السفير محمد حجازى يستعرض «الدبلوماسية المصرية فى عام 2019»: سعت لتنفيذ أجندة أفريقيا ودعمت مكانة مصر أقليميا ودوليا واستعادت الدولة القومية

السفير محمد حجازى يستعرض «الدبلوماسية المصرية فى عام 2019»: سعت لتنفيذ أجندة أفريقيا ودعمت مكانة مصر أقليميا ودوليا واستعادت الدولة القوميةالسفير محمد حجازى يستعرض «الدبلوماسية المصرية فى عام 2019»: سعت لتنفيذ أجندة أفريقيا ودعمت مكانة مصر أقليميا ودوليا واستعادت الدولة القومية

* عاجل30-12-2019 | 19:13

دار المعارف
فى نظرة شاملة ورؤية معمقة يستعرض مساعد وزير الخارجية السابق السفير محمد حجازى حركة «الدبلوماسية المصرية فى عام 2019» على الصعيد الجغرافى الأقليمى والقارى والدولى، راصدا نقاط الأرتكاز والمبادىء، وصولا إلى الأهداف المتحققة، وفى هذا الصدد يقول حجازى لـ "دار المعارف" :
حققت الدبلوماسية المصرية فى عام 2019 العديد من المكاسب التى عبرت فيها بكل وضوح عن ثوابت الموقف السياسى المصرى المتمسك بقواعد الندية واحترام الدول والشعوب واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية تلك المبادىء التى أكسبت التحركات المصرية الخارجية المصداقية والتى اعتمدت عليها الدول الأوروبية الكبرى الشريكة مثل (الولايات المتحد وروسيا وأوروبا) وغيرها من القوى الآسيوية كمعامل استقرار وأمن فى الشرق الأوسط يمكن من خلال إدارة العلاقات معه أن تسهم فى تحقيق مكاسب وتسهم فى تحقيق الأمن والسلم فى المنطقة أو الأمن والسلم الدوليين.
[caption id="attachment_395373" align="aligncenter" width="421"] الرئيس السيسى مع الرئيس ترامب[/caption]
موقف مسؤول
 وموقف السياسة المصرية الخارجية هو موقفا مسؤولا مرتبط بالمبادىء الدولية يسعى بإخلاص لتحقيق أهدافه الوطنية سواء كانت أهداف تنموية أو اقتصادية أو كانت أهداف سياسية أو دبلوماسية أو أهداف عسكرية وأمنية مما يضيف للوطن المزيد الاستثمارات وأطر التعاون مع كافة الشركاء سواسية أو من خلال مواجهة المخاطر التى تهدد الوطن كخطر الإرهاب أو بعض التدخلات الفجة من بعض الدول الإقليمية للشئون العربية خاصة التدخلات الإيرانية والتركية بتمويلات قطرية داعمة ومساندة للإرهاب.
والخلاصة أن موقف السياسة الخارجية المصرية هو موقف معبر عن دور مصر الأصيل الداعم والمساند لقرارات المنطقة والعالم متصديا لمخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية وسعيا بإخلاص لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
الإطار الأفريقى
 وفى هذا الإطار تحركت الدبلوماسية المصرية وسياسة مصر الخارجية عام 2019على عدة أطر كان أهمها الإطار الأفريقى بحكم رئاسة مصر للاتحاد ففى عام رئاستها للاتحاد الأفريقى مثلت مصر أفريقيا خير تمثيل فى كافة المحافل الدولية كما سعت لتنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقى التى كُللت بالعديد من المكاسب وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية التى ستقود حلم مليار وثلاثمائة ألف نسمة نحو الوحدة وحلم أفريقيا الواحدة هو من أحلام القادة الأوائل ناصر وسيكتورى ونريرى وأحمد سوكارنو وأحمد بن بلا ولوممبا ونوكروما هؤلاء القادة الذين كان حلمهم الأول وحدة القارة الأفريقية ونحن الآن على مقربة من مشارف هذا الحلم.
