إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: وسام الذبابة للإخوان !

تعانى جماعة الإخوان بشدة من أعراض نقص الخيال.. تستطيع أن تقول وأنت مطمئن تمامًا أنه ليس هناك إخوانيا واحدا عنده القدرة على الخيال والتخيل.. ويبدو أن السبب فى ذلك هو مسألة السمع والطاعة التى تعطل ملكة التفكير عند الإخوان ومن ثم يفقدون القدرة على التخيل! قبل 6 سنوات ومنذ سقوط الإخوان وهم يحاولون إسقاط النظام لاستعادة عرش مصر مرة أخرى.. لكنهم لا يحاولون تحقيق هذا الهدف إلا بطريقة واحدة.. حشد الجماهير يوم 25 يناير.. كل عام فى ذكرى أحداث 25 يناير يدعو الإخوان المصريين للنزول فى الشوارع واستعادة ثورتهم.. كل عام يوم 25 يناير يبشر الإخوان المصريين بالثورة ويزعمون أن النظام على وشك السقوط وأن الانقلاب يترنح! وعلى الرغم من أنهم يكتشفون كل مرة أن أحلامهم سراب وأن مزاعمهم أوهام لكنهم أبدا لا يحاولون تغيير هذه المخططات واستحداث أى "تكتيكات" جديدة.. ليس عندهم إلا 25 يناير وليس فى خيالهم إلا خطة حشد المصريين فى هذا اليوم! والحقيقة أن الإخوان يفعلون ذلك بمنتهى الإصرار وهم بذلك يستحقون وسام الذبابة الذهبية! وسام الذبابة لمن لا يعرف هو واحد من أرفع الأوسمة عند الفراعنة.. أما سبب تسميته بهذا الاسم، فلأن الذبابة تعتبر من أكثر الحشرات إزعاجًا بسبب إصرارها الغريب والعجيب على العودة لنفس المكان مهما بذل الإنسان من جهد لطردها وإبعادها عنه. وهكذا الإخوان.. يملكون إصرارًا غريبًا وعجيبًا لكنهم فى النهاية لا يفعلون أكثر من الإزعاج.. مثل الذبابة! وكما كان متوقعًا.. ولأن خيال الإخوان محدود جدًا.. ولأنهم يملكون إصرار الذبابة.. فقد بدأوا هذه الأيام يتحدثون عن 25 يناير وعن حشد الجماهير وعن سقوط النظام.. لكنهم للأمانة كانوا مختلفين هذه المرة!.. لم نسمع أى دعوة للحشد والثورة يوم 25 يناير على لسان أى قيادة إخوانية.. الدعوة هذه المرة جاءت على لسان الفنان المقاول محمد على!.. ويبدو أن الإخوان أصابهم اليأس بسبب الفشل المتكرر فى استجابة المصريين لدعواهم فوجدوا ضالتهم فى الفنان المقاول فقرروا استخدامه لهذه المهمة.. الدعوة لحشد الجماهير لإسقاط النظام (!!) أصدر الفنان المقاول أو الطبيب جراح أو عالم الفيزياء.. سمه كما تشاء.. أصدر ما أطلق عليه اسم وثيقة محمد على.. لا أريد تضييع وقت القارئ باستعراض بنود هذه الوثيقة التى هى فى النهاية كلام فارغ.. لكننى فقط أدعو القارئ لاسترجاع الفيديوهات التى ظهر فيها الفنان المقاول وهو يقرأ بنود الوثيقة.. وأننى على ثقة من أن القارئ سيكتشف أن الفنان المقاول لا علاقة له من قريب أو بعيد بالوثيقة المزعومة وأنه مجرد قارئ لها.. يقرأها فلا يفهم المعنى فيخطئ كأنه تلميذ فى "كى جى ون" يقرأ قصيدة لشكسبير!.. الوثيقة إخوانية مائة فى المائة وهى لا تختلف كثيرًا عن الوثائق العديدة التى أصدرها الإخوان من قبل لتوحيد صفوف المعارضة بهدف إسقاط النظام.. ومع ذلك تعامل الإخوان معها كأنها جاءت مفاجأة لهم فنجد إبراهيم منير نائب المرشد العام وأمين التنظيم الدولى للإخوان يسارع بالإعلان عن تأييد الوثيقة ودعمه للفنان المقاول.. وتتلقف قنوات الإخوان الوثيقة لتخصص برامجها للحديث عن الوثيقة وبنودها وعن قدرها على توحيد المعارضة وحشد الجماهير وإسقاط النظام.. ولأن صاحب الوثيقة يتمتع ببلاهة غير مسبوقة ولأن مذيعى قنوات الإخوان بلهاء بطبيعتهم فستجد أن كل البرامج التى تحدثت عن الوثيقة.. برامج كوميدية من الدرجة الأولى!.. المذيع السيكوباتى محمد ناصر مذيع قناة مكملين الإخوانية