طارق متولى يكتب: صغائر كبيرة

طارق متولى يكتب: صغائر كبيرةطارق متولى يكتب: صغائر كبيرة

*سلايد رئيسى17-11-2019 | 13:20

كنا ونحن صغار فى الحى الذى نسكن فيه نسمع قصة تتداول بين الناس لم نعاينها ربما كانت حقيقية وربما كانت من قبيل الحواديت وهى أن صاحب مخبز فى نهاية الشارع كان يقوم بخبز العيش وتحضير الفرن عندما وجد قطة تحوم حوله وتقفز هنا وهناك فما كان منه إلا أنه امسك بها وألقاها فى موقد الفرن لتحترق وأنه بمجرد ما فعل ذلك وقع على الأرض وذهب عقله وراح يصدر صوتًا مثل القطط انتهت القصة، ربما كانوا يرونها لنا زجرا لنا كى لا نؤذى القطط وقد كان لها تأثير فى تعاملنا مع القطط والحيوانات المختلفة بحذر وخوف حينها.

بعد هذه القصة بسنوات وأثناء دراستى الجامعية كان لى صديق يسكن فى أحد العمارات الفخمة وكانت تزعجه مجموعة من القطط تتواجد أمام باب منزله باستمرار تلعب وتتشاكس فى يوم قرر التخلص منها بطريقة شيطانية ، فوضع لها السم فى بعض الطعام وقدمه لها، ماتت جميع القطط فى الحال.

وكان يروى لى ما حدث لها وهو لا يشعر بأى ذنب أنه تخلص منها جميعاً لكننى لاحظت أن صديقى المذكور فى سنواته اللاحقة لم يوفق بتاتاً فى أى شىء لا فى الدراسة ولا فى العمل ولا حتى فى الزواج.

هل كان هذا بسبب جريمته تجاه هذه المخلوقات البريئة أم لا ؟ لا أعلم... لكن ربما هناك أفعال نقترفها ولا نلقى لها بالا.

لا يعاقب عليها القانون لكنها تجلب السخط ويعاقب عليها الله سبحانه وتعالى مثل  إيذاء هذه الحيوانات الضعيفة ومعاملتها بقسوة وغلظة، مثل الحسد والغل والضغينة ومعاملة الضعفاء والمساكين بتعال وتكبر تصل فى بعض الأحيان إلى الإهانة وإهدار الكرامة ممن أنعم الله عليهم بالمال والجاه والمنصب تجاه من هم أقل منهم من البشر.

أفعال نظن أنها صغيرة وبسيطة لكنها عند الله عظيمة وكبيرة.

لدى اعتقاد راسخ بأن هناك ارتباطا وثيقا بين التقدم والازدهار والحياة الكريمة وبين الرحمة والإحسان مع جميع الخلق ورضا الخالق عز وجل.

أضف تعليق

إعلان آراك 2