«مرسى علم» قصة سفينة تابعة لشركة قطاع الأعمال العام.. نموذج لإهدار المال

تحقيق/سلوى محمود

من المسئول عن تخريب السفينة مرسى علم ولماذا لم يحاسب بعد عام ونصف من عطلها بالبحر الأحمر؟

مرسى علم تتعطل بالبحر الأحمر وتكاد تغرق ولم يصلها الأنقاذ الابعد أربعة أيام من تعطلها!!

165 الف دولار تكلفة قطر السفينة من بورسودأن إلى  سفاجا!!

مرسى علم تترك متعطلة ببور سودأن لمدة عام ونصف وتتكلف مئات الآلاف من الدولارات لإعادتها لمصر.

السفينة يتم قطرها إلى  سفاجا بدون هيئة إشراف أو تأمين على بدن السفينة أو أفرادها!!

هل هو فساد أم إهمال أم إهدار متعمد للمال العام ام ماذا يمكن أن نطلق على ماحدث للسفينة مرسى علم وهى التابعة للشركة المصرية للملاحة البحرية والتي تعطلت وهى في البحر الأحمر قرب ميناء جدة وحادث التعطل كأن في عمود المرفق والكراسى الخاصة به وهذه الحادثة سببها عدم مراقبة منسوب وضغط زيت التزييت الواصل للماكينات الرئيسية بمعنى أن الحادثة تنضوى تحت بند التخريب أو الإهمال ولم يتم إتخاذ أى إجراء مع المتسبب بالرغم من أن الحادث مر عليه عام ونصف!!

وبعد حدوث التعطل و وبالرغم من أن قبطأن السفينة أرسل إستغاثة إلى  الشركة فور حدوث التعطل لإرسال قاطرة لقطر السفينة أنقاذًا للأرواح والبضائع الخطرة التي تحملها السفينة إلا أن الشركة لم تتحرك ولم ترسل قاطرة لقطر السفينة إلا بعد أربعة أيام من إستغاثة القبطأن وهو كأن من الممكن أن يتسبب في كوارث!!

وبدلًا من قطر السفينة  إلى  ميناء السويس لإصلاحها يتم قطرها إلى  ميناء بور سودان وهو الأكثر بعدًا والذى ليس به ورش للإصلاح، وذلك وفقا لرغبة مستأجر السفينة والذى طلب قطرها إلى  ميناء بورسودان وهو ميناء التفريغ للشحنة التي كانت تحملها السفينة، لتتعرض السفينة مرسى علم والسفينة القاطرة لها إلى  أعطال جديدة وتترك في ميناء بور سودان لمدة تزيد عن العام ونصف وتتحمل الدولة رسومًا باهظة مقابل رسوم القطر وهو مبلغ 90000  دولار بالإضافة إلى  رسوم شراء معدات للقطر قيمتها 15000  دولار بالإضافة إلى  دفع 60000 دولار قيمة التلفيات التي حدثت في السفينة القاطرة أى بلغت قيمة القطر 165000 دولار، هذا بخلاف مئات ألالاف من الدولارات الأخرى قيمة إصلاح السفينة وقيمة الحجوزات عليها أثناء توقفها وغرامات التاخير وأجور الطاقم!! كل هذا تحملتة ميزأنية الدولة لأن السفينة مرسى علم خاضعة للشركة المصرية للملاحة البحرية المملوكة لشركات الدولة التابعة للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى أحدى شركات وزارة قطاع الأعمال وهى أكبر وأقدم شركة ملاحة بحرية حكومية وما حدث يضاف إلى  الكوارث ومسلسل الأنهيار الذى تتعرض له الشركة منذ عدة سنوات دون محاولة من وزارة النقل البحرى لإصلاح أحوال الشركة والتي أصبحت على وشك الأنهيار.

والحكاية بدأت حينما تم تأجير السفينة وغادرت ميناء الإسكندرونة بتركيا يوم 5/3/2018 بعد شحنها بمواد خطرة من تركيا إلى  السودان.

والسؤال هل نوعية الشحنة الموجودة بقائمة الشحن مع الربان هي نفس الشحنة الموجودة داخل الحاويات ونفس النوعية المصرح للسفينة بنقلها ومنصوص عليها في عقد الإيجار؟!

