نص كلمة الرئيس السيسي أمام منتدى «روسيا - إفريقيا» بسوتشى (فيديو)
نص كلمة الرئيس السيسي أمام منتدى «روسيا - إفريقيا» بسوتشى (فيديو)
كتب: محمد وديع
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قليل، كلمة على هامش منتدى «روسيا – أفريقيا» أشار خلالها إلى أنه منذ منتصف القرن الماضي الذى شهد تضامن روسيا مع الدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار وإسهاما ماديا ولوجيستيا ومعنويا دعما لحركات التحرر الإفريقي علي امتداد القارة.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي ألقاها خلال أعمال الجلسة العامة الأولي لفعاليات اليوم الثاني بمنتدي (إفريقيا- روسيا)، فيما يلي نصها :
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيد فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، السيد موسي فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيدات والسادات، أود في البداية أن أعرب عن الامتنان والتقدير للرئيس فلاديمير بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق ولمدينة سوتشي الرائعة علي حفاوة الضيافة وحسن التنظيم الذي لمسته جميع الوفود الإفريقية منذ وصولها إلي روسيا".
"كما أتوجه بالشكر لجميع الجهات المنظمة علي الإعداد المتميز وما بذل من جهد لإطلاق النسخة الأولي من قمة (إفريقيا -روسيا) التي ندشن أعمالها اليوم".
"إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث اليوم في هذا المحفل المهم ، وأمام هذا الجمع المتميز علي أرض روسيا الاتحادية، أحد أهم الفاعلين علي الساحة الدولية، وأحد أهم أصدقاء قارتنا الإفريقية، لقد قطع التعاون الإفريقي الروسي أشواطا طويلة منذ منتصف القرن الماضي الذي شهد تضامن روسيا مع الدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار وإسهاما ماديا ولوجيستيا ومعنويا دعما لحركات التحرر الإفريقي علي امتداد القارة".
"ولقد ثبت علي مدار السنوات أن الشعوب الإفريقية والشعب الروسي يربطهما الكثير من ركائز التعاون ويتماثلان في العديد من التطلعات وكذلك التحديات، الأمر الذي يؤكد صواب رؤية إطلاق تعاون إفريقي روسي أوسع وأرحب وأشمل، يعكس تلك التطلعات ويوفر مساحة أكبر للتنسيق ارتباطا بالتحديات المتسارعة التي نواجهها في إطار عالم ديناميكي ومتغير".
"نجتمع اليوم في أول قمة تضم دول قارتنا الإفريقية وروسيا الاتحادية تحت شعار (من أجل السلم والأمن والتنمية) بعد انقضاء قرابة 3 أشهر علي القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي التي استضافتها نيامي في السابع من يوليو 2019 والتي شهدت إطلاق الأدوات التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية بعد دخول الاتفاقية حيز النفاذ".
"وتعد هذه الاتفاقية إحدي أهم ركائز الأجندة التنموية للاتحاد الإفريقي 2063 ، حيث تسعي إلي تعزيز جهود الاندماج الإقليمي وزيادة تنافسية القارة الإفريقية علي المستوي العالمي وتحفيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات ذات الأولوية للدول الإفريقية وعلي رأسها الصناعة والطاقة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات".
"وتسعى دول الاتحاد الأفريقي كذلك للبناء على ما شهدته القارة من نمو اقتصادي ملموس خلال السنوات العشر الأخير خاصة من خلال المضي قدما لتحقيق التكامل على طريق استكمال المشروعات القارية التي تهدف إلى الاندماج الإقليمي كما تضطلع الدول الأفريقية بجهد كبير لوضع اطر حاكمة لحوكمة الشركات الأسواق المالية بما يزيد من استقرار أسواقها و جاذبيتها للمستثمرين الخارجيين .
السيدات والسادة :
"إننا نعي التحديات التي تواجه جهود ترسيخ الاستقرار في القارة الأفريقية ، ولعل خطتنا الطموحة لإسكات البنادق بحلول 2020 تعد إحدي أهم الخطوات لتحقيق هذا الهدف الأسمى ، وهو الموضوع الذي سيكون على رأس أولوياتنا عمل القادة الأفارقة خلال العام القادم في ضوء أهميته لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية في العيش في سلام ورخاء " .
"وفي هذا الإطار تبرز الحاجة الماسة لدعم سياسية الاتحاد الأفريقي الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات ودعم أنشطة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات الذي تستضيفه مصر وخطة العمل التنفيذية التي تحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس وتساعد على بناء قدرات مؤسسات الدولة لتطلع بمهامها في حماية أوطنها ترسيخا للاستقرار والسلام".
"ومن هذا المنطلق إننا نؤكد التزامنا بالتفاعل مع الأطراف الإقليمية والدولية في ضوء إدراكنا لأهمية تعزيز التنسيق والمواءمة بين آليات السلم والأمن القارية والإقليمية والدولية في إطار يرتكز على مبادئ احترام القانون الدولي والمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وحل النزاعات بالطرق السلمية وإعلاء قيم العمل متعدد الأطراف، كما يتعين علينا ان نتذكر جميعا أن مواجهة الإرهاب تعد أولية متقدمة لأجندة السلم والأمن الأفريقية والدولية ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيداتها تظل المواجهة الشاملة هي الطريق الأمثل اجتثاث جذور الإرهاب".
السيدات والسادة ..
إن القارة الإفريقية منفتحة للتعاون مع مختلف الشركاء وإننا نأمل من خلال قمتنا أن نرسي قواعد التعاون الأفريقي الروسي لسنوات المقبلة مع تأكيدنا أهمية توسيع وفتح آفاق هذه العلاقات لتشمل الجوانب التجارية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، والتي يجب أن تأتي إعلاء لمبدأ الشراكة العادلة بين الدولة الأفريقية وروسيا في إطار يضمن المكسب للجميع وملكية الدول الأفريقية لمقدراتها".
السيدات والسادة
واتصالا بتركيز قمتنا الحالية علي موضوع السلم والأمن والتنمية، لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشير إلي اعتزام مصر إطلاق النسخة الأولي من منتدي أسوان للسلام والتنمية المستدامة يومي 11 و12 ديسمبر 2019 ، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع فيها قادة السياسة والفكر وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل والتي تعبر بحق عن الهوية الإفريقية لمصر".
"سنعمل علي أن يوفر المنتدي منصة دائمة للحوار والتفاعل بين القادة وصانعي القرار والخبراء من جميع دول القارة الإفريقية وخارجها تعني بالعلاقة بين السلام من ناحية والتنمية المستدامة من الناحية الأخري من أجل وضع الآليات ذات الصلة القائمة بالفعل موضع التنفيذ وتفعيلها في السياق الإفريقي".
"أغتنم هذه الفرصة لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وأشقائي رؤساء الدول الإفريقية للمشاركة في أعماله وللإسهام في مناقشاته بهدف إثراء التفاعل حول موضوعاته الرئيسية".
"لا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لخروج قمتنا اليوم بخلاصات تصب في مصلحة الشعوب الإفريقية وشعب روسيا الصديق، وأن تمهد مخرجاتها للمزيد من التعاون الروسي الإفريقي في المستقبل، وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ".
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=yq9ozUvWt1c[/embed]