وثائق ومستندات شتاء 25 يناير: (2) «النيوكونز» يوجهون بالتحرك نحو الشرق الأوسط

وثائق ومستندات شتاء 25 يناير: (2) «النيوكونز» يوجهون بالتحرك نحو الشرق الأوسطوثائق ومستندات شتاء 25 يناير: (2) «النيوكونز» يوجهون بالتحرك نحو الشرق الأوسط

* عاجل22-1-2020 | 21:00

حلقات يكتبها: عاطف عبد الغنى فى عام 2006 كان الرئيس جورج والكر بوش George W. Bush، الشهير بـ "بوش الابن"، يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، الإمبراطورية، والقطب الأوحد بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتى، وذراع بوش الأيمن، فيما يخص السياسة الخارجية، الوزيرة ذات الأصول الزنجية، كوندى أو كونداليزا رايس Condoleezza Rice ، وإنجيل الإدارة الأمريكية فى الحكم أفكار "النيوكونز Neoconservative " أو المحافظين اليمنيين الجدد، أصحاب النصيب الأكبر فى الفكر السياسى، الذى هيمن على الفكر السياسى للإدارات الأمريكية الحاكمة، على الأقل فى الربع قرن، الذى سبق وصول دونالد ترامب لحكم أمريكا، والمحافظون الجدد مثّلوا تيارا قاد توجهات ورؤية الإدارة الأمريكية ورسموا لها سياساتها فى التعامل مع العالم الخارجى، خاصة منطقة الشرق الأوسط التى توجد فيها إسرائيل.

من هم ؟!

