أحمد عاطف آدم يكتب: خارطة طريق من الزمن الجميل

أحمد عاطف آدم يكتب: خارطة طريق من الزمن الجميل أحمد عاطف آدم يكتب: خارطة طريق من الزمن الجميل

غير مصنف27-10-2019 | 13:26

"إن النجاح في الحياة يأتي من التجربة وتعلم أشياء جديدة- في أي وقت وأي مكان وعلى مدار حياة الشخص. ودائماً هناك ضرورة بأن يكون للفرد مكانة وأثر داخل مجتمعه"، وقال: "إن الإنسان لا يستطيع أن يقدم شيئاً جديداً إلا إذا استقبل يومياً معلومات وأفكار جديدة- فعلى الدوام يجب أن نتجه بأنفسنا نحو البحث عن المعلومات، ولا بد أيضاً من الحرص على مشاركة الخبرات والمعارف مع من لديهم خبرة- فالكتب تعد هي الرافد الأساسي للعلم والمعرفة" . تلك كانت مقتطفات من حروفه الذهبية والتي لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام - وبصفة خاصة أولياء الأمور، نطق بها أثناء لقائه بطلاب جامعة القاهرة يوم الإثنين الموافق ٢١/ ١٠/ ٢٠١٩ ضمن ندوة بعنوان "تجربتي"، إنه عالم الفضاء المصري العالمي د/ فاروق الباز، هذا الرجل عندما تتابعه يتحدث على شاشات التليفزيون، ستدرك الفرق سريعاً بين الزمن الذي جاء منه وترعرع فيه تحت لمبة الجاز وبين الأجيال المتعاقبة بعد الزمن الجميل. فهو بسيط، دقيق، عفوي، وأنيق مع أبسط عباراته، قال أيضاً ضمن استضافة له بالقناة الأولى للتليفزيون المصري إن والده كان رجلاً أزهرياً يفضل التحدث باللغة العربية حتى مع أبنائه - توجه لابنه العالم الكبير ناصحاً إياه بأن يحصل على العلم ويعلمه وإلا لا خير فيه ولا في علمه. وحقيقة الأمر- أجد أنه شتا الفرق بين مجرد نظرنا لأي شيء نظرة عابرة ونحن نمشي على الطريق، وبين أن نقف نحدق نتأمل وبعمق في كل ما يستحق منا السكون والتدبر- هذا ما ينطبق تماماً على جوهر كلمات عالمنا الجليل، لذا أدعو قراء هذا المقال إلى عمل مقارنة - بين ما قاله الدكتور فاروق الباز والذي يعد بمثابة خلاصة فلسفة وأسلوب حياة العلماء والإنجازات التي وصلوا إليها باتباع أثر من سبقوهم وبين أسلوب حياتنا العشوائية، في النهاية سنجد أننا بصدد خلاصة مجمل كلام الرجل والتي تعد كخارطة طريق لمن أراد ان يستفيد منها ويعتمدها نهجاً له ولأبنائه - (( إدمان البحث - إثبات الذات - العطاء وتبادل الخبرات ))، كل ذلك لن يحدث إلا باتباع ما نصح به العالم الكبير حيث قال: "إن الكتب تعد هي الرافد الأساسي للعلم والمعرفة"، ولن يتحقق هذا إلا إذا تبدلت استراتيجية حصولنا على الثقافة بإدمان القراءة وتبادل الخبرات، بدلاً من إدمان التصفح الأجوف لحسابات مواقع التواصل المختلفة التي لن نجني من ورائها إلا معرفة من يشعر بالسعادة أو بالحزن أو من يسقط ويتنمر بمن... وليكن الاهتمام بتأسيس مكتبة بكل منزل وبأقل التكاليف هي البداية، أتخيل مثلاً حتى لو عبثياً أو فنتزياً- أن يكون شرطاً من بين شروط الزواج وعرف سائد بين الأُسر المقبل أبناؤها على دخول عش الزوجية وتكوين أسرة جديدة، هو تأسيس العريس لمكتبة بشقته تضع بها العروسة كتبها مع كتبه، وأن يكون الحرص على تشييدها وتعميرها ببحور المعرفة قبل الحرص على تشييد غرفة الأطفال نفسها أو الحصول على شاشة تليفزيون حديثة... إلخ، وتأصيل عادة القراءة عند أطفالنا منذ الصغر وتخصيص وقت للتجمع بعيداً عن الهواتف لترسيخ عادة التواصل المثمر والفعال، فالوقت الذي نضيعه منذ سنوات لساعات طويلة نتصفح خلالها حساباتنا على تويتر وفيس بوك، لم يتوفر للدكتور الباز حتى يكتب مذكراته وهو الآن ٨١ سنة - حينما سألته مقدمة البرنامج المضيف له في لقاء خاص على القناة الأولى عما إذا كان قد كتب مذكرات حياته، فرد قائلاً : "اكتبها الآن" .
    أضف تعليق

    حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2