أجرى حوارًا تليفونيًا مع صاحب الوثيقة.. اسمع واضحك!.. يسأل المذيع الفنان المقاول عن قوى المعارضة التى أيدت الوثيقة فيرد الفنان المقاول.. هناك قوى كثرة فى الداخل والخارج أعلنت تأييدها للوثيقة.. يشعر المذيع السيكوباتى بالفرح من إجابة الفنان المقاول فيطلب منه تسمية هذه القوى والإفصاح عن هويتها.. لكن الفنان يرد ردًا غير متوقع.. هناك قوى معارضة كثيرة لكنها طلبت منى عدم الإفصاح عن هويتها (!!!) ويأتى رد الفنان المقاول صادمًا للمذيع السيكوباتى فيسأل.. إذا كانت هذه القوى المعارضة تخشى من الإفصاح عن هويتها فكيف ستقدر على إسقاط النظام؟! ويشعر الفنان المقاول بالحرج فيتلعثم وهو يقول: الإخوان أيدوا الوثيقة.. وكذلك الأستاذ أيمن نور.. ويصمت الفنان بعد ذلك فيفهم المذيع السيكوباتى أنه ليس هناك من يؤيد الوثيقة إلا الإخوان.. وأخوان الإخوان!.. وعلى هذا النحو المضحك يمضى الحوار بين المذيع السيكوباتى وبين الفنان المقاول.. يسأل المذةيع.. هناك وثائق كثيرة صدرت من قبل لكنها لم تنجح فى توحيد صفوف المعارضة وحشد الجماهير وإسقاط النظام.. فلماذا تعتقد أن هذه الوثيقة ستنجح هذه المرة؟! ويرد الفنان المقاول وكأنه يستلهم روح الحكيم "كونفشيوس" أحد بنود الوثيقة يدعو إلى مدنيعة الدولة.. فإذا وافق الإخوان على الوثيقة وأيدوها.. فمعنى ذلك أنهم يؤيدون مدنية الدولة.. ومن ثم فإنها المرة الأولى التى يتخلى فيها الإخوان عن نظرية الحُكم الإسلامى.. وأظن أن ذلك كفيل بإقناع كل قوى المعارضة بالتعاون مع الإخوان والاصطفاف معهم لإسقاط النظام!.. عزيزى القارئ.. هل تذكر شخصية ابن عزيزة الهبلة فى فيلم الإخوة الأعداء.. هذه الشخصية برع فى تجسيدها الفنان القدير محيى إسماعيل.. لكن الحقيقة أن الفنان غير القدير محمد على تفوق على الفنان محيى إسماعيل وأثبت أنه الأكثر جدارة بلقب ابن عزيزة الهبلة!.. وتشعر بمهانة الإخوان وهوانهم على أنفسهم وعلى الأخوين عندما يسأل المذيع السيكوباتى الفنان المقاول.. كيف ترى توافق الإخوان مع وثيقتك؟.. فيرد الفنان المقاول.. النظام فى مصر أصابه الرعب بسبب اتحاد الإخوان مع محمد على.. وهكذا يساوى الفنان بين قدره وقيمته وقدر وقيمة جماعة الإخوان.. ويمضى الفنان فى إهانته غير المقصودة طبعا للإخوان فيقول إن النظام خاف من انضمام الإخوان لمحمد على فراح يشيع أن الفنان محمد على يرتكب المعاصى ويشرب الخمر ويصاحب النساء، فهل تقبل جماعة الإخوان التى تزعم أنها جماعة دينية التعامل مع شخصية بهذه المواصفات؟.. ويضيف الفنان المقاول أن النظام حاول إبعادى عن الإخوان فزعم أننى أنتمى للجماعة لكى أبتعد عن الإخوان وأثبت العكس.. لكن فى الحقيقة أننى أنا والإخوان فهمنا خطة النظام للحيلولة بين اتحادى مع الإخوان!.. هكذا صور غرور الفنان المقاول لنفسه أنه يساوى جماعة الإخوان.. وهكذا أهان الإخوان أنفسهم بالسكوت عن هذا التفسير. وعلى الرغم من أننى على ثقة من أن الغالبية العظمى من المصريين لم يسمعوا عن وثيقة محمد على.. وأنه حتى الذين سمعوا عنها لن يستجيبوا لها لكن ذلك لا يمنع من أن يحاول الإخوان الاستجابة لدعوة الفنان المقاول ويحاولون إثارة الشغب فى ذكرى 25 يناير.. كيف نتعامل مع هذا الشغب؟.. أذكِّر القارئ وأذكِّر المسئولين أن إعلان تركيا إرسال جنود أتراك إلى ليبيا هو تهديد صريح للأمن القومى المصرى.. ومن ثم فإن القرار التركى بمثابة إعلان حرب على مصر.. وهكذا فإن التوصيف الصحيح لما تواجهه مصر هذه الأيام هو أننا نواجه حربا.. والشغب وقت الحروب يا سادة ليس له إلا رد واحد.. الرصاص!