ترى الدورية الفرنسية المعنية باستيراتيجيات السياسة والدبلوماسية العالمية (اللوموند دبلوماتيك) أن بزوغ التيار الفكرى للمجموعة التى أطلق عليها المحافظون اليمنيون الجدد، وسيطرته على فكر رجال الحكم والإدارة فى أمريكا، جاء في السبعينيات من القرن العشرين، حين تمكنت هذه المجموعة من الإطاحة بسياسة أمريكا، التى كانت تدعو إلى الانفراج والاحتواء والتعايش المسلح، إبان الحرب الباردة، ضد الاتحاد السوفيتى والمعسكر الشرقى، إلى خلق سياسات فرض الإمبراطورية بالقوة المسلحة والهيمنة على العالم، ووضع مشروع فكرى لأجل هذا حمل اسم المؤسسة التى أنشأوها وهو "مشروع القرن الأمريكى الجديد  Project for the New American Century". لكن هناك من لا يغفل النظرة إلى (المحافظون اليمنيون الجدد) كقصة يهودية أمريكية بدأت في مكان آخر، وتحديدا في أوساط نيويورك الفكرية اليسارية، حيث كانت الماركسية في الخمسينيات بالغة التأثير، وكي يميز هؤلاء المثقفون اليهود أنفسهم عن (الماركسية - الستالينية) ويعلنون اختلافهم عنها، بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي، حيث كشفت الكثير من فظائع ستالين، وحدثت انقسامات عديدة داخل الأوساط اليسارية الأمريكية، وتحولوا إلى (التروتسكية)، ليصبح الصراع ضد الاتحاد السوفيتي هو الأولوية في نظرهم، خاصة أن هذا الأخير كان قد دخل في مواجهة داخلية مع (منشقيه اليهود)، كما كان يمنع هجرة اليهود السوفيت إلى الخارج، وقد تضامن (المحافظون الجدد) منذ ذلك الوقت مع هذين الموضوعين، كما اختلفوا مع بقية اليسار الأمريكي، الذي بدا بعضه يندد بالصهيونية وبالاحتلال وبالسياسات الإسرائيلية. هؤلاء (التروتسكيون) اليهود، انشقوا عن (الحزب الديمقراطي الأمريكي)، الذي كان ينتمي معظمهم إليه، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم سينعش هؤلاء الخارجون على اليسار المتطرف، أفكار اليمين المتطرف، وسيعني اسم المحافظين الجدد بالتالي هذا التزاوج غير المقدس بين اليهود المنشقين عن الحزب الديمقراطي في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات ويتم تعميد هذا الزواج لاحقا بالتحالف مع البروتستانتيين الأصوليين المتعصبين. ويعزز الرواية السابقة اعتراف بول وولفويتز أحد أشهر السياسيين المنتمين لهذه المجموعة بالقول إن هذه المجموعة تتكون من الأحفاد المباشرين للهولوكست، (المحرقة النازية لليهود) وصعودهم تزامن مع صعود الحديث عنها في الولايات المتحدة في الستينيات. وهناك مؤسستان (هيئات تفكير) أشرف عليهم "النيوكونز"، ومن خلالهما وصلوا لمراكز مؤثرة فى اتخاذ القرار ، المؤسسة الأولى هى مجلس سياسات الدفاع التابع لوزارة الدفاع: ويرأسه ريتشارد بيرل ويضم هنري كيسنجر ونائب الرئيس السابق دان كويل، ووزيري الدفاع السابقين جيمس شيز لنجز وهارول برون والمتحدث السابق باسم مجلس النواب نوت جنجريتش، وعددا من كبار قيادات الجيش والسياسات الأمريكيين. وانتشروا فى دولاب الإدارة الأمريكية، مع وصول الجمهوريين للحكم، لينتظروا الفرصة لمباشرة تنفيذ مخطط معد منذ سنوات. والمدهش أن أحد رموز هذا التيار وهو ويرمز نشر مقالاً بتاريخ الأول من كانون الثاني 2001 أي قبل ثمانية أشهر من أحداث 11/9، وأكد فيه ضرورة وضع مخطط حرب مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وانتظار أزمة سياسية طارئة لأنه كما قال حرفياً: "الأزمات هي الفرص التي ننتظرها لإطلاق مخططاتنا". هؤلاء اليمينيون الجدد هم أصحاب مشروع الحرب الدائمة التى تضمن للإمراطورية الأمريكية مكانتها على رأس العالم، هذا المشروع المشهور بـ"القرن الأمريكى"، وهم أيضا (يهود وإنجليون أصوليون) أصدقاء إسرائيل، المؤمنون بنبؤات العهد القديم، والمرتبطون بمصالح كبيرة بالطبقة الأوليجاركية الحاكمة، ودور المجمّع الصناعى العسكرى فى تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، وأهم مما سبق إيمان الساسة الأمريكان، وصانعى القرار فى مستويات الإدارة العليا، كما أسلفنا بدور إسرائيل الإلهى ونبؤات العهد القديم التى ترسم المسار المحتوم لمملكة الرب فى منطقة الشرق الأوسط، هذه المعرفة التى تؤطر التعامل والتعاطى مع الصراع العربى – الإسرائيلى، وتترجم إلى قرارات وسلوك الرؤساء والقادة الأمريكان، ويكفى أن تقرأ كتاب مثل "دم إبراهيم" ومؤلفه هو الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، أو مذكرات سلفه وخلفه من الرؤساء وصولا إلى بارك أوباما، الذى انطلق فى عهده تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، لتكتشف إيمان هؤلاء الرؤساء بالغاية الإلهية لوجود إسرائيل، والمرتبطة بنبؤات الإنجيلية الأصولية التى تربط بين قيام مملكة اليهود ورجعة المسيح عيسى بن مريم إلى الأرض.. وهذه مسألة شرحها يطول، فلنعد لموضوعنا.. إلى القاهرة التى كانت حبلى بأفكار التغيير، الوطنية، والمستوردة، أو قل المصدرة من الخارج معلبة وسابقة التجهيز فى معامل عديدة، لكن الطبخة واحدة، وأهم مكوناتها أن التغيير يكون من الداخل، ولا يتوقف فقط عند تغيير النظام، خلع مبارك الذى يقف حجرة عثرة فى نظر أصحاب المخطط لتداول السلطة، وزرع العميل المجهز فى الغرب، وهناك عدد من الأسماء فى هذا الصدد تم الدفع بهم مثل جلبى فى العراق، والمنصف المرزوقى فى تونس، والبرادعى فى مصر، هؤلاء الذين رضعوا فكر العولمة ولبن الصهيونية المسموم على أنه القيم التى يجب أن تسود وتحكم البشر. هؤلاء هم "النيوكونز الذين وجهوا الإدارة الأمريكية بالتحرك نحو الشرق الأوسط، وإطلاق الفوضى الخلاقة.. على مراحل
أضف تعليق

إعلان آراك 2