من منتدى أسوان إلى تنفيذ أجندة 2063.. ماذا تريد مصر من أفريقيا؟.. د. وسيم وجيه يُجيب

من منتدى أسوان إلى تنفيذ أجندة 2063.. ماذا تريد مصر من أفريقيا؟.. د. وسيم وجيه يُجيبمن منتدى أسوان إلى تنفيذ أجندة 2063.. ماذا تريد مصر من أفريقيا؟.. د. وسيم وجيه يُجيب   

* عاجل26-12-2019 | 21:34

حوار: أحمد الطوانسى
بينما يوشك عام 2019 على الانتهاء توقفنا فى "دار المعارف" عند مشاركات مصر فى مناسبات وفعاليات عديدة خارجية على المستوى الدولى مثل قمة العشرين، وقمة الدول السبع الكبار، وتنظيمها - على مستوى الداخل - للعديد من المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية، وأحدثها منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة فى نسخته الأولى، الذى أقيم بمحافظة أسوان، عاصمة الشباب الأفريقى، منذ أسابيع قليلة، وشهد مشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين الأفارقة.
وفى كل المناسبات التى شاركت فيها مصر أو نظمتها على المستويين الدولى والأقليمى، والقارى، كانت أفريقيا حاضرة بقوة، فى عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
 ماذا حققت مصر لنفسها ولأفريقيا من هذه المشاركات والمناسبات التى نظمتها؟.. كان ما سبق أحد أسئلة «دار المعارف» الذى توجهت به ضمن أسئلة أخرى للدكتور وسيم وجيه، الخبير الاقتصادى وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والإحصاء والتشريع، فى الحوار التالى، وأليكم نص الحوار. 
* أحدثها أسوان للسلام والتنمية المستدامة في أفريقيا ما فائدة وعوائد مثل هذه المنتديات على مصر ؟
** تأتى المنتديات الدولية والمؤتمرات بفوائد عديدة أهمها، وأطلق الرئيس السيسى هذا المنتدى فى شهر فبراير من العام الجارى، عندما تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقى، بهدف طرح الرؤى والأفكار ومناقشتها بين الدول والقادة الأفارقة، وفى وجود العديد من الدول المانحة، والدول التى تسعى للاستثمار فى أفريقيا مثل: إنجلترا وأمريكا وفرنسا والاتحاد السوفيتي والصين.
 وكل هذه الدول مستثمرة، جاءت لهذا المنتدى لتسمع رؤى وخطط السلام والتنمية المستدامة للقادة الأفارقة فى المستقبل، وعندما يجدوا إرادة حقيقة لدى قادة أفريقيا لتحقيق السلام والتنمية والنهوض بالبلاد فسوف يجذبها (الدول المستثمرة) للاستثمار فى أفريقيا.
ولا بد أن نعرف جيدًا أن أفريقيا تتمتع بكم هائل من الموارد والكثير من الدول المستثمرة ترغب بالاستثمار فيها، ويبقى العائق الوحيد هو عدم وجود السلام لإنجاح هذه الاستثمارات، فكان من أولويات هذا المنتدى هو السلام أولًا، فالسلام سيأتى الكثير من الخيرات على جميع دول أفريقيا.
وجاء هذا المنتدى لوضع رؤية للتنمية المستدامة فى أفريقيا وبالطبع ربطها بالسلام نظرًا لوجود العديد من النزاعات والصراعات بين ميليشات مسلحة ولا يمكن أن تحدث تنمية بدون وجود سلام فكان من أولويات الرئيس السيسى عندما تولى رئاسة الاتحاد الأفريقى بتولى قضية السلام أولًا، وهو ما يتم العمل عليه الآن من قبل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى لإحداث التنمية المستدامة.
فائدة المواطن المصرى
* ما الفائدة الملموسة للمواطن المصرى من تنظيم مثل هذه المنتديات ؟
** تعود المنتديات والمؤتمرات الدولية بالعديد من المنافع على المواطن المصرى، أول نقطة هي أن مصر بلد الأمن والأمان، وبنجاح الرئيس السيسى والجيش المصرى فى تحقيق الأمن والاستقرار، استطاعت مصر أن تجذب أنظار العالم كله إلى أسوان، وهذا يعود عليها بتطوير البنية التحتية وتطويرها وتجهيزها بالشكل الأمثل لاستقبال العديد من الوفود السياحية بعد هذا المؤتمر، فبعد الانتهاء من فعاليات هذا المنتدى بالتأكيد سيقومون بالجولات السياحية، وهذا يعد ترويجا مثاليا للعالم أجمع بأن مصر تتمتع بالأمان والسلام، وهذا يعطى إشارة واضحة وصريحة لعودة السياحة أقوى مما كانت عليه فى الفترات الماضية.
وعندما ننظر إلى المؤتمرات والمنتديات الماضية سنجد أن الكثير من المنتديات والمؤتمرات عقدت فى محافظات مختلفة وهذا يأتى بفائدة على تطوير البنية التحتية وتطوير كثير من الخدمات التى توجد بهذه المحافظات وهو ما يعد منفعة كبرى للمواطن المصرى لأنه بعد هذه الفعاليات سيجد أن المدينة تم تطويرها على الوجه الأمثل وينعم المواطن المصرى بهذه التطورات بعد انتهاء هذه الفعاليات.
