قمة الاحتشاد ضد الإرهاب والتدخلات الإيرانية فى المنطقة

قمة الاحتشاد ضد الإرهاب والتدخلات الإيرانية فى المنطقةقمة الاحتشاد ضد الإرهاب والتدخلات الإيرانية فى المنطقة

* عاجل21-5-2017 | 20:51

دار المعارف
اختتمت مساء اليوم الأحد أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها المملكة العربية السعودية ، وعُقدت بمركز المؤتمرات بالعاصمة الرياض ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وعدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقبل شهرين تقريبا بدأ الترتيب لهذا الحدث الذى انتهى قبل قليل.
والحدث هو القمة الإسلامية الأمريكية، وعرابه هو ولي ولي العهد السعودي الأمير  محمد بن سلمان، الذى بذل جهودا حثيثة فى جمع هذا الحشد الذى اجتمع اليوم الأحد مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، فى قمة وصفت بأنها تاريخية سبقها، ولحقها حفاوة وترحيب غير مسبوقين بالرئيس الأميركي في زيارته الأولى خارج بلاده، والأولى لبلد عربى، ولمنطقة الشرق الأوسط ، في ظروف أقل ما توصف به أنها معقدة تمر بها المنطقة وبلدان الشرق الأوسط.
  حصاد القمة التى وضعت على قمة أجندتها موضوع مكافحة الإرهاب يمكن أن نوجزه فى عدد من الكلمات الرئيسية التى تلاها الزعماء والرؤساء المشاركين فيها، وأبرزهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى طالب بضرورة مواجهة كل الجماعات الإرهابية دون تمييز معتبرا أن الإرهاب بات يمثل تهديدا كبيرا لشعوب العالم. وأضاف السيسي أن اجتماعنا اليوم يحمل قيمة رمزية كبيرة، مضيفا أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز مشيرا إلى وجود دول دعمت الإرهاب وتمده بمعلومات وأموال.
وأوضح السيسى أن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح بل أيضا من يُموله ويُدربه، موضحا أن مصر تخوض يوميا حربا ضروسا ضد الإرهابيين في شمال سيناء.
ووجه السيسى جزء من كلمته للرئيس الأمريكى فقال: "نقدر الرؤية الثاقبة للرئيس ترامب في مواجهة الفكر المتطرف، وندين كل محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وإذكاء الفتنة الطائفية."
ومن جانبه أكد الملك سلمان فى تعقيبه على كلمة الرئيس السيسي فقال: "السعودية ستدعمكم بكل قوة"، وقال سلمان الذى افتتح القمة بكلمته مرحبا بالرئيس الأمريكى:  "ليسمح لي قادة العالمين العربي والإسلامي أن أرحب بفخامة الرئيس الصديق دونالد ترامب في قمة تاريخية غير مسبوقة" مضيفا: " إن الدول العربية والإسلامية التي تجاوزت 55 دولة وعدد سكانها قرابة المليار ونصف المليار تعد شريكا مهما في محاربة قوى التطرف والإرهاب"، وفى فقرة تالية أضاف سلمان أن الإرهابيين يستخدمون هوية دينية خاطئة في محاولة للتأثير وإن المجموعات الإرهابية خارجة عن الإسلام ولا تمثل المسلمين أو العرب..و أن المجتمع الدولي له مصلحة مباشرة في تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
و إضافة إلى ملف محاربة الإرهاب والتطرف، بحثت القمة سبل مواجهة  التدخلات الإيرانية في المنطقة، وفى هذا الصدد قال الملك سلمان:
  "أننا جميعاً شعوباً ودولاً، نرفض بكل لغة، وندين بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية، كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرها ، فالنظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979م .
وواصل سلمان: "لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات اِلإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل ، وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعفاً، وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة .
وفرز سلمان الشعب الإيرانى عن النظام الاكم فى البلاد عندما أوضح : "نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه".
وأضاف سلمان: "لقد عانت المملكة العربية السعودية طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب، لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم ".
 وبدوره فى الكلمة التى ألقاها ذكر ترامب إيران بالسم عندما قال: " إيران النظام المسؤول عن الكثير من الزعزعة في المنطقة، وقال : إيران تمول الأسلحة وتدرب الإرهابيين والمليشيات والمجموعات المتطرفة الأخرى وتنشر الدمار والفوضى في المنطقة, مشيراً إلى أن إيران ولعقود أججت الصراع الطائفي والإرهاب، ورأينا الجرائم التي وقعت في سوريا بدعم من إيران ."
ليست إيران فقط هى التى ذكرها ترامب لكن لاعبين أخرون فى المنطقة جاء ذكر بعضهم فى فقرة طويلة قال فيها ترامب: " أعلن أن الأمم الممثلة هنا ستوقع على اتفاق يجفف المنابع المالية للإرهاب .. وسيكون هناك مركز عالمي لمكافحة التطرف تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية وسيكون بشكل مشترك وستنظم إليه دول مجلس التعاون الخليجي، مثمناً لدول المجلس حجب المنظمين والحيلوله دون جعل بلدانهم مصادراً للتمويل ولوضع اسم حزب الله على قائمة الإرهاب .. المملكة العربية السعودية انضمت إلينا في هذا الأسبوع في سرد عقوبات ضد بعض كبار قادة حزب الله ، لكن مازال هناك الكثير من العمل الذي ينتظر إنجازه وأيضاً في التصدي للتطرف والإرهاب الذي تمثله تنظيم الدولة والذي يجب أن نضع حداً لكونهم مصدر إلهام للقتل".
وتحدث كذلك الملك عبدالله بن الحسين فذكر قضية العرب الأولى عندما قال: إن التحدي الرئيسي الثاني البالغ الأهمية يتمثل في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وذكر الحضور بالقدس عندما قال: " حماية القدس يجب أن تكون أولوية، فالمدينة المقدسة ركيزة أساسية في العلاقات بين أتباع الديانات السماوية الثلاث , وإن أي محاولات لفرض واقع تفاوضي جديد على الأرض في القدس ستؤدي إلى عواقب كارثية"
وتحدث آخرون منهم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو فقال إن الطريقة العسكرية لا تقضي على الإرهاب إنما يجب مواجهته فكريا، فيما قال أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته أمام القمة بأنهم ممتنون للرئيس  ترامب على إصراره على عقد هذه القمة مع العالم الإسلامي.
واختتم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أعمال القمة الإسلامية الأميركية في الرياض، الأحد، بحضور الرئيس الأميركي  دونالد ترامب، الذي يقوم بزيارة تاريخية للمملكة العربية  السعودية، وذلك بمشاركة 55 دولة عربية وإسلامية   لها مصلحة مباشرة في تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، فهل تكون هذه القمة بداية حقيقية لتحقيقه؟! .. الأيام القادة كفيلة بالإجابة على السؤال.
أضف تعليق