إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا » كوكب الشرق وكوكب الشر !

فتاة مصرية صغيرة اسمها مريم سامح لم يتجاوز سنها 16 سنة.. قامت بتصوير نفسها وهى ترتدى الزى العسكرى ثم قامت ببث المشهد الذى صورته على صفحتها الشخصية ولاقى المشهد رواجًا كبيرًا بين مستخدمى فيس بوك وتويتر.. الفتاة المصرية الصغيرة قدمت نفسها فى المشهد باسم جندى مقاتل مريم سامح ووجهت فيه رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى تقول فيها.. كلنا جنودك وجنود مصر.. لبسنا الزى المموه الستات قبل الرجالة والبنات قبل الشباب.. مستعدون ننزل الميدان دلوقتى ونقاتل دلوقتى وبنفوضك لاتخاذ كل القرارات.. وأضافت مريم سامح.. بما أن السوشيال ميديا منصة بتوصّل صوتنا.. إحنا بنقول لحضرتك إحنا معاك فى كل حاجة.. طلبت تبرع هنتبرع.. طلبت تطوع هنطوع.. طلبت أى حاجة ليها علاقة بالأمن القومى أو الحرب.. مع حضرتك.. نأيدك فى كل القرارات.. اضرب بيد من حديد وعاوزين نتخلص من كل خاين من وسطنا.. إحنا مش عاوزينهم يا ريس وكل التفويض والدعم لحضرتك والقوات المسلحة.. تحيا مصر. واختتمت الفتاة المصرية الصغيرة رسالتها بالتوقيع.. جندى مقاتل مريم سامح.. رسالة الفتاة المصرية الصغيرة التى بلغ عدد مشاهديها على وسائل التواصل الاجتماعى مئات الآلاف.. أقامت دنيا الإخوان ولم تقعدها.. فقد شنت قنوات الإخوان حربا شعواء على الفتاة المصرية وسخرت من ارتدائها الزى العسكرى ومن رسالتها للجيش والرئيس السيسى. من بين مذيعى الإخوان الذين هاجموا الفتاة المصرية.. المذيع الإخوانى نور الدين عبد الحافظ الشهير باسم "خميس".. وقد راح الأستاذ خميس بثقل الدم الذى يشتهر به الإخوان ينادى مريم باسم "مريومة".. يا مريومة يا حبيبتى لازم تعرفى حقيقة الجيش الذى تدافعين عنه.. يا مريومة يا حبيبتى الجيش المصرى طول عمره جيش خائن.. وبضحكته السمجة وبثقل دم الإخوان المعروف راح خميس يشرح "لمريومة" تفاصيل خيانة الجيش المصرى.. هل تعرفى يا مريومة يا حبيبتى أن الجيش المصرى هو اللى ضيّع القدس؟.. أيوه يا مريومة حصل الكلام ده أثناء الخلافة العثمانية عندما قام جيش مصر أيام محمد على بقتال الحامية العثمانية الموجودة فى القدس.. صحيح أنه هزمها وطردها لكن النتيجة يا مريومة أن الإنجليز دخلوا القدس واحتلوها ثم قاموا بعد ذلك بتسليمها لليهود.. ويستطرد خميس أفندى فى الحديث عن تفاصيل خيانة الجيش المصرى فيقول: جيشك يا مريومة دخل اليمن وقتل آلاف اليمنيين.. جيشك يا مريومة حارب العراقيين.. جيشك يا مريومة ضرب الليبيين والسودانيين وهاهو الآن يعتدى على الليبيين.. حتى الانتصار الوحيد الذى حققه جيشك فى أكتوبر 73 يا مريومة هو فى حقيقته هزيمة (!!!) ويختتم ثقيل الظل خميس حديثه بقوله: جيشك يا مريومة جيش انقلابى.. انقلب على الرئيس الوحيد الذى اختاره المصريون.. وتتعرض الفتاة المصرية الصغيرة مريم سامح ويتعرض الجيش المصرى لنيران مدفعية الإخوان.. فتشارك كل