إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. الكدب خيبة!

نحتاج أحيانا إلى الخيال لكى نصل إلى الحقيقة.. مثلًا لا أحد يعرف ماذا يدور فى سراديب الإخوان وماذا يقولون فى اجتماعاتهم السرية.. لكننا نستطيع بشىء من الخيال أن نعرف.. وبالخيال أستطيع أن أرى مرشد الإخوان عندما يجتمع بأعضاء الجماعة لأول مرة بعد انتخابه.. محمد بديع على سبيل المثال.. أراه واقفا وسط أهله وعشيرته يخطب فيهم ويذكرهم بواجباتهم.. وأراه بالخيال يقول لهم.. أهلى وعشيرتى.. أوصيكم بالسمع والطاعة وأذكركم بحديث مرشدنا الأعظم حسن البنا رضى الله عنه.. عن مهدى عاكف، عن مأمون الهضيبى، عن مصطفى مشهور، عن حامد أبو النصر، عن عمر التلمسانى، عن حسن الهضيبى، عن سيد قطب غفر الله لهم جميعا.. يقول مرشدنا الأعظم حسن البنا رضى الله عنه.. اجعلوا من الكذب عقيدة ومنهج وعبادة.. ولا تتخلوا عنه أبدا حتى لو وضعوا فى يمينكم الشمس وفى يساركم القمر.. لا تتخلوا عن الكذب أبدا مادام يحقق مصلحة الجماعة!.. وأرى بعد ذلك بالخيال أيضا واحدا من شباب الجماعة يرفع يده يسأل المرشد على استحياء.. وهل الكذب فرض عين أم فرض كفاية يا مولانا؟!.. ويرد المرشد قائلا: بارك الله فيك يا ولدى.. بل هو فرض عين على كل إخوانى وليس على قيادات الجماعة فقط!.. هذا ما رأيته بعين الخيال.. أما ما أراه بعين الحقيقة فهو أن الكذب بالفعل بالنسبة للإخوان.. دين وعقيدة ومنهج.. كل الإخوان كاذبون.. بدون استثناء.. وكان أولهم مرشدهم الأعظم حسن البنا!.. ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين.. وردت هذه العبارة على لسان حسن البنا مؤسس الجماعة حينما صاغ خطابه الشهير الذى أعقب اغتيال المستشار الخازندار فى محاولة لتبرئة الجماعة.. ولا يزال هذا هو أسلوب ونهج الإخوان.. حيث تحاول الجماعة إخفاء حقيقتها الإرهابية عن طريق التبرؤ من أعضاء الإخوان الذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين.. وكثيرًا ما سمعنا قادة الإخوان يزعمون أن هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بالدماء.. فئة انشقت عنهم ولم تعد منتمية لهم. ولا أظن أحدا يصدق هذا الكلام.. ولا أظن أحد صدق حسن البنا.. ومن يصدق أن هناك من أعضاء الجماعة الذين أقسموا له بالطاعة والولاء، من يصدق أن يقوموا بعمليات اغتيال دون علمه؟!.. على أية حال فقد جعل الإخوان من الكدب عقيدة ودين ومنهج.. لكن الكدب خيبة كم يقول المثل. فى عهد جمال عبد الناصر كدب الإخوان وزعموا أنهم جماعة مسالمة تدعو إلى سبيل ربها.. لكنهم حاولوا اغتيال جمال عبدالناصر.. ولأن الكدب خيبة.. فقد أصيبت الجماعة بالخيبة بعد أن وضعهم عبد الناصر فى السجون والمعتقلات. وفى عهد السادات كذب الإخوان عليه ووعدوه بأن يقفوا إلى جانبه ويدعموه، لكنهم اغتالوه.. ولكن لأن الكدب خيبة فقد عادوا إلى السجون والمعتقلات لاستئناف الخيبة.. وعندما قامت ثورة 25 يناير كذب الإخوان وزعموا أنهم هم أصحاب هذه الثورة.. هم الذين خططوا ونفذوا وقدموا الشهداء من أجل نجاحها.. مع أنهم رفضوا