طارق متولى يكتب: لا للدفاع ولا للهجوم

طارق متولى يكتب: لا للدفاع ولا للهجومطارق متولى يكتب: لا للدفاع ولا للهجوم

غير مصنف27-10-2019 | 13:31

العقلاء عندما تحل بهم كارثة يسارعون إلى التكاتف والعمل على مواجهة ما حل بهم ومناقشة الأسباب والمسببات وإيجاد الحلول والمقترحات بطريقة علمية للحيلولة دون تفاقم المشكلة والقضاء عليها ومعالجة آثارها أولا، بعدها تبدأ المحاسبة فيما بينهم ولا يجدون غضاضة فى تنحية المقصر ومحاسبته على تقصيره وتصحيح الأخطاء. بالتأكيد ما حدث يوم الثلاثاء الماضي الثانى والعشرين من أكتوبر كان أزمة كبيرة بسبب سقوط أمطار غزيرة استمر ساعات فعلت ما فعلت بالطرق وتكدس للمرور لأكثر من ست ساعات تسببت فى خسائر كبيرة أصابتنا جميعا بالحزن ولكن هكذا هى الظواهر الطبيعية لا يستطيع أحد أن يتحكم فيها ونحمد الله أنها لم تكن أشد من ذلك كما يحدث فى مناطق أخرى من العالم. نحن هنا لا نريد أن ندافع عن مسئول ولا أن نهاجمه أيضاً الموضوع أننا جميعا فى سفينة واحدة يجب أن يكون هدفنا جميعا أن تسير هذه السفينة بسلاسة وسلامة لا أن نتصيد الأخطاء لبعضنا البعض. وإلا فالمسئول الذى نلقى عليه باللوم فى تصريف مياه الأمطار وشبكات تصريف المياه يقابله المواطن الذى يلقى بالمواد الصلبة والقمامة ومخلفات البناء فى أى مكان فى الحمامات وفى البالوعات دون أدنى مسئولية بما تحدثه من أنسداد تلك المصارف خاصة عند هبوط أمطار غزيرة. والمسئول المقصر فى تيسير حركة المرور وهى بالمناسبة مهمة شاقة جدا خاصة فى المدن الكبرى المكتظة بالسكان وهذا على مستوى العالم فهذا يحدث مثلا فى مدينة نيويورك عند تساقط الجليد أو حتى ليلة الكريسماس تكدس مروري كبير، يمضى المواطنون الأمريكان ساعات للوصول لبيوتهم يقابله لدينا المواطن الذى يسارع بالسير عكس اتجاه المرور لينجو بنفسه من الزحام غير عابىء بالآخرين فى الاتجاه المقابل وتكون النتيجة شللا تاما للمرور. الموقف هنا كما قلت سابقا لا يستدعى أن  نهاجم الحكومة ونشرع الألسنة للشماتة والسخرية من أدائها وهم يحاولون جاهدين قدر المستطاع أن يواجهوا الأزمة ولا ندافع عنها ونهاجم المواطن لا نحن هنا نسخر من أنفسنا فى الحقيقة ومن بلدنا أمام العالم، كما أن المصائب والكوارث لا تعامل إبدا بالسخرية والضحك وعمل ما يسمى بالكوميكس على مواقع التواصل الاجتماعى لكن يجب أن تعامل بما تستحقه من الجدية وتقديم العون حتى ولو بكلمة وهذا لا يعنى أبدا إعفاء أحد من مسئوليت. أخيرا كان قرار الحكومة إعطاء إجازة للمدارس والجامعات فى اليوم التالى للأزمة قرارا صائبا ليته اتخذ فى اليوم السابق للأزمة، وليتنا جميعا حكومة وشعب نتعامل بجدية مع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية ونعمل سويا على تلافى الأخطاء وعمل الاستعدادات اللازمة لمواجهة أزماتنا جميعاً ونخلص النوايا لله سبحانه وتعالى وللوطن العزيز على قلوبنا.
    أضف تعليق