إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: تسريبات أونطة.. هاتوا فلوسنا !

قبل أسبوع من الاحتفال بذكرى 25 يناير.. أصيب كل مذيعى قنوات الإخوان بفيروس الثورة!.. فيروس الثورة أصاب المذيعين بالهستيريا والهذيان والصراخ بصوت عالٍ فراحوا يرددون بمناسبة أو بغير مناسبة الثورة.. الثورة قادمة.. الثورة ستسقط النظام. من بين هؤلاء المذيعين محمد ناصر مذيع قناة مكملين، الذى يعتبر من أحط أنواع الخونة.. خيانة الوطن فى الحقيقة يمكن أن تكون لأسباب عديدة.. من أجل المال مثلا.. من أجل الانتقام.. من أجل العقيدة.. يمكن أن تكون أحيانا بسبب الغباء.. لكن أحط أنواع الخيانة هى الخيانة من أجل كراهية الوطن والحقد عليه.. والحقيقة أننى لم أر أحدًا يكره مصر ويحقد عليها مثل محمد ناصر.. على أية حال ليس هذا المذيع الكاره الحاقد هو موضوعنا.. وإنما أتحدث عن الحلقة الخاصة، التى راح يدعو المشاهدين لانتظارها ومشاهدتها باعتبارها قنبلة إعلامية ستزلزل أركان النظام فى مصر.. الحلقة أذيعت يوم الأربعاء 22 يناير.. وقبلها بيوم واحد قال محمد ناصر: إن الحلقة مخصصة لإذاعة تسريبات لأحد أعضاء المجلس العسكرى.. وأنه يقدمها هدية خاصة للسيسى بمناسبة ذكرى 25 يناير.. أحسست أننى أمام مفاجأة إخوانية من العيار الثقيل.. هل يمكن أن يكون التسريب للرئيس عبد الفتاح السيسى كما حاول محمد ناصر الإيحاء بذلك؟! وكيف ستكون العواقب؟! جاءت اللحظة الحاسمة وظهر محمد ناصر على الشاشة.. فجلست أتابعه بعد أن أعلنت الأحكام العرفية فى المنزل.. أغلقت هاتفى المحمول.. انفردت بنفسى فى حجرة المكتب.. أعطيت تعليمات واضحة بعدم مقاطعتى أو إزعاجى لأى سبب.. وأذاع محمد ناصر التسريبات فإذا بالجبل يتمخض فيلد فأرًا.. وإذا بالتسريبات.. فنكوش (!!!) لن أتحدث عن الطريقة المفتعلة، التى كان يتحدث بها محمد ناصر والذى تقمص شخصية يوسف بك وهبى عندما كان يمثل على خشبة المسرح.. ولن أتحدث عن ضيوف الحلقة.. لن أتحدث عن العميد الركن صبحى ناظم توفيق وهو ضابط سابق بالجيش العراقى المنحل.. ولا أعرف ما علاقته بالمجلس العسكرى المصرى.. لن أتحدث عن الباحث السياسى عمار فايد أحد النكرات، الذين يعيشون فى أسطنبول.. ولن أتحدث عن النقيب شريف عثمان المطرود من القوات المسلحة المصرية.. ولا الناشطة التى تتحدث من أمريكا والتى يمتزج جمال وجهها بقدر كبير من البلاهة.. لن أتحدث عن كل هؤلاء وعن تعليقاتهم التى جاءت مزيجا من السخافة والبلاهة والغباء.. ولن أتحدث عن الإحباط الذى أصاب الإخوان – كما أتصور – بعد أن اكتشفوا أن صاحب التسريبات لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسى كما حاول محمد ناصر الإيحاء للمشاهدين.. وإنما كان اللواء أركان حرب حسن الروينى أحد أعضاء المجلس العسكرى بعد أحداث 25 يناير والذى كان يشغل منصب قائد المنطقة المركزية.. لن أتحدث عن ذلك كله وإنما سأتحدث عن التسريبات نفسها أو بمعنى أدق سأترك التسريبات تتحدث عن نفسها! وإليكم التسريبات التى جاءت بصوت اللواء أركان حرب حسن الروينى.. والتى كانت أجزاء من محاضرة