إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: «عشم إبليس!»

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: «عشم إبليس!»إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: «عشم إبليس!»

*سلايد رئيسى13-11-2019 | 19:05

منذ نشأتها فى عام 1928.. اختلفت جماعة الإخوان مع كل الحكومات المصرية.. واشتعل الصراع بينها وبين كل الأنظمة التى عرفتها مصر.. وتحول كل الرؤساء الذين حكموا مصر إلى أهداف انهالت عليها قذائف مدفعية كراهية الإخوان!.. قبل ثورة 1952 حظى كل رؤساء الحكومات بكراهية الإخوان.. وبعد الثورة أصبح جمال عبد الناصر بالنسبة للإخوان.. الشيطان الأعظم فحاولوا اغتياله لكنه انتصر عليهم وأدخلهم السجون.. ثم جاء الرئيس السادات فتسلم "شارة" الشيطان من عبد الناصر.. وعلى الرغم من أنه أخرج الإخوان من السجون لكنهم اغتالوه!.. ويجىء الدور على الرئيس مبارك فيجلس على مقعد الشيطان الأعظم ويضع الإخوان مرة أخرى فى السجون!.. ولم يكن الرئيس السيسى استثناءً.. فهو العدو اللدود لجماعة الإخوان وهو الشيطان الأعظم فى عقيدتهم.. لكن الحقيقة أن الرئيس السيسى تفوق على كل الرؤساء السابقين فأصبح يحتل منصب العدو التاريخى لجماعة الإخوان!.. كره الإخوان كل الرؤساء السابقين لكنهم كرهوا الرئيس السيسى أضعاف أضعاف كراهيتهم لكل رؤساء مصر.. مجتمعين!.. وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون.. لكن الحقيقة أننا فى حاجة إلى أن نعرف أولا منطق الإخوان وطريقة تفكيرهم والأفكار التى يؤمنون بها ويعتنقونها.. هدف الإخوان الأساسى والرئيسى هو إقامة الخلافة الإسلامية أو بمعنى أدق عودة الخلافة العثمانية التى سقطت فى عام 1924.. ولكى يصلوا إلى هدفهم فإن عليهم أن يمروا بمرحلتين.. مرحلة الاستضعاف ثم مرحلة التمكين.. وليس خافيًا أن جماعة الإخوان استنبطت هذه المصطلحات.. الاستضعاف والتمكين.. من القرآن والسُنّة وكُتب التراث فجعلت منها منهجًا كما فعل المسلمون الأوائل.. لكن هناك فارق كبير وهائل بين الاستضعاف والتمكين عند المسلمين وبين الاستضعاف والتمكين عند الإخوان المسلمين (!!!) بالنسبة للمسلمين الأوائل فإن الاستضعاف يعنى إخفاء حقيقة إسلامهم وترك ديارهم وأوطانهم والصبر حتى يأتى نصر الله والفتح.. والتمكين يعنى الانتصار على الكفار ودخول الناس فى دين الله أفواجًا.. أما بالنسبة للإخوان فإن الاستضعاف يعنى خداع الناس والتحايل عليهم وتكوين الخلايا النائمة وتجهيزها حتى تحين فرصتهم.. والأهم الصبر على محنة السجون.. أما التمكين فيعنى السيطرة على الحُكم بأى طريقة.. بقوة السلاح إذا اقتضى الأمر! هذا هو منطق الإخوان وهذه هى عقيدتهم وأفكارهم.. ولهذا السبب كره الإخوان الرئيس السيسى أكثر من كراهيتهم لكل رؤساء مصر.. ففى أعقاب ثورة 25 يناير نجح الإخوان فى الاستيلاء على الحُكم فتصوروا أن سنوات الاستضعاف انتهت إلى غير رجعة.. وأنهم بدأوا مرحلة التمكين.. وأصبحوا على بُعد خطوة من هدفهم النهائى.. الخلافة الإسلامية.. فيأتى السيسى ليعيدهم إلى المربع صفر (!!!) استجاب السيسى لمطالب المصريين وانحاز لإرادتهم وأسقط الإخوان.. وهكذا وجد الإخوان أنفسهم يبدأون مشوار العذاب مرة أخرى.. هكذا بعد أن وصل الإخوان مرحلة التمكين وجدوا أن عليهم أن يبدأوا سنوات الاستضعاف من جديد!.