وكالات
سادت أجواء القصص البوليسية والجريمة، أجواء قاعةٍ جمعت أربعة كتابٍ عرب وأجانب متخصصين في مجال كتابة الرواية البوليسية، ناقشوا خلالها كيفية بنائها واستحضار أفكارها وابتكار شخصياتها ومصادر إلهامهم ورسائلهم من وراء الكتابة في هذا النمط الأدبي.
واجتمع كل من الكاتب السعودي أحمد خالد مصطفى والمصري عمرو عبد الحميد والكاتبين الإنجليزيين غيللي ماكميلان ووألِك مارش، ضمن الفعاليات الثقافية للدورة الثامنة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019، ليتحدّث كل واحدٍ منهم عن تجربته مع كتابة الرواية البوليسية وأدب الجريمة.
يشار إلى أن نحو 173 كاتباً وروائياً من 68 دولة عربية وأجنبية، يشاركون في معرض الشارقة الدولي للكتاب ويقدمون 987 فعالية متنوعة تتوزّع على الفعاليات الثقافية، وفعاليات الطفل، وفعاليات الطهي، إلى جانب تقديم باقة من الأعمال المسرحية، إضافة إلى فعاليات رسومات القصص المصورة، وفعاليات محطة التواصل الاجتماعي.
كما نظمت الدورة 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي ، يعقد تحت شعار “افتح كتاباً، تفتح اذهاناً” خلال الفترة من 30 أكتوبر وحتى 9 نوفمبر الجاري، ندوة بعنوان “ترجمان”، شارك فيها 3 أعضاء من مجلس أمناء جائزة ترجمان، الجائزة العالمية الأولى من نوعها في مجال الترجمة والتأليف، التي ترعاها هيئة الشارقة للكتاب.
وشارك في الندوة كل من صبحي البستاني، وإيزابيلا كامرا دافيلتو، ولويس ميغال كانيدا، بالإضافة إلى إيفا فيرّي، مديرة دار النشر الإيطالية E/O Edizioni، الفائزة بجائزة ترجمان بدورتها الثالثة 2019 عن ترجمتها لرواية “موت صغير” للروائي والكاتب السعودي محمد حسن علوان إلى اللغة الإيطالية.
وتطرق المتحدثون إلى أهمية جائزة ترجمان، التي جاء إطلاقها خلال فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 35 بتوجيهات ورعاية مباشرة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
في سياق متصل، ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال جلسة حوارية بعنوان “نكتب معاً” استضافت كلاًّ من الروائي الجزائري واسيني الأعرج والروائية المصرية منصورة عزّ الدين، دور ورش العمل والمحترفات الإبداعية في صناعة الكتاب والروائيين والأثر الذي تحدثه في اكتشاف المواهب في هذا المجال وتنميتها.
واستهل الروائي الجزائري واسيني الأعرج حديثه في الجلسة التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري بالإشارة إلى أن هذه الورش لا يمكنها صناعة المبدعين، بل اكتشافهم، مؤكداً أن الموهبة هي الأساس في خلق كاتب جيد وناجح يستطيع من خلال ابداعاته أن يثري المكتبة العربية بمؤلفات تعبر عن غزارة وثراء لغوية ومعرفي ومضامين ناضجة يمكن القول عنها أنها عمل روائي متميز.
وقال الأعرج:” مشاريع الورش الإبداعية مهمة، فهي تفتح المجال للالتقاء بالكاتب وكسر الجدار بينه وبين القراء، ومن الضروري أن يتفاعل الأديب مع الكتّاب على اختلاف أساليب كتابتهم، وأنا أرى أنه من الواجب أن يتم التعرف بالطاقات في مجالات الكتابة المختلفة لكن المهم هو استنهاض تلك الطاقات واكتشاف الموهبة الكامنة فيها، ويجب على الكاتب الجيد الذي يدير مثل هكذا ورش أن يمتلك رؤية ونظرة يستطيع خلالها ومن النظرات الأولى اكتشاف الموهبة وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، ليضمن بذلك إيجاد جيل قادر على العطاء، وغير ذلك ستكون الورش مجرد محاولات فإن غابت فيها الموهبة فهي ستفشل في نهاية المطاف”.
من جانبها ، أكدت الروائية المصرية منصورة عزّ الدين أن الكاتب لا تتم صناعته بل يجب رصد نقاط القوة والضعف فيه وتوجيهه نحو آفاق أكثر إبداعية وهذا دور الكاتب المدرب، حيث قالت: “الذي يقدم هذه الورش الإبداعية عليه أن يكون مدركاً لضرورة لفت انظار الكتاب المبتدئين نحو اكتشاف ما هو غير عاديّ في العادي، حيث الأمور في مسألة الكتابة الإبداعية لا تتم عن طريق التلقين بل من خلال تعزيز ضرورة أن يكثف الكاتب المبتدئ من قراءاته وأن يفهم الأدب بشكل يسمح له بدخول هذا العالم واكتشاف خباياه ليبدأ في صناعة أدواته الخاصة”.
وتابعت: “عامل الوعي مهم جداً لدى الكتاب المبتدئين الذين ينخرطون في ورش العمل التدريبية في الكتابة الإبداعية، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها في هذا المجال هي إبعاد المشاركين عن الأنماط التقليدية وتحفيزهم على التجريب، والاعتناء بمهارات السرد وايصال المعلومة بلغة واضحة وسلسة أمر ضروري، إلى جانب تعريف الكتاب على أدب الشعوب.