عاطف عبد الغنى يكتب: عودة طارق الزمر (!!)

عاطف عبد الغنى يكتب: عودة طارق الزمر (!!)عاطف عبد الغنى يكتب: عودة طارق الزمر (!!)

*سلايد رئيسى12-5-2017 | 20:35

[caption id="attachment_15180" align="aligncenter" width="300"]الأستاذ: عاطف عبد الغنى الأستاذ: عاطف عبد الغنى[/caption]
«إذا قال الإنسان بلسانه ما ليس فى قلبه فلا تثق به»، هذه حكمة الأولين التى صاغها شاعر فقال : «لا يعجبنك من أثير لفظُه .. حتى يكون مع الكلام أصيلا». هذا المعنى طرأ على الذهن مع إطلاعى على تفاصيل المبادرة الأخيرة للجماعة الإسلامية التى طرحتها عبر ذراعها السياسى، الذى يرفع لافتة الحزب السياسى على أساس أنه كيان من كيانات المجتمع المدنى ويسمى «البناء والتنمية» وقد طرح قبل 3 أسابيع تقريبًا - بالتزامن مع احتفال المصريين بذكرى تحرير سيناء - ما أطلق عليه مبادرة «إنقاذ سيناء فى ذكرى تحريرها»، وتلقف المرجفون ومن فى حكمهم المبادرة واشتغلوا عليها.
(1)
وانشغلت الناس الطيبة بالحبل عن الثعبان، أو قل فرح بعض السذج من المتمتعين بذاكرة السمك أن أناسًا قادمون من معسكر فرعى تابع للإخوان، عبر تحالف دعم الشرعية، غير بعيدين عن الأفكار، والأيديولوجيات، والممارسات، التى قادت للعنف الذى ضرب مصر منذ 3 يوليو، قبل أربعة أعوام وحتى اليوم، أن هؤلاء بالتحديد هم الذين يدعون لوقف العنف، وأنهم إذ يدعون لذلك فلعلها تكون رسالة صادرة عن معسكرهم، تنبئ أنهم بصدد مراجعة أنفسهم فيما اقترفوه من ذنوب وآثام فى حق الوطن، أو أنهم عازمون حقا وصدقا على التوبة، والإنابة، لكن هذه التهيؤات لا يجليها إلا القراءة الأولية لبنود وشروط المبادرة التى كانت تفاصيلها تشى بشىء آخر مختلف لم ينتبه له كثيرون.
(2)
مبادرة الجماعة الإسلامية التى حددت 4 مراحل لتفكيك الأزمة فى سيناء وحلها (حسب وصفها)، الخطوة الأولى فيها كما حدد واضعوها: «مرحلة وقف التدهور واحتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لحلها». والثانية تتمثل فى: «الحوار من أجل تحديد المشكلات وطرح الحلول». أما المرحلتان الثالثة والرابعة فيوجهان لوضع خطة تتضمن توقيتات لحل المشكلات والتنفيذ والانتهاء بالمصالحة الوطنية.. افتح قوسين وضع علامة تعجب وبعدها اطرح السؤال الذى لابد وأنه قد طرأ على ذهنك: منْ يصالح منْ ؟! وإن شئت أن تزيد فاسأل "بتوع" الجماعة الإسلامية: «انتوا بتتكلموا جد؟!». وإذا أردت إجابة عن سؤالك أحيلك إلى موقعهم الرسمى لتطالع بعضا مما خطه بيمينه كادرهم عضو الهيئة العليا للحزب أ. طه الشريف (سبقوا اسمه بالألف التى تعنى الأستاذ وهى ليست بدرجة وظيفية ولا علمية ولا يمنحها أحدا لنفسه إلا..) ما علينا. .. وبغض النظر عن الهراء الذى طفحه كاتب المقال فى متنه ووزع فيه الاتهامات على كل المصريين وشكك فى وطنيتهم إلاه وجماعته، فقد توقفت عند عنوانه الذى جاء على النحو التالى: «إلى رافضى مبادرة إنقاذ سيناء فلتقر عيونكم وليذهب الوطن إلى الجحيم».. «لا يا شيخ؟!» أنا الذى أبدى تعجبى «آلآن أدركتم أن هناك وطنًا؟!.. وأن هذا الوطن يمكن أن يذهب إلى الجحيم؟!» «فال الله ولا فالك» . وإذا كان الموقف لا يحتمل أن نستبدل الهزل بالجد، أؤكد لك أن الجماعة الإسلامية لم تطرح مبادرتها هازلة، على الأقل فمثل أعضائها لا يعرفون الهزر، وربما يكون الضحك فى شرعهم حرام.. فماذا كانوا يريدون بالضبط ؟!..
