، وقد أجرينا التجارب فى مصر والسعودية ووجدنا أن هناك سلالات من الدودة تقضى على أطوار متعددة من سوس النخيل، ووصلت نسبة النجاح فى المكافحة إلى ما يزيد عن 60%، ووصلت نسبة النخيل الذى عاد إلى صحته إلى حوالى 80%، وكانت التكلفة الاقتصادية والبيئية أقل بكثير جدا من تكلفة المبيدات، ولكن المكافحة تحتاج إلى أشخاص مدربة ولها خبرة فى هذه المجال.
تكلفة المكافحة
وعن تكلفة المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية يقول د.عصمت حجازى إن التكلفة تعتمد على نوع المكافحة البيولوجية وهناك أنواع رخيصة جدا، ومهما كانت التكلفة تكون أرخص كثيرا من المبيدات، لأن المبيدات بالإضافة إلى تكلفتها المرتفعة يمكن أن تميت البكتيريا المفيدة فى التربة ،فتحتاج التربة إلى السماد، كما أن المبيدات تلوث التربة والمزروعات وتضر الطيور المنزلية والعصافير، وتصل إلى الأسماك من خلال مياه الصرف الزراعى، وكلها تكلفة تضاف إلى تكلفة المكافحة، ولكن المكافحة البيولوجية غير ضارة على الاطلاق، ولا تميت إلا الحشرة الضارة (الآفة) ولا تؤثر على العصافير أو الدجاج أو الطيور.
والمهم أن نأتى بالحشرة الصحيحة ونطلقها فى الوقت الصحيح، ولا يجب أن نطلقها والآفة غير موجودة وإلا ستموت الحشرة بعد عدة أيام لعدم وجود الغذاء الخاص بها والمتمثل فى الآفة، كما يجب وجود متابعة بالحقل من خلال المهندسين الزراعيين وجهاز الإرشاد الزراعى.
ويضيف مدللا على الأخطاء التى يتم الوقوع فيها أثناء المكافحة أنه وجد المسئولين فى مزرعة يقومون برش مبيد لقتل حشرة اكتشف أنها حشرة نافعة، والمفترض أن تنشر وزارة الزراعة كتيبات عن المحاصيل المختلفة والآفات التى تصيب كل محصول والأعداء الطبيعية لتلك الآفات وكيفية استخدامها فى المكافحة البيولوجية .
وينتهى د.عصمت حجازى إلى القول إنه لا توجد آفة بلا علاج، ولكن ما نحتاجه هو الرغبة فى العلاج والبعد عن المبيدات، ولا نحتاج إلا إلى معامل متطورة لاستخلاص الفيرمونات الخاصة بالحشرات وهو ليس شيئا مستحيلا.