وسنجد أيضًا السياحة فى حالة انتعاشة مما يجعل السوق المصرى والتجارة المصرية فى تقدم، وبعد رحيل قادة الدول التى تشارك فى المنتديات والمؤتمرات المختلفة ستعطى الضوء الأخضر لشعوبها للعودة إلى السياحة فى مصر، فتأتى من مختلف دول العالم وهذا يعد إنجازا كبيرا ورؤية جيدة للترويج الدعائى للسياحة دون دفع أى مقابل لهذه الدعاية.
الفائدة
* أفريقيا تشهد اهتماما كبيرا من الرئيس السيسى.. ما الفائدة العائدة على مصر من ذلك؟
** تشهد هذه الفترة اهتماما كبيرا وفعّالا من الرئيس السيسى بشكل نشط للغاية، فلا بد ألا ننسى أنه فى الفترات الماضية شهدت شئيا من الجفاء بين مصر ودول أفريقيا وهذا شهد تأثيرا بشكل سلبي، وعندما تولى الرئيس السيسى رئاسة مصر ورئاسة الاتحاد الأفريقى تم طرح العديد من المشروعات ستقام بعضها فى الداخل مثل أسوان (مشروع بنبان للطاقة الشمسية) والبعض الآخر فى أنحاء أخرى من مصر، وبعضها فى دول أفريقيا وهذه المشروعات تحتاجها مصر وأفريقيا بشكل صريح.
 والمشروعات التى تم التعاون بين مصر ودول أفريقيا هي الربط الكهربائى والربط النهرى والربط البرى بشبكة الطرق التى سوف تربط أفريقيا بدول أوروبا من بوابة مصر والربط المائى مع بعض الدول لتدعيم الأمن المائى.
وإلتقاء القادة الأفارقة على فترات متقاربة تدعيما للعلاقات وعودة الصداقة مع دول أفريقيا بشكل فعّال ومباشر وهذا يعود على مصر ودول أفريقيا بإنعاش على الجانب الاقتصادى، هذا غير كثير من الملفات الآخرى.
ومن المعروف أن التقاء وتقارب الدول والقادة السياسيين مع بعضهم، يحدث وفقًا لخطط مدروسة، ومصر تتحرك الآن بخطط مدروسة لأن الدول لا تسمع فقط للتصريحات الرائجة إنما ترى على أرض الواقع.
 وعندما تقوم مصر بعرض خطوتها للتنمية المستدامة 2030، وتعرض أيضًا خطتها للتنمية المستدامة بأفريقيا 2063 لا يكون هذا بالكلام ولا التصاريحات فقط إنما يأتى وفقًا لخطط مدروسة وخطط بينية، وهذا ليس بالكلام وإنما يأتى بالنقاش والتشاور واللقاءات بين القادة والحكومات.
وفى الفترات الماضية كانت دول أفريقيا لا تأتى إلى مصر بخططها وشروطها، وإنما بتوطيد العلاقات.
 وبتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى أصبح لمصر دور كبير ورائد فى خطط التنمية بدول أفريقيا وهذا يعود للجهود النشطة للرئيس عبد الفتاح السيسى واستراتيجيته المتبعة والتى تأتى بالنجاح المتبادل لمصر ودول أفريقيا.
الأجندة
* هذا يدفعنا خطوة أكبر بالسؤال عن أجندة المنتدى؟
** عندما نتتبع أجندة منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذى أقيم فى أسوان خلال يومي 11 و12 ديسمبر الجارى، وهو بالمناسبة يتواكب مع رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الأفريقي، نجد أن المنتدى خلال يوميه، قام باختيار الموضوعات التى طرحها بعناية شديدة وتركيزه على وضع خطط لتحقيق السلام والأمن فى أفريقيا لتصبح جاذبة للاستثمار، حيث لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون جذب استثمارات كبيرة وهذه الاستثمارات تحتاج إلى سلام فى هذه المنطقة.
 ونجد أن معظم دول أفريقيا يوجد بها نزاعات مسلحة وانقلابات عسكرية، ولكى تستطيع أفريقيا تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2063، كان هناك خطة طموحة تشارك فيها مصر بإقامة شبكة طرق لربط دول أفريقيا بقارة أوروبا عن طريق مصر ونقل التجارة من أفريقيا إلى أوروبا عن طريق بوابة مصر وكان لا بد أن يحقق السلام فربط السلام بالتنمية المستدامة أمر ضرورى تلبية احتياجات جميع الأطراف.
