إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» فلسطين.. بصراحة!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» فلسطين.. بصراحة!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» فلسطين.. بصراحة!

*سلايد رئيسى5-2-2020 | 18:43

عزيزى القارئ.. إذا كنت من الذين يبحثون عن الحقيقة وإذا كنت قادرًا على تحمل قسوة الصراحة وأوجاعها.. أدعوك لقراءة هذا المقال.. أما لو لم تكن كذلك.. فلا تمضى فى القراءة وكفى الله المؤمنين شر القتال!.. ليس من المعتاد ولا المألوف ولا حتى المقبول أن يضع الكاتب شروطا للقارئ.. لكن الحقيقة أننا أمام قضية غاية فى التعقيد والصعوبة وعادة ما يتهم من يتصدى لها بالعمالة والخيانة وعدم الانتماء!.. ولست فى حاجة لأن أقول إن القضية الصعبة المعقدة التى يتهم من يتصدى لها بكل هذه التهم الشنيعة هى القضية الفلسطينية التى عادت تطفو من جديد على سطح اهتمام الرأى العام.. ليس فى مصر فحسب ولا فى الدول العربية وحدها وإنما فى العالم كله.. وكانت خطة السلام التى أعلنها الرئيس الأمريكى ترامب.. أو صفقة القرن كما يطلق عليها.. هى التى أعادت القضية الفلسطينية إلى بؤرة الأحداث مرة أخرى.. وبداية أقول إننى لا أثق ولا أستطيع أن أصدق أن البيت الأبيض يمكن أن يخطو خطوة واحدة لصالح الفلسطينيين.. لكننى فى نفس الوقت لا أستطيع أن أتجاهل أن براقش هى التى جنت على نفسها!.. ضيع الفلسطينيون فرصا حقيقية لاستعادة أراضيهم أو على الأقل الجزء الأكبر من أراضيهم.. فى نوفمبر من عام 1977 زار الرئيس الراحل أنور السادات إسرائيل.. بعد هذه الزيارة بنحو 16 شهرًا وقّعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل.. لم يكن من بين خطط السادات توقيع صلح منفرد مع إسرائيل.. وإنما كان يسعى لصلح شامل تستعيد به سوريا أراضيها المحتلة ويستعيد به الشعب الفلسطينى حقوقه.. فى شهر ديسمبر من نفس العام – عام 1977 – عقد فى القاهرة مؤتمر مينا هاوس وشارك فيه كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة.. كان الهدف الأساسى من هذا المؤتمر هو بحث قضايا الحل النهائى للقدس وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.. وكان مقررًا حضور السعودية وسوريا والأردن والسلطة الفلسطينية.. لكنّ الفلسطينيين غابوا عن المؤتمر وانضموا لما عرف بدول المقاطعة التى قاطعت مصر بسبب إقدامها على الصلح مع إسرائيل.. كانت كل الظروف مهيأة لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.. كان الرئيس الأمريكى جيمى كارتر وسيطا نزيها ومحايدا.. وكانت مصر تتفاوض مع إسرائيل من موقع قوة بعد انتصار أكتوبر.. وكانت إسرائيل مستعدة لتنازلات كبيرة مقابل السلام مع مصر.. وكان ذلك كله يمثل للفلسطينيين فرصة ذهبية لاستعادة أراضيهم وحقوقهم.. لكنهم ضيعوا الفرصة!.. الغريب والعجيب أن الفلسطينيين وافقوا بعد ذلك على التفاوض مع الإسرائيليين.. وهكذا كانت أوسلو وأخواتها.. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.. بعد أن غاب الوسيط النزيه المحايد.. وبعد أن غاب الدافع بالنسبة لإسرائيل لتوقيع اتفاق حقيقى مع الفلسطينيين.. وبعد أن غاب السادات (!!!) ولم تكن الفرص الضائعة وحدها هى من ضيع فلسطين.. لكن الحقيقة أن الفلسطينيين أنفسهم ساهموا فى ضياع فلسطين!.. تحول الفلسطينيون إلى أخوة أعداء.. فتح وحماس.. فتح تسيطر على الضفة الغربية وتحارب كل من ينتمى لحماس.. وحماس تسيطر على غزة وتحارب كل من ينتمى لفتح!.. فازت حماس فى الانتخابات التشريعية فى عام 2006.. لكنها منذ ذلك الحين ترفض التنازل عن السلطة وإجراء انتخابات جديدة.. كانت حجة إسرائيل الجاهزة التى تستخدمها للتهرب من أى استحقاقات تترتب على أن اتفاقيات مع العرب والفلسطينيين.. هى أن هناك "اثنين فلسطين".. فلسطين