باحث فى الشأن الإيرانى لـ «دار المعارف»: تطورات أزمة أمريكا - إيران ستدفع القوى الإقليمية والدولية إلى بذل الجهد لاحتواء الموقف وعدم التصعيد

باحث فى الشأن الإيرانى لـ «دار المعارف»: تطورات أزمة أمريكا - إيران ستدفع القوى الإقليمية والدولية إلى بذل الجهد لاحتواء الموقف وعدم التصعيدباحث فى الشأن الإيرانى لـ «دار المعارف»: تطورات أزمة أمريكا - إيران ستدفع القوى الإقليمية والدولية إلى بذل الجهد لاحتواء الموقف وعدم التصعيد

* عاجل8-1-2020 | 17:20

كتب: أحمد الطوانسى
فى إجابة عن أسئلة «دار المعارف» حول التصعيدات المتوقعة فى الأيام القادمة، واحتمالية دخول إسرائيل على خط المناوشات الدائرة الآن بين أمريكا وإيران، لتصبح طرفا فى الأزمة؟ وهل يمكن أن يحدث تصعيد من ضرب القواعد العسكرية بالصواريخ إلى حرب فى الشرق الأوسط؟ .. أجاب الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى أسامة الهتيمى فقال:
دعنا نتفق أولا على أن كلا الطرفين الأمريكي والإيراني لا يرغبان بالفعل في تصعيد الوضع إلى حد اشتعال حرب واسعة أو شاملة فكلاهما يعدان ذلك خطأ إستراتيجي في العلاقة بينهما فضلا عن أن له تداعياته الكارثية ليس على دول المنطقة فحسب بل على العالم كله لما للمنطقة من أهمية اقتصادية وأمنية يدركها الجميع.
وواصل أنه في هذا الإطار فإنه يمكن قراءة التصريحات المتبادلة على ألسنة المسئولين الإيرانيين والأمريكيين باعتبارها معركة عض أصابع بين الطرفين أو صراعا على بقاء وترسيخ النفوذ في المنطقة المتصارع حولها ومن ثم فإن كثيرا منها خاصة تلك المنسوبة للإيرانيين لا يعدو عن كونها تصريحات عنترية تبعث برسائل ذات مغزى للداخل الإيراني وللخارج أيضا حيث الأذرع والوكلاء الذين يجب أن يستشعروا دائما مدى قوة إيران ونفوذها وقدرتها على حماية رجالها والدفاع عن أمنهم وسلامتهم.
وأكد الهتيمى أن التصريحات الإيرانية المتعلقة بتهديد الكيان الصهيوني "إسرائيل" على خلفية مقتل سليماني، لا تخرج عن هذا السياق، إذ تدرك إيران أن أمن دولة الاحتلال هو أحد أهم الأسباب الإستراتيجية لبقاء النفوذ الأمريكي في المنطقة وبالتالي فإن التهديد بإخلال أمن هذه الدولة هو في حد ذاته إهدار لماء وجه أمريكا داخليا وخارجيا.
لكن في المقابل فإن إيران غير صادقة بالمرة بشأن هذه التهديدات إذ تعرضت ميلشياتها بل وقواتها في كل من العراق وسوريا ولبنان مرارا وتكرارا لهجمات "إسرائيلية"ومع ذلك لم يكن لإيران رد مقابل في الوقت الذي لم تفتأ تردد ثيادات نظامها أن لديها القدرة على تدمير "إسرائيل" في بضع دقائق وهو الأمر الذي أدرك المراقبون أنه ليس إلا تصريحات للاستهلاك المحلي والإقليمي إذ لو كان لإيران تلك القدرة على التدمير بل والتهديد الحقيقي لـ"إسرائيل" مع تحمل التبعات لما ترددت في فعل ذلك لكي تحافظ على حالة الزخم الشعبي والإعلامي التي فقدتها منذ حرب العراق 2003 وبعد أن تعرت أمام الكثيرين وسقط ادعائها بأنها قائدة محور المقاومة والصمود.
وفيما يخص تطورات الأوضاع بين أمريكا وإيران، قال الهتيمى إن الرد الإيراني الذي وقع مؤخرا على عملية اغتيال سليماني يجعلنا أمام عدة سيناريوهات أولها أن تقبل واشنطن بما جرى وتعتبر ذلك محاولة لامتصاص غضب الإيرانيين ومن ثم تمرير العملية خاصة أنه لم تثر الشارع الأمريكي لعدم وجود خسائر بشرية وثانيها أن تعتبر أمريكا العملية استفزازا جديدا لها يختبر قدراتها ويهدر ماء وجهها وأن الصمت ربما يدفع إيران لتكرار ذلك فيكون ردا أمريكا جديدا وثالثها أن لا تكتفي إيران بالرد الأخير خاصة مع اعتبار البعض أنه غير كاف فتضطر للتحرك مجددا.
واستدرك الباحث فيقول: لكن واستنادا لقراءة التطورات الجارية فإن أمريكا ربما ستتعاطى مع الرد الإيراني باعتباره تنفيسا عن حالة الغضب فلا يكون موقفها متسقا مع التهديدات التي صدرت على لسان الرئيس ترامب ووزير خارجيته لتنتهي العملية عند هذا الحد وهو الأمر الذي تدعمه الكثير من الأخبار المتواترة عن أن الرد الإيراني جاء بتوافق غير مباشر بين أمريكا وإيران إذ أعطت طهران إشارات قبل وقوع العملية منحت الأمريكيين فرصة إتخاذ إجراءات احترازية ساهمت في عدم وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين.
وينهى الهتيمى كلامه بالقول: يضاف إلى ذلك فإن التطورات ستدفع القوى الإقليمية والدولية إلى بذل المزيد من الجهد لاحتواء الموقف وعدم تصعيده بل وربما بذل جهد أكبر من أجل إنهاء أزمة الاتفاق النووي ايضا.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2