أيضا عند دراسة وضع الدول الأفريقية ستجد أن أغلب دول أفريقيا تعانى من الفقر الشديد فلا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بمفردها، ولابد من وجود شركاء من منظمات ومؤسسات التمويل والدعم ، وعلى الدول الكبرى فى القارة أن تمد يد العون والدعم للدول التى تعانى من الفقر لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا لن يحدث سوى بتحقيق السلام أولًا وبعد تحقيق السلام سيفتح أفقا وطرقا جديدة لجذب الاستثمار إذا قمنا بربط الاستثمار بالسلام، سيخلق مصلحة مشتركة لجميع أطراف النزاع وبالتالى سيعود بالنفع للبلاد للنهوض بها وتحقيق مستويات مرتفعة من الدخول ورفع مستوى معيشة الأفراد، وقد قام منتدى أسوان بوضع أجندة مبدئية للتغلب على هذه الصراعات خاصة فى منطقة ساحل البحر الأحمر نظرًا لأهميته الشديدة عند مصر.
واهتمت مصر بشكل كبير بقضايا الإرهاب خاصة وأن الإرهاب بدأ فى التوغل فى دول كثيرة فى أفريقيا، ففى نيجيريا هناك الميليشيات المسلحة على رأسها بوكو حرام وفى السودان سنجد انقسامات ونزاعات مسلحة، وكل هذه النزاعات تعرقل جهود التنمية المستدامة فى أفريقيا بشكل مباشر، وكان لا بد لمصر أن تتولى هذا الملف وهي تديره بعناية شديدة نظرًا للثقل السياسى والاقتصادى والعسكرى لها، وفى ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى، وكان – أيضا - لا بد أن تقود مصر قارة أفريقيا لتحقيق السلام لتصل القارة إلى تحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة 2063.
المرأة
* فى كل الفعاليات المتعلقة بأفريقيا، توضع المرأة فى جملة مفيدة .. لماذا وما دور المرأة فى تحقيق معادلة (السلام – التنمية) ؟
** بالفعل ملف المرأة شغل دورًا كبيرا من أهداف منتدى السلام والتنمية المستدامة، فى فترة تولى الرئيس السيسى رئاسة مصر وجدنا اهتماما كبيرا لدور المرأة نظرًا لأهميتها فى المجتمع وهذا أمر كانت مصر تفتقده بشكل كبير فى الفترات السابقة والرئيس السيسى قام بإعداد كوادر من المرأة فى مصر وأفريقيا وكان لا بد أن تتبؤ المرأة مكانتها فى أفريقيا على وجه الخصوص، نظرًا لأن المرأة قوة عاملة لا يستهان بها فى تنشئة الأسرة والمجتمع وكان من ضمن النقاط التى سلط عليها الضوء فى منتدى السلام والتنمية المستدامة هو كيفية عودة وتعزيز دور المرأة لتحقيق السلام والأمن والسلم للمشاركة بشكل فعال فى التنمية المستدامة.
الهجرة غير الشرعية
* الاقتصاد والهجرة غير الشرعية وأسباب اللجؤ والنزوح الجماعى قضايا تبدو أنها أفريقية صرفة.. كيف تعامل معها المنتدى؟
** اهتم المنتدى بشكل كبير بملف الهجرة غير الشرعية واللجوء السياسى ودراسة أسباب الهجرة غير الشرعية والنزوح الجماعى فى أفريقيا، سوف تكشف لنا أن أهم أسباب من يقوم بترك دولته والهجرة لمكان آخر هو عدم وجود السلام والأمن فى المكان الذى يعيش فيه، وهو بالفعل ما يدفع عددا كبيرا من الكوادر البشرية لترك بلادهم، واللجوء لدول أخرى أكثر استقرارًا، وقد عانت مصر لفترات كثيرة من نزوح جماعى من الدول الأفريقية مثل السودان وغيرها من الدول الأفريقية.
والطاقة
* ملف الطاقة وكيفية التعاون وتحقيق المنافع المتبادلة بين دول أفريقيا فى هذا القطاع.. كيف تعامل المنتدى مع هذه القضية؟
** الطاقة من الملفات الأكثر أهمية مثل ملف الطاقة خصوصًا أن لا يتم تحقيق تنمية مستدامة فى أفريقيا بدون توافر بنية أساسية وطاقة فلذلك كان لا بد من الاهتمام بموارد الطاقة لأن الطاقة هي المحرك الأساسى للتنمية.
* هل لدى مصر استيراتيجية لتبادل المصالح بشكل دائم مع أفريقيا؟
** بالتأكيد.. وأفريقيا تمتلك الكثير من الموارد والثروات بشكل هائل، سواء أكانت معدنية أو حيوانية أو زراعية أو بشرية، ولكن للأسف الكثير من هذه الثروات معطلة، وفى جانب آخر مستنزفة ومهدرة، وكان لا بد أن تضع مصر رؤية استراتيجية  طويلة المدى لكيفية الاستفادة من هذه الموارد، وكان لابد لأفريقيا أن تنهض بنفسها وفى ظل قيادة مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى، قرر الرئيس السيسى أن يضع استراتيجية تطوير أفريقيا 2063، موضع التنفيذ بخطط واقعية تم تنفيذ أجزاء منها خلال وقت قصير وهذا يعد إنجازا، وهذه الموارد ليتم استغلالها بالشكل الأمثل فلا بد من إنهاء حالات النزاعات والصراعات فى أفريقيا وهذا يأتى لرؤية الرئيس السيسى عندما وضع السلام أولًا.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2