كتب: محمد فتحي
تُعد المجموعة المعمارية الأثرية للأمير يوسف كمال بنجع حمادي شمالي محافظة قنا تخص يوسف كمال باشا بن أحمد كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن الوالي محمد على باشا، وهو أحد أهم أمراء الأسرة العلوية وكان من المرشحين لتولى السلطنة المصرية، بعد السلطان حسين مع الأمراء أحمد فؤاد، وكمال الدين حسين وعمر طوسون، وهو رحالة وجغرافى مصري، وكان له دور كبير في الحياة الثقافية بمصر، حيث قام بتأسيس مدرسة الفنون الجميلة في العام 1905، وجمعية محبي الفنون الجميلة العام 1924، وشارك في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما كما أشتهر الأمير بالرحلات والصيد، لذا نجد له بعض المؤلفات في الرحلات وتجميع موسوعة جغرافية عن إفريقيا،والعديد من المحنطات للحيوانات والطيور التي قام باصطيادها.
يرجع تاريخ إنشاء قصر الأمير يوسف كمال إلي عام 1908 بإشراف مهندس القصور المعمارية أنطونيو لاشياك وهو من أشهر المعماريين الذين قدموا إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتم تسجيل القصر كأثر إسلامي عام 1988 .
مكونات القصر
يتكون قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي من طابقين وله ملاحق أو قصور صغيرة من طابق واحد وهي من طرز معمارية إسلامية وأوروبية فريدة استغرق بناؤه 13 عاماً ويمثل القصر طرازاً معمارياً فريداً يجمع ما بين الطراز المعماري الإسلامي والأوروبي الحديث ضمن أملاك البرنس يوسف كمال بنجع حمادي.
محتويات القصر
أنشأ الأمير يوسف كمال هذه المجموعة من القصور داخل أسوار سجلت جميعها آثاراً بقرارات وزارية وتحتوي المجموعة علي العديد من المباني وتضم الوحدات المعمارية للقصر " قصر السلاملك - القصر- قاعة الطعام - المطبخ - الفسقية - ضريح الشيخ عمران- المئذنة - قاعة الدرس - السبيل" وتعد وحدات القصر التسع مزيجًا من الطرازين الأوروبي والإسلامي.
قصر الحرملك
كان مخصص لإقامة والدة الأمير وبعض الأميرات وهو عبارة عن طابقين كل طابق به مجموعة من الغرف ومطبخ وحمام ودور مسحور وبدروم وسطح وأهم ما في القصر الأسانسير الخشبي الذي احضره الأمير خصيصا لوالدته التي كانت مريضة بالقلب والقصر منفذ بطريقة العمارة الإسلامية مع مزجها بالنمط الأوروبي في بعض واجهات القصر والمفترض أن القصر يحتوي علي مجموعة من التحف المنقولة الخاصة بالأمير يوسف كمال .
قصرالسلاملك
يتكون من 3 قاعات للاجتماعات وواجهة خارجية ويشتمل القصر علي العديد من الأساليب الفنية الخاصة بالعصرين المملوكي والعثماني وتحتوي مجموعة قصور الأمير يوسف كمال علي قاعة الطعام ومطبخ مربع الشكل مكون من طابقين وله ملحق في الجهة الشمالية وتحتوي المجموعة علي فسقية وتقع في الجنوب من قصر السلاملك وهي من الرخام الملون بألوان زرقاء وبرتقالية ذات مسقط مربع من الخارج يتوسطها حوض مثمن.
السبيل يتوسط الضلع الجنوبي لأسوار المجموعة ويوجد بهذه الجهة مبني خاص للموظفين في الدائرة وآخر للموظفين وكانت حديقة القصر مخططة علي احدث نظم تخطيط الحدائق وكانت في السابق تضم الكثير من الأشجار والنخيل والنباتات النادرة.