طموحات مصر للقارة
وحملت مصر مع أجندة الاتحاد الأفريقى التى تبنتها فى شكل واضج وعبرت عن جوانبها فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدى تسلمه الرئاسة الأفريقية من الرئيس الرواندى بول كجامى فى فبراير 2019 عن طموحات مصر للقارة وإسكات المدافع والتدخل لحل النزاعات كأساس للسعى من أجل التنمية ولم يفت الرئيس عبد الفتاح السيسى نقل رؤيته فى أهمية البُنى التحتية فكان هذا هو حلمه أن يقوم ببناء بنى تحتية هامة وشاملة على الصعيد الوطنى فكان هو نفس الحلم للقارة الأفريقية وبناء البنى التحتية هام وضرورى لخلق شرايين للجغرافيا الأفريقية تقود لحل المعضلة الاقتصادية من تصدير ونقل وكذلك الاهتمام بالعديد من جوانب العلاقات الأفريقية مع الشركاء الدوليين.
[caption id="attachment_395374" align="aligncenter" width="446"] الرئيس السيسى[/caption]
شراكة صحية
وعبّر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل خطاباته وأدبياته عن تطلع القارة الأفريقية لشراكة صحية تستفيد منها دول العالم الخارجى بما لدى أفريقيا من إمكانيات وتستفيد أفريقيا من خلال خلق فرص عمل تحقق التنمية لأبناء القارة بوصف أن التنمية كما عبر عنها منتدى أسوان هدية مصر للقارة الأفريقية، وأن التنمية أساس تحقيق أهداف الوطن فى مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.
وكانت التحركات الخارجية المصرية أيضا ملتزمة بمساعى القضاء على الإرهاب وتكوين دولة إقليمية ودولية تساهم فى محاصرة داعمى الإرهاب ومموليه إنطلاقا من فهم عميق للاستراتيجية الشاملة للإرهاب القائمة على المواجهة العسكرية والأمنية ومرتبطة أيضا بالمواجهة الأيدلوجية والثقافية والتنمية الاقتصادية كمحور رئيسى من محاور الحركة فى مواجهة الإرهاب، بالإضافة لمحاصرة مصادر الإرهاب، والدول الداعمة له والتى تسهم بنقل الإرهابيين من مسرح عمليات لآخر.
تدعيم مكانة مصر
 ولعل مساعى مصر لم تقف عند هذا الحد بل سعت لتدعيم مكانة مصر الإقليمية وتعزيز دورها لاستعادة الدولة القومية على صعيد القارة الأفريقية والعمل المشترك مع الدول العربية والأفريقية لتعزيز الصلات المتبادلة بين الجانبين وفى نفس الوقت تعزيز علاقة مصر بالشركاء الدوليين خاصة بأن مصر ترتبط بعلاقات متوازنة تتسم بالندية والاحترام مع القطبين الأكبر فيمكن أن تدعى أن علاقتها بروسيا علاقات استراتيجية وأن الرئيس بوتين كان داعيا الرئيس عبد الفتاح السيسى كشريك رئيسى فى رئاسة قمة روسيا أفريقيا الأولى وكذلك يتطلع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتطلع لهذه العلاقات التى تتسم بالاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة بوصف مصر شريك أساسى فى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية فى القارة الأفريقية .
