ملتقى الحوار للتنمية يصدر تقريرا عن أثر التغيرات المناخية على حقوق الإنسان فى مصر
ملتقى الحوار للتنمية يصدر تقريرا عن أثر التغيرات المناخية على حقوق الإنسان فى مصر
كتب: على طه
أصدر ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريره الأول عن أثر التغيرات المناخية على منظومة حقوق الإنسان في مصر، والذي يرصد حالة حقوق الإنسان من منظور التغييرات البيئية، حيث تؤثر التغيرات المناخية والتغيرات البيئية على عدد من الحقوق الأساسية للإنسان.
ويرصد التقرير التحركات الدولية لمكافحة التأثيرات الضارة للتغيرات المناخية على حياة الناس على كوكب الأرض، وهو ما يُلاحظ في ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض لمستويات قياسية، وارتفاع منسوب المحيطات والبحار بشكل يهدد اليابسة، والأخطر الانتشار الهائل للأمراض الفيروسية وانتقالها عبر دول العالم وآخرها فيروس كورونا الذي انطلق من مدينة ووهان الصينية إلى عدد من دول العالم.
حيث تشير الدراسات حول المرض إلى أنه تحور جديد لفيروس يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، وأن في حالة انتقاله لمرضى الجهاز التنفسي يكون له تأثير قاتل في ظل عدم وجود أدوية وأمصال تعالج الفيروس لحداثة ظهوره وعدم التعرف بعد على الحيوان الناقل للمرض للإنسان.
ويشير التقرير إلى أهمية التزام الدول بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة العمل بروح الشراكة وبشكل عملي حتى يمكننا اليوم اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة، بطريقة مستدامة، للأجيال القادمة، وهي تمثل جدول أعمال شامل لعلاج الأسباب الجذرية للفقر وتوحدنا معًا لإحداث تغيير إيجابي لكل من البشر والكوكب.
وكما أشار التقرير إلى نشاط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم خطة عام 2030 باعتباره أولوية قصوى بالنسبة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأضاف "إن أهداف التنمية المستدامة توفر لنا خطة وجدول أعمال مشتركين لمعالجة بعض التحديات الملحة التي تواجه عالمنا مثل الفقر وتغير المناخ والصراعات والعمل على دعم البلدان على طريق التنمية المستدامة".
كما أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المنشأ هي سببه الرئيسي للتغيرات المناخية، وقد حدد التقرير زيادة تواتر الظواهر الجوية البالغة الشدة والكوارث الطبيعية، وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وموجات الحرارة والجفاف والتصحر ونقص المياه، وانتشار الأمراض المدارية والأمراض المحمولة بالنواقل، باعتبارها بعض الآثار الضارة لتغير المناخ، وهذه الظواهر تعرض للخطر بشكل مباشر وغير مباشر التمتع الكامل والفعال للناس في جميع أنحاء العالم بمجموعة منوعة من حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة والحق في الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي والحق في الغذاء والحق في الصحة والحق في السكن والحق في تقرير المصير والحق في الثقافة والحق في التنمية.
كما أن الآثار السلبية لتغير المناخ يتحملها بشكل غير متناسب الأشخاص والمجتمعات المحلية الذين يعيشون في حالات حرمان بسبب الجغرافيا أو الفقر أو نوع الجنس أو السن أو الإعاقة أو الخلفية الثقافية أو الإثنية، ضمن غيرها من الأسباب، والذين أسهموا تاريخيًا أقل إسهام في انبعاثات غازات الدفيئة.
وعلى وجه الخصوص، فإن الأشخاص والمجتمعات المحلية، وحتى الموجودين في دول بكاملها، الذين يشغلون الأراضي الساحلية المنخفضة والمنطقة المتجمدة الشمالية والأراضي القاحلة، وغيرها من النظم الإيكولوجية الهشة والمناطق المعرضة للخطر، ويعتمدون عليها للسكن والبقاء، يتعرضون لأشد المخاطر من تغير المناخ.
ورصد التقرير الأخطار التي تواجه مصر بسبب التغيرات المناخية وخطتها للحد من مسببات التغيرات المناخية.
وأشار سعيد عبدالحافظ، رئيس الملتقى، إلى اتخاذ مصر عدة تدابير للتعامل مع قضية التغيرات المناخية، شملت التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية وإصدار قانون البيئة رقم 4 عام 1994 والمشاركة في كل المؤتمرات وحلقات العمل الدولية المتعلقة بالتغيرات المناخية.
كما صدقت مصر على بروتوكول "كيوتو" وتشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة كما تعمل مصر على تشجيع مشروعات تحسين كفاءة الطاقة من خلال وزارة الكهرباء بعمل مشروعات عديدة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة "الرياح - الشمسية - المائية - الحيوية"، مع تنفيذ مشروعات لحماية الشواطئ من خلال وزارة الموارد المائية والري، وإنشاء معاهد البحوث المختصة بالتعاون مع شركاء التنمية كما تنفذ مصر مشروعا بتمويل من مرفق المياه العالمي لرسم خط الشاطئ، وتحديد النقاط التي تتسبب في الغرق، وهذا في المناطق الشرقية مثل بورسعيد وكفر الشيخ ورشيد ودمياط".
وربط التقرير بين تطبيق مصر لخطتها في مواجهة التغيرات المناخية وقفزها لخمسة مراكز في قائمة دليل الأداء لتغير المناخ على مستوى العالم لعام 2019 لتحل في المركز 24 من أصل 57 دولة.
وطالب التقرير بعدد من التوصيات أهمها زيادة التعاون الدولي لخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050 على أبعد تقدير، والتعاون من اجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.