مصادر ليبية مطلعة: مفاوضات موسكو مهددة بالفشل بسبب ألغام الإخوان وتركيا
مصادر ليبية مطلعة: مفاوضات موسكو مهددة بالفشل بسبب ألغام الإخوان وتركيا
مصادر – دار المعارف
كان لابد أن يمنح قائد الجيش الوطنى المشير خليفة حفتر، ورئيس البرلمان صالح عقيلة والوفد المرافق لهما فى مباحثات موسكو، فرصة جيدة لدراسة ومناقشة البنود التى وضعها فايز السراج، وأعوانه الإخوان، وداعميه تركيا وقطر، وهدف هذه البنود فرض السيطرة الدستورية على ليبيا، والحكم.
3 بنود سعى السراج لتمريرها فى الفاوضات، وقدمها للجانب الروسى لنقلها لوفد الجيش الوطنى والبرلمان هذه البنود تتمثل فى الآتى:
1- إضفاء الشرعية على ما يسمى "برلمان طرابلس"، وذلك لضرب البرلمان الليبي المنتخب، الذى استبعد فايز السراج ومن يمثله.
2- محاولة إحياء جسد استشاري إخواني أو ما يعرف بـ"مجلس الدولة" وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، ولكن سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي عليه، عبر القيادي في الجماعة خالد المشري، رجل أردوغان الأول فى ليبيا.
3- طلب السراج عودة الجيش الوطني الليبي لمواقعه التي سبقت تاريخ 4 أبريل، وهو اليوم الذي بدأت فيه قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية لتحرير المدن الليبية من قبضة المليشيات، وقوبل هذا الطلب بالرفض الفورى من قبل المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح اللذين تمسكا بالمبادئ الوطنية والثوابت المهمة، ومنها أن الجيش الوطني يقوم بعملية لتحرير طرابلس من الإرهاب والمليشيات التي تبتز القرار السياسى.
ويقول خبراء فى الشأن الليبى إنه إذا تم تمرير هذه البنود على مائدة المفاوضات فستؤسس عليها القوى الداعمة للمليشيات والتنظيمات الإرهابية، ما يمكنها من التحكم في مستقبل ليبيا، وهو ما دفع المشير حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للمطالبة بوقت لدراسة الموقف.
وأضاف الخبراء أن مسودة الاتفاق كانت تتضمن أيضا أن يتولى الجيش الوطني الليبي، حسب الوثيقة المقترحة، مهام محاربة الإرهاب بالتنسيق مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، فيما ستخضع المنافذ البرية والبحرية لإشراف دولي، ويتولى الجيش الوطني تأمين مصادر النفط والغاز.
وأن يتفق الطرفان على تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار.
ونصت المسودة – أيضا - على تجميد إرسال قوات تركية إلى ليبيا في الوقت الحالي، ورقابة دولية من قبل الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار.
لكن – وحسب المصادر – لم ترد حكومة الوفاق أن تصل لاتفاق حول وقفلا إطلاق النار دون أن تحصل على مكاسب سياسية وتثبت أقدامها فى الحكم على حساب باقى الأطراف فى العملية.
وجدير بالذكر أن الجيش الليبي وافق الأحد على مبادرة روسيا لوقف إطلاق النار للتمهيد للعودة للمسار السياسي، وبدأ تنفيذ الهدنة فى الساعة منتصف ليلة السبت الماضى، والتزم بها، في الوقت الذى تتعدد فيه خروقات المليشيات التابعة لحكومة السراج للاتفاق، وتواصل العمليات القتالية بالمنطقة الغربية.