المنتديات الدولية
كان عام 2019 عامًا حافلا بكل المقاييس سعت مصر من خلاله أيضا للمشاركة الفعالة فى كافة المنتديات الدولية وعلى رأسها مجموعة العشرين وألمانيا والترويكا، وروسيا أفريقيا، ومجموعة السبع الصناعية فى بياتريس بفرنسا وكلها مشاركات لم تتح فيها لمصر فقط إمكانية تحقيق مكاسب للاقتصاد الوطنى بل كانت هموم القارة وتحدياتها على رأس التعامل والحركة خلال هذه المنتديات التى دعت فيها مصر لنظام اقتصادى عالمى أكثر عدالة تجاه الاقتصاديات الأفريقية، مؤكدة أن العلاقة بين شركاء القارة وبين القارة الأفريقية يجب تستند دوما إلى المصالح المتبادلة حيث يمكن أن يحقق الطرفين المكاسب المنشودة أفريقيا فيما يتعلق بضمان الاستثمارات وتدفقها وأوروبا والعالم الخارجى من خلال التأكيد على أهمية إعطاء الفرص المتوجبة لأفريقيا التى تتيح لأبناء القارة الاستفادة من هذه الاستثمارات مما يقلل من مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية ويخلق نظاما اقتصاديا عالميا. تتاح فيه للقارة الأفريقية أيضا مكاسب فى مجال نقل التكنولوجيا وتعزيز قدرات القارة الأفريقية لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية التى تواجهها.
السودان وليبيا
وكانت سياسة مصر خلال هذا العام متعددة الجوانب فكان هناك حرصا مصريا على المساهمة فى خروج السودان من هذه المرحلة الانتقالية بعد التغيير محافظا على علاقاته مع اقليمه وفى نفس الوقت بين الأطراف السودانية ولعبت مصر دورا هاما فى تجميع قدرات السودان كى ينطلق فى المرحلة الانتقالية إلى الأمام بالإضافة لدور مصر الفاعل فى ليبيا يستهدف تجميع قدرات الشعب الليبى وتعزيز فرص الأمن والاستقرار ووحدة وسلامة الأراضى الليبية وإدارة حوار سياسى بين إدارة الفرقاء الليبيين بدون أن يكون هناك مجال للميليشيات المسلحة التى يجب القضاء عليها حتى يتبوأ الوطن الليبى مكانته الأفريقية والعربية والدولية الميتحقة ويستفيد أبناء الشعب الليبى من ثرواته وقدراته الاقتصادية.
الدولة القومية
وهناك أيضا العديد من الجهود التى تبذل فى إطار معركة مصر الحقيقية وهى معركة الدولة القومية التى خاضتها مصر عبر أراضيها وتسعى لتثبيت أركان الدولة الوطنية خاصة فى دول الجوار السودان وليبيا والتخلص من الجماعات والميليشيات الإرهابية المسلحة والالتفاف حول المؤسسات سواء كان الأمر يتعلق بليبيا أو بغيرها من بلداننا العربية بالإضافى لذلك تتصدى مصر بحسم للتدخلات الخارجية الفجة مثل إيران فى دول الخليج وتركيا التى تتحرش بدول جوارها مثل قبرص فيما يتعلق بثروات شرق المتوسط أو الإضرار بالصالح للأمن القومى العربى من تدخلاتها فى ليبيا ودعمها للإرهاب والميليشيات المسلحة.
علاقات راسخة
والعلاقات المصرية الأوروبية لاتزال علاقات راسخة علاقات مصرية فرنسية هامة وألمانية كذلك وتواصل الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلكا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالى فى مشهد يؤكد مكانة مصر واحترام قادة العالم لها.
الاستقرار الداخلى
فقد كان عام 2019 عامًا حافلا حققت فيه السياسة الخارجية المصرية أهداف جاءت انعكاسا لحالة الاستقرار الداخلى وقدرة مصر على تخطى الصعاب والتصدى للارهاب والعودة الفاعلة فى دور أجنده ليس فقط لصالح المنطقة ولكن لصالح الأمن والاستقرار العالمى وهو ما تدركه الدول الشريكة التى تسعى كلها للتعامل مع مصر ومساندة تحركاتها الخارجية لأنها تدرك أنها تصب فى مصالح الجميع ومن أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا ومن أجل منطقة تسعى بكل التأكيد للخروج من مأزقها الحالى وتسوية المنازعات وحل القضايا التى تعصف بالخطط الأمنية وتزعزع أمن واستقرار المنطقة وهو جهد تسعى مصر دائما للقيام به بحكم مسئوليتها الإقليمية والدولية.
[caption id="attachment_323796" align="aligncenter" width="419"] مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازى[/caption]
أضف تعليق