إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أصل وصورة الإخوان!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أصل وصورة الإخوان!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أصل وصورة الإخوان!

* عاجل22-1-2020 | 16:40

هذه حكاية تونسية خالصة.. لكن القارئ سيكتشف بعد أن ينتهى من قراءتها أنها صورة طبق الأصل من حكاية مصرية.. قبل أن يقع القارئ فى شباك الحيرة أروى له الحكاية التونسية. سيدة تونسية اسمها عبير موسى نائبة فى البرلمان التونسى.. وفى نفس الوقت هى رئيسة كتلة الحزب الدستورى.. النائبة التونسية طلبت الكلمة من رئيس البرلمان راشد الغنوشى الإخوانى الذى يرأس حزب النهضة وهو حزب الإخوان المسلمين فى تونس.. المهم أن رئيس البرلمان أعطى الكلمة للنائبة عبير موسى فإذا بكلماتها طلقات رصاص ضده وضد الإخوان!.. قالت النائبة عبير موسى موجهة كلامها لراشد الغنوشى رئيس البرلمان.. ليس من السهل أن يطير رئيس البرلمان التونسى إلى تركيا ويجرى لقاء سريا مع الرئيس التركى الذى يريد التدخل العسكرى فى الأراضى الليبية.. وتابعت النائبة التونسية وهى تشير بإصبعها إلى رئيس البرلمان الإخوانى راشد الغنوشى.. وكالة الأناضول التركية اعترفت بالزيارة السرية وقالت إن الغنوشى جاء إلى تركيا بصفته رئيس البرلمان التونسى وهو ما يعنى أن لكم علاقات مشبوهة مع تنظيم الإخوان الدولى.. شعر الغنوشى بحرج بالغ وخاف من اهتزاز صورته أمام النواب فلجأ إلى تصرف غريب.. قام الغنوشى بقطع الصوت عن النائبة عبير موسى بحجة أنها تجاوزت الوقت المحدد لها.. لكن ذلك التصرف لم يمنع النائبة التونسية من الكلام فقالت بأعلى صوت: من حقى الوقت.. لا تغلق على الصوت.. هذه جلسة برلمانية وليست جلسة تطبيل لك.. أنا لا أطبل لك مثل جماعتك.. وتحولت طلقات الرصاص التى أطلقتها على الغنوشى إلى طلقات مدفع فقالت: أنت لست محل ثقة على أسرار الدولة.. وليس من حقك بعد الاطلاع على مجلس الأمن القومى واطلاعك على الخطة الأمنية والعسكرية وأسرار الدولة.. ليس من حقك أن تضع كل هذه الأسرار أمام الرئيس التركى.. ثم قالت موجهة كلامها لزملائها النواب.. لهذه الأسباب يا سادة أطالب بسحب الثقة من الإخوانى راشد الغنوشى!.. جاءت كلمات النائبة التونسية عبير موسى بمثابة زلزال قوته 10 ريختر اهتز له الغنوشى واهتزت معه جماعة الإخوان!.. ومثل أى زلزال قوى تأتى توابعه قوية.. جاءت توابع زلزال الغنوشى قوية.. انتفض الشارع التونسى غضبًا وبدأت القوى السياسية التونسية تتحد وتتكاتف لإسقاط الغنوشى من منصبه كرئيس للبرلمان. الاتحاد العام لطلبة تونس تحرك وقال على لسان رياض جراد المتحدث الرسمى للاتحاد إن زيارة الغنوشى لتركيا ولقاءه بالرئيس التركى هو عمل مريب ومشبوه.. وقال المتحدث باسم الاتحاد العام لطلبة تونس إن الغنوشى يقود دبلوماسية موازية للدولة التونسية مرجحا أن زيارته الأخيرة لأردوغان مرتبطة بالوضع التونسى الداخلى وتطورات الأوضاع فى ليبيا.. حيث يسعى أردوغان لتوفير قاعدة إمداد لقواته فى تونس بتواطئ من إخوان تونس.. وأكد المتحدث باسم اتحاد طلبة تونس أن الاتحاد سيسعى إلى تنسيق الجهود مع بقية المنظمات الوطنية