الانضمام لها فى البداية!.. وبعد أن نجحت خططهم ومخططاتهم واستولوا على الحكم.. حاولوا وحاول كبيرهم محمد مرسى إيهام المصريين بأنه المتحدث باسم ثورة يناير والمعبر عنها والمنفذ لأوامرها.. بينما كانوا يخططون للقضاء على شباب الثورة وتحويل المصريين إلى عبيد للإخوان.. لكن لأن الكدب خيبة فقد أسقطهم الشعب وأزاحهم من فوق عرش مصر!.. وعندما حاول الإخوان استعادة العرش دون جدوى.. كذبوا وزعموا أن سلميتهم أقوى من الرصاص.. ثم راحوا يغتالون رجال الشرطة والجيش ويحاولون معاقبة المصريين لأنهم أسقطوهم. ولأن الكدب خيبة فقد عادوا إلى السجون والمعتقلات غير مأسوف عليهم.. وهرب منهم من هرب.. ولا يزال الإخوان يمارسون الكذب بنجاح منقطع النظير!.. من أكثر أكاذيب الإخوان حقارة.. ما جاء على لسان الإخوانى أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة.. زعم أحمد منصور أن الرئيس السيسى أبدى عدم اهتمام بظاهرة الانتحار وأنه ضرب بمشاعر المصريين عرض الحائط لأنه لا يبالى بحوادث الانتحار. أذاع الكاذب فيديو يظهر الشاب المنتحر وهو يقفز من برج الجزيرة.. ثم أذاع مقطعا للرئيس السيسى يقول وكأنه يعقب على الحادث.. "ناس بتنتحر هنعملهم إيه"! كذبة إخوانية مفضوحة بكل المقاييس.. الفيديو الذى أظهر الشاب ينتحر صحيح.. لكن العبارة التى قالها الرئيس السيسى كانت مقتطعة من خطاب له فى الكلية الحربية يطالب فيه الطلبة بالوعى وينبههم إلى الأخطار التى تتعرض لها الأوطان.. قال الرئيس السيسى بالحرف الواحد موجها حديثه لطلبة الكلية الحربية: "محدش يقدر يدمر الدول بالشكل اللى احنا بنشوفه ده.. إلا إذا كانت الدولة بتضرب نفسها.. ناس بتنتحر هنعملهم إيه".. وبالطبع فإن الرئيس يقصد بوضوح أن خروج الناس وما يصاحب ذلك من فوضى تسبب فى تدمير دول.. كأن أبناءها ينتحرون.. ولم يتوقف قطار الحقارة عند محطة الإخوانى أحمد منصور ولكنه انطلق إلى كل محطات الإخوان.. فإذا بمذيعى قنوات الإخوان جميعا وبدون استثناء يحاولون ترويج أكذوبة أن الانتحار تزايد فى مصر فى عهد الرئيس السيسى نتيجة القمع الذى تمارسه أجهزة الأمن والأسعار الملتهبة التى جعلت المصريين يأكلون من الزبالة!.. ولا تقتصر مزاعم الإخوان على هذه الأكذوبة ولكنهم يزعمون أن معدلات الانتحار فى مصر أصبحت أعلى من معدلات الانتحار فى العالم كله. أكذوبة فادحة وفاضحة فطبقا للأرقام فإن معدل الانتحار على مستوى العالم يصل إلى 800 ألف منتحر سنويا.. أى أن هناك شخصا ينتحر كل 40 ثانية على مستوى العالم.. لكن مصر لا تحتل أى ترتيب متقدم فى هذه الإحصائية التى تتغير سنويا.. الأمر المؤكد بدون إدخال القارئ فى تعقيدات الأرقام والإحصائيات أن إنجلترا وسويسرا يتفوقان على مصر كثيرًا من حيث معدلات الانتحار.. ولا أظن أن الشعب الإنجليزى يعانى من قمع الأجهزة الأمنية.. ولا أظن أن الشعب السويسرى يعانى من ارتفاع الأسعار!.. وكما بدأت بالخيال أنهى هذا المقال بالخيال.. فأرى مسيلمة الكذاب واقفا بين أصحابه يشير إلى جماعة الإخوان بفخر واعتذار وهو يقول: أحفادى أحفادى (!!!)