وصلت السفينة ميناء بورسعيد يوم 7/3/2108 ثم وصلت ميناء السويس يوم 9/3/2018 ثم غادرت ميناء السويس يوم 1/4/2018، أى توقفت السفينة في السويس مايزيد عن 20 يومًا بسبب عدم قيام المستأجر بسداد مستحقات هيئة قناة ،وقامت الشركة المصرية بسداد جزء منها.

وقبل سفر السفينة بيوم واحد تم نزول كبير المهندسين والمهندس الثانى بالسفينة وتعيين البديل وهذا مخالف لمنظومة السلامة التي يتم تطبيقها بالشركة، وهو البند رقم 3 في خطاب شركة مصر للتأمين والذى أستندت إليه في عدم التغطية التأمينية للسفينة مرسى علم.

وبعد مغادرة السويس يوم 1/4/2018 وصلت السفينة إلى  ميناء جدة للتزود بالوقود يوم 5/4/2018 وغادرت ميناء جدة في نفس اليوم دون التزود بالوقود ثم وقع حادث لماكينة السفينة يوم 6/4/2018 ، وعند وقوع الحادث لم تعد تحت السيطرة، وكان على إدارة الشركة سرعة اتخاذ قرار بشأن قطر السفينة إلى  أحد مناءين ميناء جده والذى رفض دخول السفينة أو ميناء بورسودان وهو ميناء التفريغ الذى كأنت السفينة متجهه اليه أو ميناء سفاجا المصرى ، وبدلًا من أن تقوم الشركة بالتنسيق مع شركة التأمين لقطر السفينة إلى  الميناء الوطنى (سفاجا) لتفريغ البضاعة وإعادة شحنها إلى  ميناء التفريغ وكذلك إتمام الإصلاحات المطلوبة للسفينة وهذا رأى شركة التأمين، بدلا من ذلك قامت إدارة الشركة مباشرة بالإتصال بوكيل السودان دون التفكير في ميناء سفاجا والذى أخبر الشركة بوجود السفينة النورس وهى سفينة متخصصة في نقل الأغنام، وبعد المناقشة تم الإتفاق على القطر مقابل 90000 دولار يضاف لها 15000 دولار لشراء معدات القطر، والغريب أن قرار الشركة كان أن يتم قطر السفينة إلى  ميناء بورسودأن لتفريغ البضاعة وهذا بناء على رغبة أصحاب البضاعة طبقا للرسالة المرسلة من المستأجرين يوم السبت 7/4/2018  الساعة 12.36 والمرسلة لجميع إدارات الشركة.

ووصلت السفينة النورس إلى  موقع السفينة مرسى علم يوم 10/4/2018 أى بعد أربعة أيام ،وتم قطر السفينة وعند الوصول إلى  مخطاف بورسودان حدث إحتكاك بين السفينة مرسى علم والسفينة النورس وحدوث عواريات بالسفينة النورس ،وقامت الشركة المصرية بدفع مبلغ 60000 دولار قيمة هذه التلفيات مع أنه في عمليات القطر تكون القاطرة هي المسئولة مسئولية كاملة عن عملية القطر وبذلك بلغت تكلفة القطر 165000 دولار.

بقية رحلة الضياع:

وظلت السفينة بميناء بورسودان بعد أنتهاء التفريغ يوم 28/4/2018 حتى بدا قطرها من مخطاف السودان إلى  ميناء سفاجا يوم 19/10/2019 اى حوإلى  عام ونصف ووصلت السفينة إلى  ميناء سفاجا يوم 23/10/2019 ،وكان قد تم تفريغ البضاعة بميناء بورسودان وقامت السفينة رأس سدر بشحن باقى البضاعة إلى  ميناء جيبوتى.

 الإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هذه الحوادث :

توجهنا بالسؤال إلى  أحد خبراء الملاحة البحرية عن الإجراءات الواجب إتخاذها في مثل تلك الحالات فقال يجب إخطار شركة  التامين لحضور مندوبها للمعاينة، وإخطار هيئة الاشراف RIN له.

[gallery type="slideshow" size="full" ids="377417,377418"]