والأحزاب والجمعيات المدنية فى تونس لتنظيم تحرك وطنى كبير ضد استهتار الغنوشى بسيادة تونس ومحاولته للزج بتونس فى اصطفافات إقليمية ودولية ضد مصلحة تونس وأمنها واستقرارها.. ويبدو أن هذا التحرك قد بدأ بالفعل فقد صرّح أحد أعضاء اللجنة الوطنية التونسية بأن القوى السياسية التونسية بدأت بالفعل فى جمع توقيعات لإسقاط الغنوشى من منصب رئيس البرلمان التونسى.. وأكد أن عدد التوقيعات وصل حتى كتابة هذه السطور إلى أكثر من 100 ألف توقيع.. ويشن أحد أعضاء البرلمان التونسى –منجى الرحوى – هجوما حادا على الغنوشى ويوجه له سؤالا محرجا لم يجب عنه رئيس البرلمان التونسى راشد الغنوشى.. هل تناولت مباحثاتك مع الرئيس التركى فى اللقاء السرى الذى جمع بينكما مسألة نقل السلاح والعتاد التركى إلى طرابلس!.. وليس واضحا حتى الآن إلى أين سيمضى قطار الغضب التونسى.. لكن المؤشرات تقول إن احتمالات إقصاء الغنوشى قائمة.. ولعل ذلك هو السبب فى أن الانقسامات بدأت تضرب حزب النهضة الإخوانى بعد أن قدم عددًا من أعضاء الحزب استقالته.. ويضيف الغنوشى نفسه بعدا كوميديا للحكاية التونسية عندما يحاول تبرير زيارته لتركيا فيقول إنه سافر إلى تركيا والتقى سرًا بالرئيس التركى أردوغان ليس لكى يتباحث معه حول السماح للأتراك باستخدام الأراضى والأجواء التونسية لنقل السلاح والعتاد التركى إلى ليبيا.. لكنه التقى بالرئيس التركى لتهنئته بنجاح تركيا فى إنتاج سيارة كهربائية (!!!) ويتبقى من تفاصيل الحكاية التونسية أن إخوان تونس قاموا بالاعتداء على النائبة التونسية عبير موسى بالسب والضرب.. وهو ما دعاها للتقدم بطلب لفتح تحقيق فى هذه الواقعة.. وقالت إنها توجه أصابع الاتهام لأعضاء حزب النهضة.. الإخوان!.. انتهت الحكاية التونسية والتى يمكن تلخيصها فى عبارات قصيرة.. إخوانى تولى منصبا رفيعا فى بلاده.. لكن لأنه إخوانى خان بلاده وباع وطنه وتحول إلى جاسوس.. هذه باختصار حكاية الإخوانى التونسى راشد الغنوشى.. وهى كما ذكرت صورة طبق الأصل من حكاية مصرية.. والحكاية المصرية تتلخص أيضا فى أن إخوانى تولى منصب رئيس الجمهورية فباع وطنه وخان أبناء وطنه وتحول إلى جاسوس.. هذا ما فعله محمد مرسى –رحمه الله – وأقول رحمه الله لأننا نؤمن بأن الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة.. لكن الحقيقة والواقع يؤكدان أنه باع وطنه وباع أبناء وطنه وانضم إلى طابور الجواسيس الذين خانوا مصر.. أظننا جميعا نعرف أن محكمة النقض المصرية أصدرت حكما نهائيا على الجاسوس محمد مرسى بتهمة إفشاء أسرار خاصة بأمن البلاد إلى قطر والتخابر معها.. وأظننا جميعا نعرف أن محمد مرسى فتح أبواب سيناء على البحرى كما يقولون للإرهابيين والمتطرفين.. فكان سببا رئيسيا فى الإضرار بأمن مصر وجيش مصر وشعب مصر.. رحمه الله (!!!) الإخوان هم الإخوان فى كل مكان وفى كل زمان.. خونة يبيعون أوطانهم ويسفكون دماء أبناء أوطانهم.. ويزعمون أنهم "ناس بتوع ربنا".. لكن الحقيقة أنهم سرطان يهدد جسد الأمة الإسلامية.. وليس هناك علاج أنجح للسرطان من الاستئصال. وقانا الله وإياكم من السرطان.. والإخوان!.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2