أفريقيا ... رسالة إلى صانع القرار المصرى

أفريقيا ... رسالة إلى صانع القرار المصرىأفريقيا ... رسالة إلى صانع القرار المصرى

*سلايد رئيسى20-2-2017 | 22:50

11724873_832451386840412_304619516_o

الكاتب: محمود مناع *

يأتي الحديث عن القارة الأفريقية دائما علي واقع مدركات سالبة عاشت بداخلنا نتيجة صورة ذهنية تكونت عبر سنوات طويلة من خلال الإعلام ووسائل الإتصال الأخري التي صورت لنا القارة ودولها علي أنها بيت للعوز والفقر وكذلك كرست لمشاهد ثابتة داخل عقولنا واستمرت علي هذا النحو حتي الآن والقصد هنا أن ذكر دول القارة يرتبط شرطيا داخل العقل المصري بالفقر والمرض والصراعات والتخلف مما خلق نوعا من الاستعلاء غير المبرر علي الإطلاق علي الإنسان الأفريقي الذي عاني كثيرا ومازال.

نظرة تجهل واقع القارة

 وحتي يكون الأمر واضحا فإن هذه النظرة تأتي عن جهل بواقع القارة وعدم الوعي بما كانت عليه في الماضي والحاضر وما سوف تكون عليه فى المستقبل ، لذلك نحاول إلقاء الضوء وكشف الغبار عن العقول التي أعماها الوهم لسنوات وسنوات.

الماضى..قبل الاستعمار الأبيض

ونبدأ الحديث عن القارة الأفريقية التي كان يطلق عليها القارة المظلمة أو السوداء وحتي يكون الأمر ممتدا فإن أساس الحديث الآن وغدا هو الموضوعية دون غيرها وانطلاقا من هذه القاعدة نبدأ الحديث عن ماضي القارة التي تمتلك تاريخا عظيما علي واقع تجربة الحكم والسسياسة التي اعتمدت علي أول مؤسسة لممارسة الحكم والسياسة فيما يشبه التنظيم المركزي ألا وهي حكم الشيوخ أو الكبار وشهدت الممالك الأفريقية علي ذلك وكان نظاما سياسيا مبدعا قبل أن يعرف العالم كله معني الخضوع للسلطة وممارستها من الأساس ، كان هذا هو الواقع قبل مجئ الاستعمار وحتي نكون أكثر تحديدا قبل حركة الكشوف الجغرافية التي كانت بداية المآسي حيث كانت بداية صفحة الاسترقاق وتدمير البنية السياسية لكل أقاليم القارة ثم جاء الاستعمار بعد ذلك ليكمل هذه الصفحة ويجعلها شديدة السواد كل ذلك علي غير إرادة من أهل القارة الذي منذ أن وطأها الرجل الأبيض مستكشفا في البداية ومستعمرا بعد ذلك مع ملاحظة أن هذا الاستعمار مازال ممتدا حتي الآن وقد كانت صفحة الاستعمار في معناه التقليدي تعتمد علي الاستنزاف والسرقة منهاجا تحت قناع نشر المدنية والإنسانية ، هذا الاستعمار الذي مزق الكيانات الأفريقية القائمة واعتمد علي طرقه الخاصة لممارسة النهب والسلب وخلق الولاءات له من خلال النظام الذي مارسه بالقارة الأفريقية ، لذلك نقول بأن الإنسان الأفريقي عرف السلوك الحضاري قبل حضور الإنسان الأبيض ومارس حياته بشكل طبيعي وكون حضارة ونظام سياسي خاص به عمادها الأساسي القبيلة ولولا ثروات القارة البشرية وكنوزها الكثيرة التي جعلت أطماع أوروبا تتجه نحوها منذ القرن الخامس عشر وحتي الآن لأن التنافس الدولي مازال واقعا حتي كتابة هذه السطور حقيقة واقعة ويشهد علي ذلك تواجد فاعلين كثر في معظم دول القارة إن لم يكن كلها.

لماذا هذا التنافس الدولي على أفريقيا؟!

 ولأننا نعرف حقيقة القارة الأفريقية وأهميتها الآن في السياسة الدولية كان لابد من التأصيل السابق لأن القارة الأفريقية هي الشغف والمستقبل فإن كانت علي النحو الذي يتم تداوله في الإعلام فلماذا هذا التنافس الدولي الشديد علي التواجد بدولها؟!

رسالة لصانع القرار المصرى

ورسالتي لصانع القرار المصري... القارة الأفريقية هدفا دوليا لجميع دول العالم منذ قرون والمنافسة الآن أصبحت شديدة لتحقيق المصالح ولم يعد مقبولا التقارب وقت الحاجة ولابد من مفوضية عليا لإدارة العلاقات المصرية الأفريقية لأن العودة إلي القارة الآن متأخرة ولابد من وجود استراتيجيات وسياسات فاعلة تحقق المصالح المشتركة ويكون الانطلاق من خلال الإعتراف بأننا تأخرنا كثيرا عقب حقبة الرئيس جمال عبدالناصر ويكون البحث عن فاعلية جديدة وأهداف مرحلية حتي تكون العودة علي نحو ما نريد بعيدا عن الأشكال والسياسات البائدة في العلاقات الدولية ، وأخيرا أفريقيا هي المستقبل ... العلاقات المصرية الأفريقية حتمية لأن مصالحنا المصيرية أصبحت علي المحك.

· الكاتب *

- حاصل علي بكالوريوس الإعلام من قسم العلاقات العامة والإعلان جامعة القاهرة 1992

- حاصل علي دبلوم خاص بالدراسات الإفريقية من قسم السياسة والاقتصاد معهد البحوث والدراسات الأفريقية جامعة القاهرة

- باحث ماجستير في العلاقات الدولية ومتخصص في الشأن الأفريقي

- كاتب رأي ومحلل سياسي وله العديد من المقالات في الشأن الدولي والأفريقي بعدد من الدوريات

    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2