أمل إبراهيم تكتب: الحياة بالرحمة أكثر جمالًا

أمل إبراهيم تكتب: الحياة بالرحمة أكثر جمالًاأمل إبراهيم تكتب: الحياة بالرحمة أكثر جمالًا

*سلايد رئيسى11-12-2019 | 11:50

مشهد رائع يتكرر عند  نزولى من البيت فى الصباح  فى الأيام الأخيرة،  كيس من طعام القطط الجاهز موضوع بعناية لإطعام قطط الشارع، التى تعيش عدد منها تحت البيت وفى مدخل العمارة، فى البداية أعتقدت أن أحد السكان الطيبين يقوم بذلك لأننى اعتدت مشاهدة بقايا الطعام، التى يتم تقديمها كوجبات تجتمع حولها القطط ولكننى اكتشفت أن هناك مجموعة من الشباب، الذين قاموا بإنشاء مجموعة على "الفيس بوك" للاهتمام بحيوانات الشوارع من القطط والكلاب، تهدف هذه المجموعة عمل حملات لتوفير الطعام والعلاج  لحيوانات الشوارع ويرافقهم طبيب بيطرى يقوم  بإعطاء الأمصال وعلاج الحيوانات التى تتعرض لإصابات مختلفة  نتيجة وجودها فى الشوارع من السيارات المسرعة وغيرها من الحوادث. مبادرة إيجابية رائعة لنشر مشاعر الرحمة والإنسانية وحملة مضادة للعنف ضد الحيوانات الذى انتشر فى الفترات الأخيرة من قتل الكلاب والغدر بهم بوضع السم فى الطعام. وتزامنا مع تلك الحملات نشرت مستشفى العباسية البيطرى مجموعة المعلومات للتوعية عن الكلب المسعور الذى يتم تسميم كلاب الشوارع بحجة الخوف منه ومن بين تلك المعلومات أن الكلب المسعور لا يعيش فى جماعة وأنه لا يأكل ولا يشرب وأن الكلاب التى تحمل علامة فى أذنها قد تم تطعيمها وتعقيمها ضد السعار فلا داعى للخوف منها أو تجنبها أو أذيتها بدون سبب خاصة أنها مخلوقات تؤمن بالوفاء ولا تعرف الغدر. الحقيقة أننى من أشد المعجبين بمثل هذه المبادرات الطيبة لأنها تدل على إنسانية البعض الذين يحاولون إنقاذ كائنات بريئة ولا ذنب لها سوى أنها تعيش بيننا وتعتبر جزءا من البيئة والحياة نفسها وربما سبقونا فى التواجد على هذه الأرض فلا يحق لنا أن نقضى عليها دون مبرر أو سبب والبحث عن حلول أخرى غير القتل.. بعض الدول التى تخشى من تكاثر حيوانات الشوارع تقوم بعمل مناطق حماية لهم على أطراف المدن بعيدا عن السكان مع توفير الرعاية اللازمة لهم من المهتمين بتربية الحيوانات. إن هذا النوع من المبادرات يضاف أيضا إلى إيجابيات مواقع التواصل التى تعمل على نشر الوعى لأمور لم نكن نراها من قبل ويرفع الهمم فى المساعدة والتعاون بين الناس ويخلق عمل جماعى يزداد مع الوقت خاصة مع تبادل الأفكار والمعلومات بين فئات متنوعة فى المعرفة والمهارات ومن خلال الفيس بوك أيضا، يمكننا أن نعرف أن تلك المجموعات تعرض حيوانات للتبنى لظروف مختلفة وهى بدون مقابل وليست للبيع ولا تطلب  سوى الرعاية والرغبة بتربية بالحيوانات الأليفة سواء كانت كلب أو قطة كما يقوم البعض بتوفير ملاجئ إيواء لعدد كبير منهم تعتمد هذه الملاجئ على التبرعات والتطوع من محبى الحيوانات الأليفة والمهتمين بالحفاظ عليها ورعايتها خوفا من  القتل الذى قد يواجهه الحيوان لو ترك فى الشوارع . من المؤكد أن هؤلاء يقومون بعمل عظيم ويستحقون لقب إنسان يرغب بالحياة فى سلام مع مخلوقات أخرى تساعد فى توازن البيئة، وتنشر الحب لأنها جبلت على تلك المشاعر ولا تعض اليد التى تمتد إليها بالمساعدة وتعرف وتقدر معنى الصداقة الحقيقية فى زمن أصبح الكثير منها يعتريه الزيف، تحية إلى كل من يحاول أن يجعل حياة الآخرين أكثر جمالا  وتحية لكل من يرسل رسائل إنسانية ورحمة تعلم الناس معنى الحياة.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2