كتب: مروة علاء الدين - تصوير: عاطف دعبس
"نور" حالة فريدة من نوعها، شاب فى الثلاثينات من عمره بدأت مأساته منذ الطفولة عندما شعر بأنه يرتدى ثيابا لا تناسبه، عاش فى صورة "بدور" وهو من داخلة يشعر بأنه ولد فهو رافضا اللعب بالعرائس، رافضا ارتداء الفساتين، كارها حياة بدور بأكملها.
ظل نور على هذا الحال إلى أن وصل إلى مرحلة المراهقة وظن أهله فيه الظنون واتهموه بالشذوذ الجنسى، فترك البيت وعاش وحيدا على الأرصفة والطرقات يستجدى العطف والمساعدات القليلة.
عمل كـ"خادمة" فى البيوت وأخفى حقيقة كونه "ذكر", ظل يبحث عن وسيلة إنقاذ ليخرج من القاع أو قشة يتمسك بها ليعيش كإنسان طبيعى.
وكانت تلك الوسيلة هى الإعلام فظهر فى برنامج "صبايا الخير" ليكون الظهور الإعلامى الأول له.
عرض نور فى الحلقة مأساتة بالكامل, وبمجرد عرض الحلقة على الجمهور.. سقط بين شقى الرحى، فلم يرحمه أحد وطردته صاحبه المنزل التى كان يعمل لديها بعد أن علمت بحقيقة كونه ذكر متخفى فى شكل أنثى.
خرج نور من البيت بعد منتصف الليل فى ليلة شتاء ممطرة حائرا دون مأوى أو سند، وتوالت المصائب عليه بعد أن علم أهل منطقته بالحقيقة كاملة عبر التلفزيون، فساءت أحواله أكثر مما كانت عليه, لم يجد نور عملا نتيجة لرفض الجميع له وأصبح ينادونه فى الشارع (يا واد يا بت), فساءت حالته النفسية فترك الجميع ولم يستكمل علاجه النفسى.
جاء نور إلى "دار المعارف" ليحكى مأساته مع أول ظهور إعلامى له على الشاشة فى برنامج "صبايا الخير" نادما على ظهورة فى الحلقة والتى كانت – على حد قوله - الطامة الكبرى والسبب فى انقلاب حياته رأسا على عقب.