أخصائي علاقات إنسانية: مريض الفصام أو الاكتئاب يستطيع أن يكون صاحب مهنة ورب عائلة وذو رأي
أخصائي علاقات إنسانية: مريض الفصام أو الاكتئاب يستطيع أن يكون صاحب مهنة ورب عائلة وذو رأي
كتب: إبراهيم شرع الله
لماذا ينظر الناس للمريض النفسي وكأنه إنسان غريب وليس إنسانًا من لحم ودم يشعر ويتألم؟
.. ولماذا لا يفهم الناس أن المرض النفسي كغيره من الأمراض العضوية قابل للعلاج بالأدوية؟
ألا يكفي ما بالمريض النفسى من معاناة وألم نفسي أو عقلي حتى يشعره الناس وكأنه وصمة عار أو أنه هو المسئول عن مرضه.. جميعنا معرض للإصابة بالمرض النفسي أو العقلي، كل حسب شدته وبيئته المحيطة وظروف إصابته بالمرض والأسباب التي أدت إلى حدوثه.. هذا ما أكد عليه أخصائي علاقات إنسانية، الدكتور محمد محمود، فى إجاباته عن أسئلة "دار المعارف" عن ثقافة المجتمع المصرى ونظرته للمريض النفسى، وعلى أثر زيادة نظرة المجتمع السلبية للمرضى النفسيين، والخلط بين المرض النفسى، والمرض العقلى، (الجنون) الذي لا علاج له.
وأضاف أخصائي العلاقات الإنسانية: أن النظرة السلبية إلى الأمراض النفسية تسبب خوفًا لدى المريض من التحدث عن إصابته، مما يعوق جهوده للتعافي من المرض، موضحًا أنه من الممكن أيضًا أن يتعرض المصابين بمشكلات نفسية أحيانًا بمضايقة من حولهم من خلال الأستهزاء والسخرية، بسبب المشكلات النفسية التي يعانونها.
وأكد محمود على أنه يجب تشجيع المصابين بمشكلات نفسية على تغيير نظرتهم إلى أنفسهم نحو الأفضل، فتحسين نظرة المجتمع إليهم يبدأ من نظرتهم إلى أنفسهم، وعلى المريض ألا يتأخر في طلب العلاج ومحاولة البحث عن أجواء اجتماعية متفهمة وداعمة، فإن لم يجدها في بيئته ومكان عمله يجب أن يتم توفيرها له في مراكز الرعاية النفسية المجتمعية.
وتابع: يجب على المريض ألا يختزل نفسه بالمرض فبدلا من أن يقول : "أنا فصامي، أو أنا مكتئب"، يستطيع القول : "أنا أعاني من مرض الفصام أو أنا مصاب بالكآبة" والفرق بين العبارتين أن الأولى تقصر كينونة المريض على المرض لا غير، بينما الثانية توضح أن المرض جزء من تجارب المريض والذي يستطيع في الوقت ذاته أن يكون صاحب مهنة ورب عائلة وذو رأي وذوق وغير ذلك من الصفات الصحية.
وأوضح أخصائي العلاقات الإنسانية أن المريض النفسي ليس مجنون، محذرا من استخدام تلك هذه المصطلحات لأنها تجعل الوضع أسوء للمريض.
وانتهى أخصائي العلاقات الإنسانية للإعراب عن تمنياته بتعديل نظرة الناس في المجتمع للمرض النفسي والعقلي، وزيادة الوعي والإدراك لدى الناس من خلال وسائل الإعلام والصحف والمجلات الهادفة والمؤسسات التثقيفية والدينية والتربوية وكذلك الأخصائيين والأطباء النفسيين لهم دورا كبيرا في توعية المجتمع بمدى المعاناة التي يشعر بها المريض النفسي بسبب المرض وبسبب تلك النظرة السلبية تجاهه.