عاطف عبد الغنى يكتب: هل ننتظر خبر انتحار الديكتاتور قريبا ؟!

عاطف عبد الغنى يكتب: هل ننتظر خبر انتحار الديكتاتور قريبا ؟!عاطف عبد الغنى يكتب: هل ننتظر خبر انتحار الديكتاتور قريبا ؟!

* عاجل27-12-2019 | 17:17

فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه والرئيس التونسى قيس سعيد الأربعاء الماضى فى قصر قرطاج، رمى السلطان الموهوم أردوغان عبارة «إفيه» كأنها مزحة عابرة، لكنها بالتأكيد ليست كذلك، وهى مقصودة وتحتمل لتأويل، حيث قال: «أنا أشم رائحة دخان.. وأنا لا أحب المدخنين وأوصى الأخوة بعدم التدخين» ورد عليه الرجل الطيب الرئيس التونسى قيس سعيد قائلا: «لعلها رائحة الغداء التي تفوح أو رائحة زيت الزيتون من مطبخ تونسي خالص، أتمنى للجميع شهية طيبة». هل هى لغة مشفرة من أردوغان استقبلها سعيد بأريحية ولم يفكر فيما يمكن أن يكون وراءها؟! الإجابة: لو ذهب بالرئيس قيس سعيد سوء الظن مثل كثيرين، ما تمنى لأردوغان شهية طيبة، فهو لا يحتاج للمزيد من الشهية وهو يتلمظ لافتراس العرب وثرواتهم.

(1)

بالتأكيد لم يذهب أردوغان إلى تونس ولم يقابل رئيسها ليشترى التمر وزيت الزيتون، كما أعلن فى المؤتمر الصحفى، وهو الذى لم يصطحب معه مستثمرين ولكن رجال حرب، وذهب إلى تونس بعد أيام قليلة من «تربيطاته» التى عقدها بورق رسمى مع رأس حربة إخوان ليبيا فايز السراج. وفى ذات المؤتمر الصحفى أعلن أردوغان أنه ذهب إلى تونس ليعمل مع رئيسها على تهدئة الأمور فى ليبيا ووقف الاقتتال فيها بعد أن أعلن الرئيس التونسى أن بلاده يمكن أن تلعب دورا فى هذا الأمر، خاصة وأن ليبيا الجارة العربية بأوضاعها الحالية، وحدودها مع تونس، تمثل تهديدا كبيرا لأمن بلاده القومى (هذا شىء مفهوم)، لكن ما بال أردوغان يأتى من بعيد من شمال شرق آسيا ليتدخل فى ليبيا؟!.. ويذهب لينسق مع نظام الحكم فى تونس الذين يسيطر عليه تقريبا حزب النهضة، إخوان تونس؟!، ويطلق تصريحات أن الجزائر معه؟!.. ماذا يريد أردوغان من عرب أفريقيا، بعدما فعله فى عرب آسيا؟!

(2)

التوانسة فهموا «إفيه أردوغان» ، الدخان صادر عن الذين عارضوا زيارته لبلادهم تونس الجميلة، والخلايجة قرأوه، والمصريون يجب أن يتعمقوا أكثر فى المسألة.. والمسألة أن أردوغان يصر على المضى قدما فى مشروعه الإمبراطورى العثمانلى الذى يتلفح بعباءة الإسلام، ومصر التى أفشلت هذا المشروع بإفشال المشروع الإخوانى الموازى، والذى سقطت معه كل مشاريع الإسلامويين فى المنطقة، حاول هذا الأردوغان أن يأتى إلى مصر من الشمال الشرقى، من سوريا، عبر إرسال الدواعش إلى سيناء ففشل فشلا ذريعا، وهو الآن متورط فى عملية «غصن الزيتون» والأكراد لن يتركوه على الرغم من تقافزه على كل الأحبال الأمريكية والروسية، وحتى نظام بشار الأسد لكنه لن يهنأ بالبقاء أو يستريح. وحاول أردوغان أن يطوق مصر من الجنوب .. من السودان، فسقط مشروعه بثورة السودانيين على البشير والإخوان، ففكر هو ومن معه فى نقل الهجوم إلى غرب مصر، جبهة ليبيا ومنها أيضا يساند الإسلامويين فى ليبيا ويبعد الدواعش أو يصرفهم بعيدا عن بلاده حين يدفع بهم للانخراط فى آتون الصراع، بزعم توقّيعه مذكرة لنصرة حكومة فايز السراج، المعترف بها، والحقيقة هو يسعى لمواصلة مشروعه وفيه أيضا نهب ما يستطيع من ثروات تلك البلاد.

(3)

وفى الخليج أردوغان يعرف هو والعائلة الحاكمة فى قطر حدودهما جيدا، أمريكا لن تسمح لتركيا بأكثر مما حصلت عليه من الإمارة القطرية، أن يبقى جنوده فى الدوحة قريبين من قصر الأمير يأكلون ويشربون ويتقاضون رواتب على حساب القطريين، لكن القاعدتين الأمريكيتين «العديد والسيلية» هما بالفعل ما يحكمان والكلمة الأخيرة للأمريكان وليس للأتراك.. فماذا تبقى لأردوغان؟!

(4)

يخبرنا علم النفس أن الديكتاتور لا يعترف بسهولة بالهزيمة، لأن هذا الاعتراف يخالف تماما طبيعة نفسيته وتكوينه الشخصى، وأهون من الاعتراف بالهزيمة الانتحار، هل ننتظر خبر انتحار أردوغان قريبا؟! أنا أعتقد أنه لن ينتحر ولكن سوف ينحره الأتراك قريبا سياسيا، أو يتم التخلص منه بشكل عنيف (انقلاب أو اغتيال) بسبب ما يجره على تركيا من خراب.
    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2