طارق متولى يكتب: ما وراء النقاب

طارق متولى يكتب: ما وراء النقابطارق متولى يكتب: ما وراء النقاب

*سلايد رئيسى3-2-2020 | 14:50

من البداية أنا لست بصدد الحكم على النقاب فرض أو سنة أو مستحب أو غير ذلك شىء فهذا متروك لعلماء الفقه والدين لكننى أود أن ألقى الضوء على السلوك الإنساني فى هذا الجانب وتبادل الأفكار. فى البداية النقاب زى من الملابس وليس دليل أبدا على إيمان من ترتديه وحسن أخلاقها من عدمه فالمظهر لا يغنى عن المخبر فالنقاب أو اللحية أو الجلباب القصير ليس شهادة بالإيمان والتقوى فالإيمان والتقوى محلهما القلب الذى لا يطلع عليه إلا الله وحده، ولكن ما يهمنى فى الحقيقة هو نظرة المجتمع وسلوكه تجاه النقاب. حيث نجد بعض العامة من البسطاء ينظرون إليه بالتقديس ويعتبرون من ترتديه مؤمنة ومتدينة وملتزمة بحدود الدين وهى قد تكون أقل من هذا بكثير ففى النهاية هى بشر يخطىء ويصيب ويذنب ويتوب مثل بقية البشر وبالطبع هناك نساء صالحات غير منتقبات بل وفى جميع المجتمعات لا شك فى هذا. البعض الأخر ينظر للنقاب بريبة واشمئزاز ويعتبره دليل على التشدد والإساءة للمجتمع متأثرا فى ذلك بكثير من الحكايات عن رجال ارتدوا النقاب ليقوموا بالسرقة أو ليتخفوا من الشرطة أو حتى نساء يرتدين النقاب للتخفى ربما لممارسة التسول أو النصب على المواطنين فيسقط حكمه على النقاب وعلى كل المنتقبات بلا تمييز. ونأتى إلى قمة التناقض وهى نظرة بعض النساء غير المنتقبات والتى ربما ترتدى ملابس عصرية عادية أو ملابس متحررة  حيث يرين أن مجرد وجود المنتقبات ينتقص منهن ويصفهن بطريقة غير مباشرة أنهن مخالفات للدين ومرتكبات ذنب وهو ما يشعرهن بالخجل أو حتى بشىء من العار فيدافعن عن أنفسهن بمهاجمة النقاب والمنتقبات بينما تنظر بعض المنتقبات لغيرهن من النساء الغير منتقبات نظرة فوقية يتمنين لهن الهداية على اعتبار إنهن غير مهتديات بل ينظرون أحيانا إلى الرجال بريبة وشك خاصة عند التعامل معهم فى الأسواق والأماكن العامة وكأنهم كلهم ذئاب بشرية وهذا بسبب عدم الثقة فى المجتمع وتدنى مستوى الأخلاق لدى بعض الأفراد فيجدن فى النقاب وسيلة حماية وتحصن، هذا التناقض الذى نعيشه فى الحقيقة مابين النقاب والملابس المتحررة شبه العارية احيانا يأتى من المبالغة فالمبالغة فى التعرى يقابلها المبالغة فى التغطى والمبالغة فى التحرر توجد المبالغة فى التحفظ وهكذا يبعد المجتمع عن التوازن والإعتدال. هناك شىء أهم من النقاب فى الحقيقة وأهم من المظهر أى ما كان هذا المظهر ألا وهو بناء جسور الثقة بين أفراد المجتمع وتقبل الأخرين وتصحيح المفاهيم الدينية والاجتماعية والتعايش  والأخذ بإيدى بعضنا البعض للخير ورفع مستوى الأخلاق الحسنة وفى رائى هذا يأتى إذا اهتممنا بالجوهر جوهر الدين وجوهر التعايش قبل اهتمامنا بالمظهر فقط والذى من شأنه أن يغير طريقتنا فى التعامل مع الأمر بهدوء وعقلانية وفهم حقيقى حتى نحقق الخير والصلاح للمجتمع بأسره لا لفرد دون الأخر.
أضف تعليق

إعلان آراك 2