فتح وفلسطين حماس.. ويزيد من حجم المأساة أن فوهات البنادق عند الاثنين.. لم تتجه للعدو الرئيسى إسرائيل.. وإنما المؤلم أن فوهات بنادق حماس اتجهت إلى الضفة الغربية.. وفوهات فتح اتجهت إلى غزة!.. وحاولت مصر وحاول عدد من الدول العربية تحقيق المصالحة بين فتح وحماس.. دون جدوى.. ويبدو مثيرًا للشفقة أن الفلسطينيين لا يتحركون إلا بعد فوات الأوان.. فعندما أعلن الرئيس الأمريكى ترامب تفاصيل خطة السلام الأمريكية.. أسرع إسماعيل هنية رئيس حركة حماس بالاتصال والتواصل مع محمود عباس، رئيس حركة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية لكى يبحث معه توحيد الصف الفلسطينى لمواجهة صفقة القرن.. السؤال.. لو أن هذا الاتصال والتواصل تم مبكرًا.. هل كان ترامب ومن قبله نتنياهو يستطيعان أن يتعاملا بهذه الطريقة المهنية مع الفلسطينيين؟!.. فرص ضائعة وانقسامات مخزية.. أضف إليها خسارة الحلفاء!.. لا يستطيع منصف أن ينكر أن المصريين فقدوا الكثير من تعاطفهم للقضية الفلسطينية.. بسبب ممارسات أصحاب القضية الفلسطينية!.. لم تساند دولة القضية الفلسطينية كما ساندتها مصر.. ولم يتعاطف شعب مع الفلسطينيين بأكثر ما يتعاطف معهم المصريون.. ثم أن مصر قدمت آلاف الشهداء فى الحروب التى خاضتها ضد إسرائيل.. من أجل القضية الفلسطينية.. ماذا قدم الفلسطينيون لمصر فى المقابل.. انضموا إلى صفوف دول المقاطعة ودخلوا فى عداء مع مصر.. اقتحموا الحدود المصرية وحاولوا الإضرار باقتصاد مصر وسيادتها.. جعلوا من حدودهم مع مصر بوابة عبور للإرهاب والإرهابيين.. ولا يستطيع أحد أن ينسى بعد ذلك كله الدور الذى لعبه الفلسطينيون فى أحداث 25 يناير.. اقتحام السجون.. تهريب المساجين.. نشر الفوضى.. ودلائل قوية على اشتراكهم فى قتل المتظاهرين!.. ونسمع بعد ذلك من ينتقد موقف مصر من صفقة القرن.. سمعنا من يتهم النظام المصرى بخيانة القضية الفلسطينية ويمدح خليفة المسلمين المنتظر.. أردوغان!.. السؤال.. متى وقف أردوغان إلى جانب القضية الفلسطينية.. وما الدعم الذى قدمه للفلسطينيين؟ لم يفعل أردوغان إلا الكلام.. فقط الكلام.. القدس خط أحمر، سنكسر يد من يغتصب القدس وكلمات وشعارات تسير فى نفس هذا الاتجاه.. السؤال.. هل يستطيع أن يدافع عن القدس من لم يستطع أن يدافع عن سفينة تركية زعم أنها تحركت لفك حصار الفلسطينيين؟ فى فجر يوم 31 مايو من عام 2010 قامت إسرائيل بالاعتداء على سفينة تركية تحمل على متنها 583 من الشخصيات العربية والتركية المؤيدة للقضية الفلسطينية والرافضة لحصار غزة.. الاعتداء تم فى المياه الدولية واستخدم فيه الغاز والرصاص الحى.. واقتادت القوات الإسرائيلية السفينة إلى إسرائيل.. وألقى القبض على عدد كبير من النشطاء المتضامنين.. لم يستطع أردوغان إلا أن يبلع لسانه وحذاءه.. لم يرد على الاعتداء.. واكتفى بسحب السفير التركى من تل أبيب.. وبعد عامين اتصل نتنياهو بالرئيس التركى تليفونيا وقدم له اعتذارا شفهيًا وعلى الفور أعاد أردوغان المياه إلى مجاريها!.. وعندما أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا نقل سفاراتها إلى القدس.. لم نسمع صوتا للخليفة المنتظر!.. ورغم ذلك لا يزال هناك من أصابه الحول ينتقد موقف مصر من القضية الفلسطينية ومن صفقة القرن ويتحدث عن أردوغان البطل الذى وقف فى وجه الصفقة!.. وليس ذلك كله محاولة للبكاء على اللبن المسكوب.. ليس هذا هدفى أو مقصدى.. وأنا فقط أدعو لأن نتوقف عن سكب المزيد من اللبن!.. من أجل ذلك أقول للفلسطينيين كفاكم فرصا ضائعة.. كفاكم انقسامات.. كفاكم خيانة لحلفائكم.. وليس مطلوبا إلا أن تتمهلوا وتدرسوا وتتحركوا فى الاتجاه الصحيح.. وقبل ذلك عليكم أن تتوقفوا عن كفاح الحناجر والميكروفونات.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2