«أمل وتحدى».. من رحم الألم يولد النجاح

«أمل وتحدى».. من رحم الألم يولد النجاح«أمل وتحدى».. من رحم الألم يولد النجاح

*سلايد رئيسى25-5-2017 | 16:14

حين يصدح الديك تصدح معه الحياة قائله: الإنسان حى, وكل حى له رأى وحكاية.. تحت هذا العنوان "أمل وتحدى" سيكون من حق أى إنسان تعرض لمشاكل وتحديات فى حياته أن يكتب معاناته ويشرح لنا بقلمه هو دون تدخل من أحد كيف تحدى أزمته وتجاوزها رغم الصعوبات والظروف السيئة, ليكون نموذح يحتذى به وقدوة ناجحة.. أيا كانت الأزمة فالإنسان قوى بإرادته ووسط الوجع تنبت زهرة الأمل. بانتظار تلقى رسائلكم..وكلماتكم، طوال أيام الأسبوع، لنشرها فى "دار المعارف" تحت هذا العنوان : "أمل وتحدى"..

من رحم الألم يولد النجاح

بقلم المحاربة: مها نور تضيق بنا الدنيا حين ينتابنا الألم من مباغتة محنة تصيب أحدا من ذوينا او أغلى ما لنا بالحياة، فما بالك إن اتتك هذه المحنة لتباغتك أنت في جزء من جسدك، وقتها تشعر بالاغتيال اغتيال جزء من جسدك جزء من حياتك من ذكرياتك تشعر وكأنك "على شفا الموت"، وفى لحظات معرفة الحقيقة واستقبال الصدمة تجد نفسك صامتا و صامدا وأيضا حامدا تبعثر في كل ما هو حولك لتستنجد بمن يهديك ويطمئنك فلا تجد سوى خالقك فهو فقط من سيسمعك ويربت على قلبك ويطمئنك.. كأي فتاة، كنت أحلم بالفستان الأبيض والبيت الدافئ والأطفال وتحقق الحلم سريعا بعد تخرجي فى الجامعة، وما إن التحقت بالعمل فى أحد البنوك حتى التقيت بزوجي، وسريعا ما تزوجنا وانا فى الـ 24 من عمري في أقل من 9 اشهر، ارتبطت برجل كنت أتمناه في أحلامي تمنيت أن يكون لي سندا وضهرا وصديقا وأبا وأخا فى الدنيا وأيضا خير رفيق للآخرة. حينها: "لم أكن أعرف معنى المسئولية، ولم أتعلمها فكنت أصغر أشقائي كنت دائما أترك كل شىءلهم ومن بعدهم زوجي حتى أبسط الأشياء على سبيل المثال الطبخ لم أتعلمه إلا بعد زواجي، فزوجي لم يكل مني يوما أو ينهرني ، وبعد سنة رُزقت بأول طفل لي مازن ومن بعده مروان، هم كل حياتي وميراثي كنت حريصة على متابعتهما في كل أمور الحياة حتى دراسيا، فلم يتلق أحد منهما دروسا خصوصية أبدا لأني كنت أعتقد أن مادمت تعلمت فيجب ألا اترك أولادي بدون أن أساعدهم، ومنذ ست سنوات فقط كنت في عمر الـ33 ، شعرت في ليلة بوجود ورم داخل صدرى، لم أهمل الشعور الذي شعرت به حينها فقد أخذت الموضوع على محمل الجد وطلبت من زوجى أن يأخذني لمستشفى كبير وبعد الفحص نفى الطبيب إصابتى بالمرض، إلا أن القلق لم يفارقنى فطلبت من زوجي الذهاب إلي طبيب آخر وبالفعل توجهت له، ونفى هو الآخر، فحثنى قلبى و زوجى للذهاب لثالث ولكن حينها طلب الطبيب أن أستئصل الورم لكن لأسباب تجميلية فقط لكن لا يوجد خطورة ، وأجريت العملية الوقائية". مر علي إجراء العملية أسبوع كامل وانا شبه مطمئنة أنى في الأمان و تسلمت نتيجة التحليل الذى أثبت أني أواجه المرض اللعين، سرطان الثدي، وإنما "الصبر عند الصدمة الأولى حقا".. "حينها كانت المفاجأة واللحظة الفارقة في حياتي لم أفكر بأولادى ولا زوجى كل ما فكرت به أننى سأكون في عزلة وحدي في القبر". وفى حديث لي بعد ساعات قليلة بعد معرفتي بمصيرى مع الله كنت جالسة في حديقة المنزل ظللت أتكلم معه وأترجاه أن يبقيني على قيد الحياة بضعا من الوقت، لا من أجل أحد بل من أجل أن أصلح ما قد أكون قد أفسدته بدون قصد . بدأت رحلة العلاج القاسية.. بدأها معي زوجى سرنا