ضريح الشيخ عمران
تضم حديقة القصر من الجهة الغربية ضريحاً لأحد الشيوخ المعروفين في ذلك الوقت وهو الشيخ عمران والذي يُثار أن هذا الضريح بني للشيخ بأمر من والدة الأمير يوسف كمال فقد رأت حلما للشيخ وهو ينقذ ابنها من أسد في الصحراء كاد يقتله وقد كان الأمير يقوم خارجا في رحلة صيد بصحراء نجع حمادي وعندما عاد من رحلته روي لوالدته أن أسدا كاد يفتك به لولا رجلا ظهر فجأة وأنقذه من الموت فقامت ببناء ضريح للشيخ داخل أسوار القصر .
تعرض القصر للسرقة
تعرض قصر البرنس يوسف كمال بنجع حمادي لعدة وقائع سرقة منذ عام 2014 حيث سُرق منه ما يزيد عن 500 قطعة أثرية كان أخرها القطع الأثرية المفقودة وعددها 300 قطعة منها 12 عملة ذهبية وفضيه ونحاسية وتميمة فرعونية و3 خطابات مكتوبة بخط اليد من العصر المملوكي و4 شمعدان فضة و5 خناجر من الزجاج والنحاس و2 سنجه من الزجاج والنحاس و242 قطعة من الفضة لسرفيس مطبخ وبعض الأدوات الزجاجية والزخرفية وفق محاضر شرطة .
زيارات وزراء
شهد قصر البرنس بنجع حمادي العديد من زيارات الوزراء كان أخرها زيارة وزيرة التخطيط والمتابعة الدكتور هالة السعيد ومحافظ قنا خلال شهر أكتوبر الماضي لبحث إمكانية تحويل القصر وملحقاته إلى متحف خاصة وأنه يمثل تحفة معمارية من طراز فريد وأصيل كما انه من أهم وأكبر المعالم الأثرية بمدينة نجع حمادي.
واعتبرت " السعيد " أن تحويل القصر ومُلحقاته إلي متحف خطوة فى الاتجاه الصحيح لوضع محافظة قنا على الخريطة السياحية خاصة وأن القصر لا يحتاج إلى اعتمادات مالية كبيرة لافتتاحه للجمهور وفق تصريح اللواء عبد الحميد محافظ قنا.
افتتاح القصر
افتتحت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، ظهر الأحد 29 سبتمبر 2019 يرافقهما محافظ قنا اللواء عبد الحميد الهجان، وعدد من أعضاء مجلس النواب قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي، بعد أعمال ترميمه بحضور المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات.
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري، أن مشروع ترميم مجموعة الأمير يوسف باشا كمال، تم بتمويل من وزارة الآثار، بمبلغ 31 مليون جنيه، أسهمت فيها وزارة التخطيط بمبلغ 7 ملايين جنيه، وتضمنت مبنى السلاملك، والمبنى الإداري الحديث ومبنى قاعة الطعام، ومبنى المطبخ والمخزن ، ومبنى سكن ناظر الأمير يوسف كمال، ومبنى مكتب تفتيش دائرة الأمير يوسف كمال "الإصلاح الزراعى“، ومبنى الحراملك، والموقع العام وأسوار وغرف الأمن والخزانات والفسقية.
وصف القصر
يعرض القصر أكثر من 500 قطعة قام الأمير يوسف كمال بشرائها من لندن وبلجيكا وغيرها من البلاد الأوروبية، منها حجرة نومه وأدوات للمائدة ومجموعة من أطباق الخطف والشوك والملاعق والسكاكين وغيرها من التحف.
يتميز القصر بالبناء على الطراز الإسلامي المستحدث، متخذاً أسلوب بناء الواجهات بالطوب المنجور ذي التبادل اللوني كما في صعيد مصر ومدينة رشيد، وتم إعادة استغلال عناصر معمارية مستجلبة من عمائر سابقة مملوكية وعثمانية من الرخام والقاشاني والخشب ذو الزخارف النباتية والهندسية والكتابية، بل منها نصوص تأسيسية وألقاب لأمراء مماليك بتجميع تلك العناصر في تصميم جديد مراعيًا الطراز الفني العام.