كل عام وثقافة مصر بخير.. الدورة 51 لمعرض الكتاب تنتهى اليوم وتترك خلفها سلبيات جديدة

كل عام وثقافة مصر بخير.. الدورة 51 لمعرض الكتاب تنتهى اليوم وتترك خلفها سلبيات جديدةكل عام وثقافة مصر بخير.. الدورة 51 لمعرض الكتاب تنتهى اليوم وتترك خلفها سلبيات جديدة

* عاجل4-2-2020 | 15:57

تحقيق: عمرو حسين
اليوم أخر أيام معرض الكتاب.. كل عام وثقافة مصر بخير محفل ثقافى مهيب زخرت به القاهرة فى الأيام القليلة الماضية، تؤكد به أنها منارة الشرق. وإنجازات كبيرة شهدها معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام، سواء فى التنظيم أو الاستعانة بالتكنولوجيا مثل تطبيق المعرض والذى يوفر الوقت والجهد ويسهل الوصول إلى احتياجات الزوار. وكان الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب ورئيس المعرض، صرح خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد قبيل بداية الدورة51 لعام 2020، بأن اللجنة العليا للمعرض رصدت العام الماضي 22 سلبية للمقر الجديد بالتجمع الخامس. وأن اللجنة ستعمل على تلافيها فى هذه الدورة، نجحت بالفعل فى التخلص من بعضها، إلا أن "بوابة دار المعارف" من خلال جولات مع الناشرين والزائرين، رصدت سلبيات جديدة:
الوصول إلى المكان
وكان الانتقال فى العام الماضى من مدينة نصر إلى مركز مصر للمعارض الدولية مجانًا، أما فى معرض هذا العام، بدأت أسعار المواصلات من 6 جنيهات، فلو كانت الأسرة "5 أفراد" فإن هذا يعنى 60 جنيه ذهابًا وعودة، على أقل تقدير، بالإضافة إلى 25 جنيها رسم دخول، بإجمالى 85 جنيها. وهذه تكلفة تضاف إلى أعباء زيارة المعرض. وإذا كنت من أصحاب السيارات، فُبعد المسافة يعنى تكلفة أكبر فى الوقود بالاضافة إلى رسوم "باركينج" بـ 10 جنيهات، وأسعار التذاكر المعتادة، 5 جنيهات لكل فرد. ومن المفترض أن تكون المواصلات مجانية مثل العام الماضى، ووكذلك "الباركينج". فى إطار دعم جمهور الكتاب.
[caption id="attachment_413588" align="aligncenter" width="413"] جانب من المعرض[/caption]
التوزيع داخل المعرض
ويقول أحد الزائرين، إنه من سلبيات التوزيع الجغرافى لدور النشر، هو وجود شوارع بأسماء دور نشر يتجاوز طولها 100 متر داخل المعرض، ومنها "شارع الشروق" و"شارع عصير الكتب".. ألخ. مؤكدًا أنه مر بالشارع ولم يرى دور النشر الموجودة على الجانب الأخر؛ لأنها تجول بعينيه بين كتب الدار عبر أقسامها المختلفة إلى ان انتهى الطريق وخرج.
وهو الأمر الذى نتج عنه سلبية أخرى لدور النشر، حيث وصلت نسبة السرقة إلى 25 %، حسب قول أحد الناشرين، لأنه شارع لا يمكن السيطرة عليه، ما أدى إلى الاستعانة بعدد أكبر من العاملين، وصل فى إحدى دور النشر إلى 55 عاملا، يقفون فى نفس الشارع مع الزوار؛ لمتابعة حركة البيع والشراء.
ومن السلبيات المرتبطة بترقيم المكان، رصدت "دار المعارف" تكرار الحروف والأرقام فى كل صالة من صالات العرض. فمثلا، نجد قاعة واحد تبدأ بالترقيم "A1" حتى "D40"، ونفس الأمر فى قاعات 2 و 3 و 4. ويرتبط ذهن القارئ بدار نشر موجودة فى "B32" وفجأة يكتشف أن هذا التعريف موجود فى القاعات الأربع، ويبدأ رحلة البحث فى كل قاعة على حدة. والسؤال، لماذا لم يتم الترقيم من "A إلى Z" وتحتفظ كل قاعة بعدد حروف معين مثل المعارض الدولية؟.
وكان يفضل أن تكون الأجنحة على شكل حرف "يو U" باللغة الإنجليزية، لإعطاء مزيد من الخصوصية وإحكام السيطرة على المكان وتقل السرقات، وإفساح المجال لدور النشر الأخرى أن تعمل فى اجواء أفضل.
سور الأزبكية