ألقاها اللواء الروينى على مجموعة من الضباط.. التسريب الأول.. قال الروينى إن هناك من يدعو إلى تحرير الجيش المصرى.. وهناك من حاول التحرش بالجيش.. بنات تستفز الجنود والضباط.. سباب بأقذع الألفاظ.. محاولة لحصار وزارة الدفاع.. كل ذلك لدفع الجيش للاعتداء على الشعب لتنفيذ مخطط للتدخل الأجنبى فى مصر بحجة حماية المدنيين.. محمد ناصر ناقش هذا التسريب مع ضيوفه على أنه رأى الجيش فى الشعب.. وأن الجيش يرى أن الشعب يخون الجيش. وأتحدى أن يكون أحدا من القراء قد فهم هذا التسريب بالطريقة التى فسّرها محمد ناصر وضيوفه.. ثم من ينكر أن كلام الروينى صحيح وأنه كانت هناك محاولات بالفعل لجر الجيش لمعركة مع الشعب. التسريب الثانى.. قال الروينى إن مصر لن تقوم لها قائمة لو سقط الجيش المصرى.. هل هناك خلاف على صحة هذا الكلام؟.. هل قامت للعراق قائمة؟ – على سبيل المثال – بعد سقوط الجيش العراقى. وهل يكون معنى هذا التسريب كما يقول محمد ناصر وضيوفه أنه محاولة لاتهام الشعب بإسقاط الجيش؟! التسريب الثالث.. قال الروينى إن الجيش ومنذ 28 يناير لم يغمض له جفن.. وأن أعضاء المجلس العسكرى لم يتهاونوا لحظة فى تحمل مسئوليتهم.. كلهم أصيبوا بالأمراض.. كلهم لم يحصلوا على إجازة حتى يوم الجمعة.. الكلام واضح ولا يحتاج تفسير لكن محمد ناصر وضيوفه تعاملوا معه على أنه كذب.. لماذا يا سيدى.. لأن اللواء العصار لم يصاب بأى مرض ولا الفريق عبد الفتاح السيسى (!!!) التسريب الرابع.. قال الروينى إن الجيش ليس له مصلحة إلا الحفاظ على الوطن.. نحن الوحيدون الذين ليس لنا مصلحة إلا مصلحة الوطن.. هل يمكن أن تفهم من هذا الكلام أن الجيش يتعالى على الشعب.. هذا ما قاله محمد ناصر وضيوفه!.. التسريب الخامس.. تحدث الروينى عن الحوافز، التى يحصل عليها ضباط الجيش فى أعقاب 25 يناير.. وقال أظن أن مرتباتكم تضاعفت. يا نهار أسود.. ضباط الجيش يتحدثون عن الحوافز.. يا للعار (!!!).. هكذا راح محمد ناصر يصرخ هو وضيوفه.. كأن الضابط لا يأكل ولا يشرب وليس له أسرة تحتاج إلى نفقات.. مسكن وملبس ومأكل وعلاج وخلافه!.. ثم أن كل العاملين فى الدولة تضاعفت بالضغوط مرتباتهم فى أعقاب 25 يناير!.. التسريب السادس.. قال اللواء محسن الروينى إنه التقى بنائب وزير الدفاع الأمريكى فى القاهرة وأنه طلب منه معقبا على موضوع كشوف العذرية.. مراعاة حقوق الإنسان.. وأضاف اللواء الروينى موجها كلامه للضباط.. الذين قاموا بتعذيب العراقيين فى سجن أبو غريب يحدثونا عن حقوق الإنسان! هل معنى ذلك أن اللواء الروينى كان يعنى بهذا الكلام أن أمريكا تعذب المعتقلين وتنتهك حقوق الإنسان، فلماذا لا تسمح لمصر بذلك؟! أظن أن هذا المعنى لم يدر بخاطر الروينى ولكنه كان ينتقد أن يحدثنا عن حقوق الإنسان من لا يراعى حقوق الإنسان.. ورغم ذلك راح المذيع الخائن وضيوفه يصرخون ويولولون، الروينى يعترف أن الجيش المصرى يعذب المعتقلين.. وبالمناسبة فإن السبب الحقيقى لمسألة كشوف العذرية هو التصرفات غير اللائقة من فتيات قلن عن أنفسهن أنهن ثائرات ورحن يسبون الجيش وجنوده وضباطه.. وخوفا