عاطف عبد الغنى يكتب: تركيا وإيران.. الحمد لله الذى عافانا مما ابتلـى بـه غيــرنا !

عاطف عبد الغنى يكتب: تركيا وإيران.. الحمد لله الذى عافانا مما ابتلـى بـه غيــرنا !عاطف عبد الغنى يكتب: تركيا وإيران.. الحمد لله الذى عافانا مما ابتلـى بـه غيــرنا !

* عاجل3-1-2020 | 16:10

النظامان التركى والإيرانى للأسف يعتبرهما البعض عنوانين للإسلام، أحدهما يمثل الإسلام السنى والآخر الشيعى، ويدعى الأول أنه يعمل على إحياء الخلافة الإسلامية، فيما يصدّر الثانى أيدلوجيته ومذهبه ليخلق لنفسه تابعين، ويصف ما يفعله بأنه يصدّر الثورة الإسلامية (!!). شىء من التعمق فى الممارسة السياسية، وعلاقة نظام أردوغان التركى، أو الملالى الإيرانى، بأعداء الإسلام، والعرب، وشىء من مراقبة سلوكهما تجاه الغرب وإسرائيل، والدول العربية، سوف يكشف (التعمق فى المعرفة والمراقبة) أن النظامين لا ينطلقان فى حركتهما أو يؤطر أهدافهما عقيدة دينية، على الإطلاق، وما هى إلا أحلام طائفية عنصرية لحمة وسدى، وأهداف استعمارية موروثة منذ سنوات طويلة تكاد تكون جينات متوارثة فى العنصرين التركمانى الأصفر والفارسى.

(1)

تقريبا، فى الوقت الذى توجه فيه الرئيس التركى أردوغان إلى تونس فى سعيه لتوريطها، ودول شمال أفريقيا لصالح معركة الإخوان فى ليبيا، الوطن النازف كل يوم مزيد من أرواح أبنائه، المنهوب ثرواته ومقدراته، لصالح لصوص الثورات، الأنبياء الكذبة، أيا ما كانوا وكانت أيديولوجياتهم، والمعسكر الذى ينتمون إليه، والأجندة التى يعملون تحت رايتها، إخوان، أو أمريكان، أو شيوعيين، أو الدول التى اشترتهم وتحركهم كبيادق الشطرنج، قطر، تركيا. فى ذات الوقت الذى كان فيه أردوغان فى تونس كان عملاء إيران فى العراق ينفذون خطة تستهدف إجهاض الانتفاضة الشعبية العراقية ضد الاحتلال الإيرانى والأمريكى لبلدهم.

(2)

عشرات الآلاف من أبناء العراق يحلمون بعودة عراقهم المختطف من إيران، رهين الأطماع الأمريكية، فيما تحاول إيران عبر عملائها فى الداخل العراقى أن تصرف هؤلاء الحشود لتبقى الأحوال على ما هى عليه، من نهب وسلب وسرقة ثروات العراق ليتقاسمها الفاسدون من عملاء الداخل ونظام الملالى وميليشياتهم التابعة التى تحكم العراق، مثل الحشد الشعبى، وما يتفرع منه من ميليشيات مثل حزب الله. ولما كانت فترة اعتصام الثوار العراقيين، وإصرارهم على تنفيذ مطالب الإصلاح السياسية والاجتماعية واستعادة العراق موحدا، لا مقسما، ولا طائفيا، قد طال، ولم يفضه عنف ولا إغراءات، جاءت هذه التمثيلية، التى بدأت بإطلاق صواريخ على قاعدة أمريكية فى العراق، وعلى أثر ذلك اتصل الرئيس الأمريكى برئيس الوزراء العراقى يخبره أن الطيران الأمريكى سوف يقصف معسكرًا للحشد الشعبى، وتكتم رئيس الوزراء الخبر، وتم توجيه الضربة ليسقط على أثرها 25 من ميليشيات الحشد الموالى لإيران، لتخرج مظاهرات الحشد ثائرة فتجتاز المنطقة المحصنة للسفارة الأمريكية فى بغداد، وتهاجم باحات السفارة الأمريكية الخالية من البشر، وتشعل بعض الحرائق الصغيرة قبل أن تأمر الحكومة العراقية المهاجمين بالانسحاب من محيط السفارة، وتحوّم الطائرات الأباتشى الأمريكية فوق السفارة وتنزل عددا من جنود المارينز رمز القوة الإمبراطورية الأمريكية الغاشمة، ويكتمل المشهد الهوليودى بامتياز.

(3)

لقد نجحت إيران أن تشغل الداخل العراقى والعرب والعالم فى سؤال هل هناك مزيد من التصعيد؟! هل تقوم المعركة الكبرى التى ينتظرها العالم من سنين بين أمريكا وإيران؟! حتى ولو فى فناء خلفى (العراق)، وانصرفت الكاميرات عن الثوار العراقيين السلميين النبلاء، ومطالبهم.

(4)

حدث هذا فى ليبيا والعراق، وغدا ننشغل بمشهد سورى أو يمنى، أو ربما لبنانى، ورقعة الشطرنج الشرق أوسطية، تحتمل العديد من المشاهد، ولا يبدو فى الأفق القريب نهاية لعذاب شعوبها، الناتج عن تورط بعض هذه الشعوب ونخبها الحاكمة فى صراعات السلطة والفساد، وسقوط البعض عن جهل بالدين أسرى لأفكار يحسبونها من العقيدة أو نصرة لها وهى فى حقيقتها جرم شنيع فى حق العقيدة وحق أنفسهم، إنه فخ كبير وامتحان صعب جدا سقط فيه العرب لأنهم لم يدركوا درس التاريخ، ولا حركته، فداسهم التاريخ تحت سنابك خيله التى لا ترحم. وأخيرا، يا أبناء وطنى، إذا ما رأيتم هذا، ونظرتم إلى بلدكم ورأيتموه ينعم بالاستقرار، والأمن، والقيادة الرشيدة، ادعوا أن يكمل الله عليكم ما نقص من نعم، واحمدوه على أن عافاكم مما ابتلى به غيركم!
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2