جاء موقع سور الأزبكية فى صالة 4، "قاتلا لدور النشر خلفه" على حد وصف أحد الناشرين؛ لأنه بدأ مع باب دخول قاعة 4 وحتى نهاية القاعة. وقبل خط النهاية يوجد "دار الفجر" على مساحة 70 متر، ولديها مكتبة تراثية تحتوى على عناوين معتبرة. لم تصل مبيعاتها اليومية لـ 2000 جنيه يوميا، وهو رقم هزيل جدا بالمقارنة بالأسعار المدفوعة لإيجار المتر المربع فى المعرض، والذى يتجاوز 1200 جنيه. ناهيك عن أسعار النقل وأجور العاملين.
وفى الخلف من سور الأزبكية توجد المؤسسات الصحفية القومية "الأهرام - دار التحرير - روزاليوسف - دار المعارف - دار الهلال - أخبار اليوم"، وهى مؤسسات ليست متخصصة فى مجال ثقافى معين، وتدخل ضمن إطار النشر العام، لأنها تنشر كُتبًا فى كل المجالات. صنفتها إدارة المعرض ضمن كتب التراث الإسلامى وسور الأزبكية، فبالتالى لم تحقق الهدف المرجو منها فى هذا المعرض، وكان الأولىّ أن تكون إلى جوار الهيئة المصرية العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة الموجودين فى قاعة 1، التى تمثل المدخل الأول لزوار المعرض.
نظام القرعة
ويرى أحد الناشرين أن تطبيق نظام القرعة على المؤسسات القومية الكبرى، غير منصف، لأن الزائر يكون صورة ذهنية عن موقع دار النشر التى يذهب إليها كل عام، ويفضل أن تحتفظ بمكانها بصورة دائمة فى المعرض، بما يحقق أرباح تعود إلى خزانة الدولة فى النهاية، فهى ليست مؤسسات خاصة يسعى مديروها لتحقيق ربح خاص.
تصنيف الناشرين
وعن تصنيف الناشرين، نجد أن الناشرين العرب هم أكثر من وقع عليهم الضرر، دور النشر العربية غالبة ما تكون متخصصة، وتتجه إلى الكتب الأكاديمية وكتب القانون وكتب التراث والكتب الدينية، والسياسية والاقتصادية، الروايات والأدب. كان من الأفضل أن يتم تصنيفهم موضوعيا مع دور النشر المصرية والأجنبية العاملة فى نفس تخصصاتهم، بحيث ان الزائر يذهب إلى جناح الروايات فيجد المصرى والعربى والأجنبى، بدلا من الذهاب بطول المعرض وعرضه لتجميع ما يحب من روايات أو غيرها. وذلك يعود بالنفع على الجميع فى إطار التكامل. وعن الكتاب الأجنبى، فحدث ولا حرج.
أسعار الكتب
شهد معرض هذا العام ظاهرة عجيبة، إذا يحمل شخصية المعرض هذا العام اسم الدكتور جمال حمدان، صاحب "شخصية مصر" والذى انتج بالتعاون بين دار الهلال وهيئة الكتاب. ودارت الظاهرة حول تضارب سعر كتاب "شخصية مصر" بين دار الهلال وهيئة الكتاب. فالأولى تبيعه بسعر 560 جنيها بعد الخصم عن 700 جنيها، والثانية تبيعه بسعر 140 جنيها لأنه مدعوم، ترتب على ماسبق أن الكمية المعروضة لدى الهيئة "تنفد فى الفترة من الساعة العاشرة وحتى العاشرة وعشر دقائق" على حد وصف إحدى موظفات الهيئة. فى حين أن عدد مبيعات دار الهلال لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ومازال موجودا ععلى أرفف الجناح. غير أن كتاب شخصية مصر، موجود لدى الأحباء من أصحاب دور النشر مخبأً أسفل الأدراج "ولا يخرج إلا للحبايب".
منطقة الأطفال
إذا دخلت منطقة الأطفال والموجودة فى صالة 3، نجد نفس الألعاب فى كل الأجنحة، فيبدو الأمر وكأنه "مورّد واحد" للألعاب. ويوجد تماهى رهيب، وكأنه سعى لفرض أنواع معينة دون أخرى، لم يكن معبرًا عن الألعاب المختلفة الموجودة فى الأسواق والتى يعرفها الأسر جيدا. وغاب التنوع فى ألعاب الأطفال ولم يكن معبرا عن ألعاب الأطفال فى بر مصر، كما كان موجود فى المعارض السابقة.
يضاف إلى ذلك، كثرة نسبة ألعاب الأطفال على نحو كبير، ما أدى إلى عزوف الأطفال عن الكتاب، والاتجاه وفق سلوك طبيعى إلى الألعاب كثيرة العدد ضعيفة التنوع. أدى ذلك إلى خسائر ليست قليلة فى مبيعات كتاب الطفل، والذى هو المقصد الرئيسى من تخصيص منطقة كبيرة للأطفال فى المعرض، ومن المفترض أنه كان هدفا مهما للقائمين على المعرض.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2