من أن تزعم هؤلاء الفتيات بعد الإفراج عنهن أنهن تعرضن للاغتصاب.. كان كشف العذرية ضروريا!.. التسريب السابع.. قال اللواء الروينى إن أحد المرشحين المحتملين للرئاسة.. وكان ذلك فى عام 2012.. قال موجها كلامه للمجلس العسكرى.. أمامكم مهلة شهر لإجراء الانتخابات.. من أنتم لكى تعطوا مهلة للجيش.. أنتم مرشحون محتملون.. يمكن أن تٌقبل أوراقكم أو تٌرفض. هل هناك خطأ فى هذا الكلام.. وهل كانت ظروف مصر المضطربة تسمح به؟ لا أظن أن هناك أى خطأ، لكن محمد ناصر ورفاقه حاولوا تصوير الأمر على أنه نوع من الاحتقار الذى يشعر به قادة الجيش نحو مرشحى الرئاسة.. التسريب الثامن.. قال اللواء الروينى إن الإعلاميين لم يراعوا مصلحة الوطن وأنهم كانوا على استعداد لبيع أنفسهم وأهلهم وزوجاتهم من أجل المصالح الشخصية.. وتحدث عن واقعة بطلها الإعلامى وائل الإبراشى الذى استضاف وزير التموين جودة عبدالخالق وعرض صورتين.. صورة لمخبز وأمامه طابور طويل وصورة أخرى لمخزن بوتاجاز وأمامه طابور طويل.. ثم تبين أن الواقفين فى طابور الخبز هم أنفسهم الواقفين فى طابور البوتاجاز (صور مصنوعة).. لهذا السبب لم نعد نتعامل مع الإعلاميين. أى خطأ فى هذا الكلام حتى يصرخ محمد على بأعلى صوت ويقول هكذا يحتقر الجيش الإعلام.. هكذا يحتقر الصحافة.. وهل نسينا ممارسات الإعلام فى ذلك الوقت.. هل ننسى يسرى فودة وريم ماجد وغيرهما؟! التسريب التاسع.. انتقد اللواء الروينى الليبراليين وقال إن صديقه محمد حسنين هيكل قال له يومها: الليبراليون يشبهون من يجلس فى المقصورة خلال مباراة كرة.. أجواء منعشة ومشروبات ساخنة وباردة وانتقاد للاعبين وخطط المدربين.. آن الأوان أن ينزل الليبراليون الملعب وتجلسون أنتم فى المقصورة!.. ما الخطأ فى كلام هيكل وهل يلام الروينى ويوصف كما قال محمد ناصر وضيوفه بأنه خائن.. خان صديقه وفضحه؟! التسريب العاشر.. قال اللواء الروينى إن رجال الأحزاب كانوا يجتمعون معنا ويطلبون منا بإلحاح تأخير الانتخابات حتى يكونوا قادرين على المنافسة.. ثم يخرجون من الاجتماعات ويزعمون أنهم منحونا فرصة 6 شهور لإجراء الانتخابات. محمد ناصر ورفاقه اعتبروا أن هذا الكلام معناه أن الجيش يحتقر الأحزاب ولا يؤمن بالحياة السياسية. وأظن أن القارئ سيدرك بسهولة أن الروينى لم يقصد هذا المعنى.. ولكنه أراد أن يقول إن الأحزاب السياسية فى مصر ضعيفة وغير قادرة على المنافسة. التسريب الحادى عشر.. قال الروينى إن الجمعيات الأهلية فى مصر.. مجرد "سبوبة".. وأتحدى أن يختلف أحد مع هذا الرأى! انتهت التسريبات الخطيرة المفزعة التى أراد بها محمد ناصر وأرادت قناة مكملين إحراج الجيش وإحراج السيسى.. هل هناك عاقل واحد أو حتى منصف يقول إن كلام الروينى يمثل أى إحراج للجيش والرئيس السيسى. حتى الأمير تميم الذى دفع من أموال القطريين نصف مليار دولار لقنوات الإخوان.. كما انكشف مؤخرًا.. أظن أنه أصبح يدرك الآن أن قنوات الإخوان باعت له الوهم.. وأتخيله واقفا يخبط رأسه فى حيطان قصره ويقول.. تسريبات أونطة يا ولاد الـ .. .. .. رجّعوا فلوسنا (!!!)