القس بولا فؤاد* يكتب: لماذا جاء السيد المسيح؟

القس بولا فؤاد* يكتب: لماذا جاء السيد المسيح؟القس بولا فؤاد* يكتب: لماذا جاء السيد المسيح؟

*سلايد رئيسى6-1-2020 | 14:26

ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح يخطر بأذهاننا السؤال لماذا جاء السيد المسيح؟ جاء السيد المسيح لكى يصلح التعليم الفاسد، الذى وقع فيه الناس ولتصحيح المفاهيم الخاطئة للشريعة وللناموس وللمبادئ العامة فى الحياة، لأن الكتبة والفريسيين وزعماء اليهود وكهنتهم ورؤساءهم كانوا قد شوهوا كل شيء، وفسروا الدين حسب مزاجهم الخاص، وأبطلوا وصية الله بسبب تقاليدهم ووضعوا على أكتاف الناس أحمالا ثقيلة عسرة الحمل، وأغلقوا ملكوت السموات قدام الناس، فلا هم دخلوا ولا جعلوا الداخلين يدخلون (مت23) من أجل ذلك وبخهم السيد المسيح، وكشف رياءهم أمام الناس، وقال عن أمثال هؤلاء المعلمين الكذبة "جميع الذين أتوا قبلى هم سراق ولصوص»(يو10؛8) وذلك لأنهم غرسوا فى أذهان الناس وقلوبهم تعاليم خاطئة ومفاهيم منحرفة. لهذا جاء السيد المسيح ليقدم مفاهيم جديدة، جاء ليقلب تلك الأوضاع ويقيم ثورة فى الحياة الدينية. أو كما قال للناس "جئت لألقى نارا على الأرض فماذا أريد لو أضرمت" (لو49:12) . لقد جاء يشعل ثورة، ما قبلها ثورة، ولا بعدها ثورة، ثورة على الفهم الخاطئ للدين والفهم الخاطئ للمبادئ. جاء السيد المسيح ليقيم دولة جديدة من الفكر العالى السامى جعل جميع فلاسفة العالم ينحنون فى خضوع وفى توقير أمام تعاليمه فإنها فاقت وارتفعت فوق جميع الفلسفات وغلبت القوانين والأنظمة الموجودة والفكر العالمى كل ذلك تم بتعاليم السيد المسيح وتم نشرها للعالم كله عن طريق تلاميذه ورسله الأطهار على الرغم إنهم كانوا بسطاء (صيادى سمك). حقا لقد قدم السيد المسيح نورا عجيبا للعالم. لذلك فنحن نفتخر ونفرح ونسر لأن السيد المسيح بمجيئه إلينا أعطانا تعليما عظيما يسمو على كل تعليم آخر. فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء ليدعونا إلى محبة الأعداء "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم ،احسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 44:5). ابحثوا في كل تعاليم الفلاسفة لن تجدوا ما يوازى هذه الأية فى سموها وعلوها وعمقها. لقد جاء السيد المسيح إلى العالم فبهر العالم بتعليمه فبعد موعظة السيد المسيح على الجبل (التى هى دستور المسيحية) نجد الجموع "بهتت من تعاليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 29:7) جاء إلينا السيد المسيح ليعطى لنا درسا عمليا فى التواضع فإذا كانا أبوانا الاولان قد سقطا فى الكبرياء فجاء السيد المسيح ليرد هذه السقطة فقدم لنا درسا فى التواضع فولد فى مزود ببيت لحم وبذلك برهن عمليا بأن العظمة الحقيقية هى فى القلب النقى المنتصر على المجد الباطل،عظمة البساطة والوداعة، ولأول مرة نسمع عن جمال الاتضاع لذلك يطلب منا السيد المسيح بأن نتعلم منه لأنه وديع ومتواضع القلب. جاء إلينا كبشارة مفرحة معطيا الفرح والبهجة الحقيقية للجميع لذلك عند ميلاده العجيب وقف الملاك يحمل البشرى للرعاة قائلا "هاأنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" (لو 11:2)أى أن الفرح لم يكن للرعاة فقط، إنما لجميع الشعب. وليس لليهود فقط إنما للعالم كله، حقا إنه فرح عظيم، فرح بالخلاص المنتظر منذ زمان. والسؤال هل فرح الكل وابتهجوا، أم أن هناك من قد حزن- للأسف- بسبب مجيء السيد المسيح؟! "هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى بنى إسرائيل، ولعلامة تقاوم" (لو 34:2) لقد كان ميلاد السيد المسيح سبب فرح للمجوس، وسبب اضطراب هيرودس لأنه ظن بجهله أن المسيح قد جاء لينافسه فى ملكه! حقا إنه ملك الملوك، ولكن مملكته ليست من هذا العالم (يو 36:18) فالسيد المسيح اسمى من التيجان ومن العروش. السماء هى عرشه. والأرض هى موطئ قدميه (مت 34:.5). لقد جاء ليحررنا من عبودية الذات، ومن عبودية الشهوات ومن إغراء التيجان والعروش والنياشين. فلو كان هيرودس يفكر فى خلاص نفسه، لفرح بمجيء المسيح. ومن أوائل الذين سقطوا بمجيء المسيح كان الشيطان وكل جنوده "رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء" (لو 18:10). وقصة ميلاد السيد المسيح، هى فى جوهرها، قصة حب " ماجئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم".(يو47:12). فلنفرح بميلاده العجيب الذى غير وقسم التاريخ إلى فترتين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد ونحن نعيش الآن فى عام 2020ميلادية نطلب أن يعم السلام كل ربوع العالم وبلادنا الغالية مصر وكل عام والجميع بخير وسلام وأن يحفظ لنا رئيسنا المحبوب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى. ........................................................................... * القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس بالمطرية القاهرة
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2