قنوات الإخوان فى الهجوم على الجيش عبر برامجها المختلفة.. وتسمع من يقول جنود الجيش المصرى يجلسون على الأرصفة لبيع الطماطم، أما الضباط فيستخدمون فى سلاح الجمبرى!.. وتسمع من يقول الجيش المصرى عاجز عن هزيمة ألف إرهابى موجودين فى سيناء فكيف يستطيع أن يحارب دولة عظمى مثل تركيا؟! وأظن أن كل هذا الكلام الفارغ لا يستحق عناء الرد.. فكلنا نعرف أن الإخوان يكذبون ويخلطون الأوراق وأنهم بطبيعتهم خونة.. ثم أن كل المصريين (بشرط أن يكونوا مصريين).. يعشقون جيشهم ويلتفون حوله ويعتبرون أنفسهم جنودًَا فى هذا الجيش.. وبعد ذلك كله أو ربما قبله فإننا جميعا نعرف أن الإخوان يكرهون الجيش المصرى الذى أسقطهم من على عرش مصر!.. باختصار كلام الإخوان عن الجيش كلام فارغ لا يستحق أن نرد عليه.. لكن المقارنة تفرض نفسها بين هؤلاء الذين يعملون على إسقاط وتدمير الجيش المصرى وبين هؤلاء الذين دعموا الجيش المصرى وساندوه وكانت لهم إسهاماتهم الواضحة فى بناء وتقوية هذا الجيش. هل تذكرون كوكب الشرق السيدة أم كلثوم؟.. هل تذكرون ماذا فعلت من أجل الجيش وماذا قدمت له؟.. فى أعقاب هزيمة يونيو 1967 كانت أم كلثوم واحدة من ملايين المصريين الذين أصابتهم الهزيمة بصدمة قاسية.. استولى الحزن والإحباط على أم كلثوم فحبست نفسها فى فيلتها لا تقابل أحد.. واتخذت أم كلثوم قرارًا بالاعتزال.. فقد وجدت أنها غير قادرة على الغناء ومصر تتجرع مرارة الهزيمة.. وزاد من شعورها بالإحباط مقولات سخيفة تقول إن العرب انشغلوا بصوت أم كلثوم فانهزموا فى الحرب.. قالت أم كلثوم لمن حولها: إذا كنت السبب فى الهزيمة فأنا على استعداد لاعتزال الفن!.. أزعج خبر الاعتزال الرئيس جمال عبد الناصر والذى كان معروفا بأنه أحد العاشقين لصوتها.. طلب منها عبد الناصر أن تقاتل بصوتها للدفاع عن مصر.. فلم تتأخر فى تلبية النداء وبسرعة عدلت عن قرار الاعتزال.. نادت أم كلثوم على المصريين والعرب بأغانٍ حماسبة ومنها أغنية "إنا فدائيون" وأغنية "سير بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب".. وقامت أم كلثوم بعد ذلك بخطوة غير مسبوقة فقررت تخصيص إيرادات حفلاتها بالكامل من أجل المجهود الحربى.. ثم قامت أم كلثوم بمبادرة للتبرع من أجل إعادة بناء القوات المسلحة.. وكانت أول المتبرعين حيث قامت بالتبرع بكل مجوهراتها. وقامت أم كلثوم بجولة فى المحافظات المصرية فأقامت حفلات فى العديد من المدن.. دمنهور والإسكندرية والمنصورة وطنطا وغيرها.. ولم تكتف أم كلثوم بهذه الجولات الداخلية فقامت بالغناء فى العديد من العواصم العربية والأوروبية.. ولم ينته عام 1970 إلا وأم كلثوم قد جمعت للجيش المصرى أكثر من 3 ملايين دولار لم يدخل جيبها منها دولار واحد!.. هكذا قدمت أم كلثوم دعمها ومساندتها لجيش بلادها.. هكذا ساهمت كوكب الشرق فى إعادة بناء الجيش المصرى.. وهكذا يحاول كوكب الشر (الإخوان ومن معهم) تدمير هذا الجيش وإسقاطه.. فارق كبير بين كوكب الشرق وكوكب الشر!..