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فالمصيبة بالنسبة للإخوان مصيبتان. أدرك الإخوان أنهم عادوا من جديد لمرحلة الاستضعاف لكنهم أدركوا أيضا أن الشعب المصرى أسقطهم من حساباته تمامًا.. ومن ثم فإنه حتى سياسة الاستضعاف لن تجعلهم يصلون مرة أخرى إلى مرحلة التمكين.. ويزيد الطين بلة.. طين الإخوان.. أنه تم تعديل المادة 200 من الدستور وبمقتضى هذا التعديل منح الجيش صلاحية الحفاظ على مدنية الدولة.. وهو ما يعنى أن الجيش يستطيع إسقاط أى جماعة دينية تصل إلى الحُكم.. حتى ولو كان ذلك بصناديق الانتخابات.. وهكذا غرق الإخوان فى مصر فى بحور اليأس.. ولم يعد أمامهم إلا أمل واحد ووحيد إغراق مصر فى بحور الفوضى وهدمها فوق رؤوس أبنائها.. لعل وعسى تتاح الفرصة للإخوان لحُكم مصر مرة أخرى!.. ومنذ سقوط الإخوان وهم يحاولون تحقيق هذا الهدف.. إسقاط مصر فى بحور الفوضى.. كل تحركاتهم فى الخارج لتحقيق هذا الهدف.. كل قنواتهم "تنبح" ليلا ونهارا من أجل هذا الهدف.. لكن قيادات الإخوان أدركت مؤخرًا استحالة نجاح هذه الخطة.. فبعد أن أصاب السعار الإخوان وقنوات الإخوان وهم يحرضون الشعب المصرى على الاستجابة لدعوة المدعو "محمد على" والخروج فى مظاهرات لإسقاط النظام.. اكتشف الإخوان أن الجبل تمخض فولد فأرًا!. اكتشفوا أن الشعب المصرى لم يستجب بأى قدر لدعوات التظاهر.. ولم يعد باقيا إلا أن يعتبر الإخوان إسقاط مصر  مشروعا مؤجلا!.. لكن المشكلة أن شباب الإخوان وقواعدهم بدأوا يفقدون الثقة فى قياداتهم وهو ما يهدد وجود الجماعة فسارعت قيادات الجماعة باللجوء لخطة بديلة.. اللجوء للمسكنات!.. تحاول قيادات الإخوان إيهام شباب الإخوان وقواعد الجماعة أن باب الأمل فى إسقاط النظام لا يزال مفتوحًا.. وأن المسألة لا تحتاج إلا لبعض الصبر وبعدها سيسقط النظام من تلقاء نفسه!.. كيف أيها العباقرة النبهاء؟! سمعت القيادى الإخوانى عمر دراج يتحدث فى هذا الشأن ويقول كلامًا غريبًا وعجيبًا.. قال إن الرئيس السيسى على وشك أن يفقد أكبر حلفائه.. الرئيس الأمريكى ترامب الذى يدعم الرئيس المصرى ويحميه ويحافظ على بقائه.. كيف؟!.. يقول عمر دراج إن مجلس النواب الأمريكى صوّت بأغلبية ساحقة على بدء إجراءات عزل الرئيس الأمريكى.. وسمعته يقول إن الرئيس السيسى على وشك أن يفقد أيضا حلفائه فى أوروبا.. كيف؟! يقول عمر دراج إن زعماء أوروبا يدعمون السيسى لأنهم يتصورون أنه يحافظ على الاستقرار فى مصر.. لكن المظاهرات التى اندلعت فى مصر مؤخرًا أكدت لهم أنه غير قادر على تحقيق هذا الاستقرار ومن ثم فإن مصلحتهم تقتضى رحيله!.. وبالإضافة لذلك فقد اكتشف الأوروبيون أن الإسلام السياسى لم يعد يمثل خطرًا فقد سقطت كل تجاربه فى مصر وتونس وسوريا والسودان والعراق.. ومن ثم لم يعد هناك حاجة للرئيس السيسى الذى يلعب دورًا بارزًا فى حماية أوروبا من هذا الإسلام السياسى.. عشم إبليس يا أستاذ دراج.. عشم إبليس يا إخوان (!!!) بالنسبة لعزل الرئيس الأمريكى وبغض النظر عن سذاجة هذا التحليل الذى يتصور أن عزل ترامب فى يد مجلس النواب (الديمقراطى) فقط.. ويتجاهل أن هناك مجلسًا للشيوخ أغلبيته الساحقة من الجمهوريين.. بغض النظر عن ذلك فإن السؤال: وكيف يؤثر عزل ترامب على بقاء السيسى.. والإجابة أن هذا الكلام فى الحقيقة كلام فارغ.. فعندما اندلعت ثورة 30 يونيو حاولت إدارة الرئيس أوباما أن تساند الإخوان بكل ما تستطيع من قوة وأن تعيد الرئيس مرسى لمنصبه.. الأمر وصل إلى درجة أن السفيرة الأمريكية فى مصر.. أن باترسون.. لمحت للفريق السيسى أيامها بوجود الأسطول الأمريكى بالقرب من الشواطئ المصرية.. لكن السيسى رفض تلميحاتها ورفض تهديداتها ودعا الشعب المصرى إلى الخروج لتفويضه وتأييده.. وعندما لبى المصريون النداء اضطرت إدارة أوباما أن تبلع لسانها وتصمت!.. أما بالنسبة لمسألة الاستقرار ودور السيسى فى الحفاظ عليه واقتناع الأوروبيين مؤخرًا بأن المظاهرات التى خرجت مؤخرًا أثبتت العكس.. فهو كلام لا يستحق عناء الرد، فمن المجنون الذى يتصور أن مظاهرات محدودة فاشلة لا يزيد عدد الذين شاركوا فيها عن بضعة مئات.. كيف يمكن أن تتصور أوروبا أنهم يهددون استقرار مصر؟! وليس أمام قيادات الإخوان بعد ذلك كله إلا أن ينضموا إلى إبليس.. يتعشمون مثله ويصيبهم اليأس مثله (!!!)

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2