(3)
كانوا يمهدون المسرح لمشهد عودتهم، إلى المشهد الذى اختفوا عنه لما يقرب من 4 سنوات، ويمهدون للعودة إلى لعب دور فى الحياة السياسية، هذه رؤيتهم أو رأيهم، أو ربما رأى البعض الذى نبههم إلى أنه أمر ضرورى بعد فشلهم فى التغيير بالقوة. وحين طرحوا مبادرتهم كانوا قد شرعوا بالفعل فى تنظيم إجراء انتخابات حزبهم «البناء والتنمية» تلك الانتخابات التى بدأت فى الثامن من الشهر الماضى (أبريل) بانتخاب أمانات الحزب، وتنتهى السبت يوم الثالث عشر من مايو، بانتخاب الهيئة العليا ورئيس الحزب، وانظر من ترشح لرئاسة الحزب!!.. صدق أو لا تصدق: طارق الزمر الهارب فى تركيا، وقيل إنه الآن فى مصر، ولا يواجه اتهامات، إلا عدة دعاوى قضائية أقامها البعض أمام مجلس الدولة تطالب بإسقاط الجنسية عنه، ولا أحد يستطيع أن يستبق حُكم القضاء الإدارى فيها، أقصد تحديدا أنه من الوارد ألا يصدر بحقه ما يمنعه من العودة الآمنة وممارسة ما يكفله له القانون والدستور كأى مواطن لم تثبت عليه تهم التحالف مع جماعة إرهابية أو التحريض على العنف ضد مؤسسات الدولة المصرية، ولن يؤثر فى موقفه القانونى حتى مقال د. محمد الباز عن القتلة القدامى.. والقتلة الجدد! (بالطبع أمزح).
(4)
وإذا ركبنا آلة الزمن بخيالنا لنستطلع ماذا يمكن أن يحدث فى مرحلة ما بعد صعود «الزمر» إلى مقعد القيادة فى حزب الجماعة الإسلامية، بعد نجاحه فى الانتخابات الداخلية للحزب وهو أمر أتوقع حدوثه، فهل يكتفى الزمر بهذا النجاح دون خطوات أخرى تصعيدية؟! أستطيع أن أراهن - من يقبل الرهان - أنه يفكر، (أو يًفكر له) أن يعلن نفسه مرشحًا للرئاسة فى الانتخابات القادمة التى ستجرى فى العام المقبل.. وتوقعوا أى شىء يخرج لكم من بين الغيوم القادمة علينا..! أقول لكم أكثر؟.. لا طارق الزمر ولا الإخوان من السذاجة بحيث يتصورون أن مرشحا ينتمى إلى فصيلهم «الزمر» أو غيره يمكن أن يخوض انتخابات الرئاسة المصرية القادمة، ثم ينافس، أو ينجح أمام أحد.. أى أحد وليس الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حال ترشحه لمدة ثانية.. لكن فصيل الزمر سيفعلها.. ولا تندهش، لأنك سوف تقرأ وتسمع فى الأيام القادمة وحتى إجراء الانتخابات عن أسماء سوف تطرح نفسها، أو يطرحها الغير، ما أنزل الله بها من سلطان. ولا أقصد هنا مجانين الشهرة والظهور من العوام، ولكن أقصد تلك الأسماء التى سوف يتم استغلالها فى المتاجرة بالحدث واستحلابه بأقصى ما يستطيع.. الموتورون، والفاشلون من السياسيين وأصحاب الثارات المدفوعين من الخارج، أو المدفوع لهم من الخارج . والتسخين على هذه الجبهة بدأ، وخرجت الثعابين من جحورها مع موجة الحر التى ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، وانطلق أصحاب الحناجر و "طق الحنك" يستعرضون فصاحة مصطلحاتهم الحنجورية الداعين فيها إلى عودة الاصطفاف الوطنى عبر المصالحة، والعمل على إقرار العدالة والمساواة والحرية والثورية، وانتظروا من هذا الكثير، وابكوا على الوطن الذى التف حوله من يدعون أنهم أبناؤه، وفى يد كل منهم سكين يستعد ليقطع به ما يتصور أنه نصيبه من الجسد المثخن بالجراح، وقبل أن يصل الغير إلى (ما يتصور أنه) نصيبه.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2