معا في دروب الألم ، رأيت وقتها من ابتلاهم الله بهذا المرض وماذا يفعل بهم العلاج الكيماوى، وبدأت العلاج الكيماوى والذي كنت أسميه طوق النجاة القاسي لن أنسى يوم أن أوضح لى الطبيب أن وقت أخذ جلسات الكيماوى سوف تنسد شرايني فيضطر أن يبحث عن شرايين بديلة فى كافة أنحاء الجسم، ربما رأسى وربما رجلى، ولم يكمل الطبيب حديثه حتى استوقفه زوجى طالبا بديلا. بينما البديل يتكلف كثيرا من الأموال وهى أن أركب جهازا خارج القلب يسمى بورتوكاس حينها رفضت وقررت ألا أكمل العلاج كيلا أحمله ما لا طاقة له به ولكن وقتها قال لى سأبيع كل ما أملك ولا اراكِ يوما تتألمين وبالفعل ركبت الجهاز وأخذت الجلسات، كانت الجلسة تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات كنت اشعر بأن آلام الكيماوي كأنه ماء النار الذى يسرى بالجسد فيهلكه. لم يدعني الكيماوي كما أنا بل سقط شعري ونحل جسدى، ووهنت صحتى في وقت كان زوجي يقف بجانبى مؤكدا أني أجمل من رأت عيناه مع أني كنت أعلم أنه يكذب ولكن كلماته هي التي أعطتنى الأمل والإصرار علي الحياة. كنت دائما أضع إيشاربا لأغطي رأسي، وأخشى أن أنام بجانبه حتى لا يسقط عنى فيري رأسى وأنا بدون شعر، وكان يحدث ذلك في بعض الأحيان ولكنه أبدا لم يتغير على ولم أجد منه سوى نظرة الحب والأمل والحنان، فى الوقت الذى كان يتخلى كثير من الأزواج عن زوجاتهم وينفصلون عن من هم أمثالى، كنت دوما أشعر بالانتصار والقوة والسعادة عندما أجده بجانبى وأري نظرات الحب بعينيه وأنا في أقصي درجات ضعفي وظلت هذه النظرات بعينه.. حتى تمكنت من الانتصار على المرض . قررت بعد أن أجريت العملية أن أكمل الحرب على السرطان أو كما أحب أن أسميه صديقي اللدود وأيضا حربى مع كلمات الطبيب.. نعم الطبيب المعالج لي لن أنسي ابدا عندما قال لي انتِ شبه منتهية لن تستطيعى ممارسة أى شىء فكل شىء أصبح بحساب شعرت حينها أنى امراة ميتة أنثى في البطاقة فقط وقتها قررت أن أكسر كل القيود حتى قيود الألم والمرض التي كتبت على جسدي فاستعدت نفسي وقوايّ الداخلية لألملم بها جروحي وأسند بها جسدي النحيل وأنشأت موقعا إليكترونيا وقناة خاصة بمساعدة صديقة لي هي التي شجعتني بأن أخرج كل مواهبى التي كنت لا أعيرها أي اهتمام وبالفعل بدأت أهتم بالمجلة وأكتب وأخرج كل طاقتي في الكتابة والمقالات وبدأت كتابتي تخرج للنور فأصبحت مع الوقت وبسبب صديقى اللدود وعدم اهتمامى بكلمات الطبيب كاتبة وصحفية أكتب ليس فقط في مجلتي بل في أكبر المواقع الإلكترونية والورقية وأجريت لقاءات صحفية وشاركت ببرنامج خاص بى في فترة من الفترات وأيضا فى كثير من المؤتمرات والندوات والتكريمات وشاركت في إطلاق أول مؤتمر عالمي يضم المحاربين والمحاربات يقدمن خلاله وجهة نظرهن ومتطلباتهم مع عرض أزياء لهن من تصميم المشاهير وكل ذلك قدمته بصفتي محاربة وصحفية متحدية حولها المرض من شخصية منطوية خجولة إلى كاتبة وصحفية لها دور في المجتمع على الاقل إعطاء الأمل لمن حولها .تملك مجلة إليكترونية كبيرة، والحمد لله أصبحت مجلتين، واحده متنوعة تساعد كل سيدة ورجل أن يكونوا سعداء في حياتهم، والثانية متخصصة في الطبخ وهما بعنوان (سحر الحياة)..وأصبحت من بعد الألم والمعاناة والضعف مها المحاربة القوية والكاتبة بفضل الله وزوجي وصديقي اللدود. فدائما من رحم الألم يولد النجاح...
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2