كتب: محيى عبد الغنى
أكد السفير د. عادل السالوسى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن الهدف من قمة العشرين فى أفريقيا والمنعقدة الآن بألمانيا هو تطوير علاقات الشراكة بين دول القارة الأوروبية والدول الأفريقية وكذلك مع مجموعة دول العشرين الكبرى اقتصاديا.
ويرأس وفد مصر فى القمة الرئيس عبد الفتاح السيسى بوصف مصر الدولة الرئيسية فى القارة الأفريقية والرئيسية الحالية للاتحاد الأفريقى.
وأضاف عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أن القمة الحالية سوف تبحث العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وسيتم التوقيع على مشروع الآثار، حيث يقدم الجانب الألمانى 12 مليون يورو لتحديث المتحف الآتونى بالمنيا.. والتوقيع على مشروع "كارثر" لمعدات وآلات تنظيف الشوارع، بالإضافة إلى 7 اتفاقيات فى إطار التعاون المصرى الألمانى.
همزة الوصل
وواصل السفير قائلا إن مصر هى همزة الوصل بين أفريقيا وأوروبا، ومن خلال هذا الدور المحورى لمصر ستناقش قمة العشرين – أفريقيا تقديم المساعدات والدعم السياسى للدول الأفريقية من خلال مجموعة العشرين، وتقديم فرص جديدة للاستثمار فى أفريقيا، وتوفير الوظائف داخل القارة، بهدف منع تدفق الهجرة الأفريقية نحو نحو الدول الأوروبية.
حقوق الدول الأفريقية
وفى هذا المجال يجب بحث مشاكل تشريع وتقنين حقوق الدول الأفريقية لدى القارة الأوروبية، والتى كانت مستعمرة من الأوروبيين لمدة عقود ماضية، وأثناء مرحلة الاستعمار الأوروبى لدول أفريقيا تم استنزاف الثروات الطبيعية للقارة وهو ما ساهم فى تنمية الدول الأوروبية وتقدمها على حساب تخلف الدول الأفريقية.
الرق والاستعباد
ولابد من بحث قضية جرائم الرق والعبودية من جانب الاستعمار الأوروبى، والاعتراف بحق الأفارقة فى الحصول على حقوقهم التاريخية فى هذا المجال الإنسانى والاقتصادى، وكذلك اعتراف أوروبا برد الجميل، بعد أن تحررت أفريقيا من الاستعمار الأوروبى.
الصين فى أفريقيا
ويشير السفير د.عادل السالوسى إلى أن الدول الأوروبية حاليا قلقة من التوغل الصينى فى أفريقيا، وقد تعدت استثمارات الصين فى أفريقيا أكثر من 100 مليار دولار، ولدى الصين مليون شخص يعملون حاليا فى أفريقيا فى مختلف المجالات.. وللصين أيضا علاقات عسكرية وقواعد عسكرية فى بعض الدول الأفريقية.. والتحرك الصينى يثير أيضا انتباه أمريكا، ويحاول الجميع التحرك اقتصاديا للتواجد فى أفريقيا، وهذا شىء إيجابى يجب أن تستفيد منه الدول الأفريقية.
والتواجد المصرى
وإزاء هذا الاهتمام الدولى المتصاعد بالقارة الأفريقية، فإن على مصر استعادة دورها المحورى فى ربوع القارة، والتواجد مرة أخرى فى كافة المجالات ومنها افتتاح فروع للجامعات بدءا من دول حوض النيل العشرة، ثم باقى الدول الأفريقية، وعلى مصر أن تستغل دورها فى رئاسة الاتحاد الأفريقى بإحياء (الدائرة الأفريقية) وجعل أفريقيا ذات اهتمام مصرى وتطوير كافة العلاقات مع دول الاتحاد الأفريقى.
ويطالب السفير د. عادل السالوسى بتفعيل اتفاقية التنمية المستدامة فى أفريقيا ببناء بعض المشروعات الاقتصادية مثل مشروعات البنية التحتية، والتى تبدأ بمشروعات الطرق مثل طريق القاهرة – كيب تاون، حتى يمكن رفع معدلات التنمية والارتقاء بمستوى معيشة الشعوب اللازمة، ومقاومة الفقر والتصحر والمجاعات من خلال تجمعات اقتصادية تخدم توجه واحد يصل بالقارة إلى تفعيل الاتحاد، مثل الاتحاد الأوروبى فى كافة المجالات يبدأ بالمجال الاقتصادى والتعاون الأفريقى ثم التعاون مع كافة الدول الأجنبية بجانب الدول الأوروبية.
مشروعات
وأمام الاتحاد الأوروبى مشروعات أفريقية ضخمة مثل مشروعات الطرق البرية والسكك الحديدية.. وهذه المشروعات القارية فرصة كبيرة أمام دول الاتحاد الأوروبى للمشاركة فيها من خلال تقديم الاستثمارات الضخمة، ومنها أيضا المشروعات البحرية التى تبدأ من قناة السويس، وكل هذه المشروعات تهدف إلى تسهيل حركة البشر وحركة رؤوس الأموال.
وبعد انتشار مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا يمكن الاتجاه إلى تصنيع أفريقيا، حيث تملك دول القارة كافة المقومات الطبيعية حتى فى وجود كافة الخامات، وكذلك يوجد العمق البشرى للعمالة وللاستهلاك والتسويق.. ويتطلب لتحقيق التنمية المستدامة دعم بنية المعلومات والتكنولوجيا بالاستثمار فيها، خاصة أن الكثير من الدول الأفريقية تمتلك قاعدة معلومات تكنولوجية مطلوب العمل على دعمها وتحديثها.
وينهى السفير د. عادل السالوس حديثه بالقول إنه بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية الأفريقية التى تحتاج إلى استثمارات دولية ضخمة تتسع لكافة دول العشرين وغيرها فإن أفريقيا تحتاج إلى الدعم الصحى والطبى من الدول المتقدمة للقضاء على الأمراض المستوطنة، وكذلك بحث قضايا الإرهاب التى تواجه بعض الدول الأفريقية وتمثل بها أزمة وعائق فى بطء تنفيذ خطط التنمية، وهناك بعض الحروب الأهلية وبعض النزاعات المحلية، التى يجب أن توضع لها حلول سريعة وناجزة.