السفير محمد حجازى يكتب ل «دار المعارف» عن الأزمات التى تناقشها الدورة ٥٦ لمؤتمر «ميونخ للأمن»

السفير محمد حجازى يكتب ل «دار المعارف» عن الأزمات التى تناقشها الدورة ٥٦ لمؤتمر «ميونخ للأمن»السفير محمد حجازى يكتب ل «دار المعارف» عن الأزمات التى تناقشها الدورة ٥٦ لمؤتمر «ميونخ للأمن»

*سلايد رئيسى15-2-2020 | 21:29

بالفعل مؤتمر ميونخ للأمن هو المحفل السياسي والأمنى والإستراتيجى الذي تشارك فيه معظم دول العالم سواء على مستوى قادة الدول والحكومات، أو على مستوى المفكرين الإستراتيجيين والأكاديميين وأجهزة المخابرات والأمن، وذلك فى منظومة تسعى من أجل مناقشة الوضع السياسي والأمنى والدولى الراهن والتواصل كان فى إطار غير رسمى، لحلول القضايا أو طرح أفكار من أجل حل تلك القضايا فيما بعد فى الأطر المؤسسية أما حدث اليوم وهو ميونخ للأمن فى دورته الـ56 يأتى فى توقيت شديد الصعوبة والأهمية. وأكد "أولف كنك إيشنجر"، رئيس المؤتمر، علي أن العالم يشهد صراعات غير مسبوقة، منها الفشل الذريع فى سوريا والإتفاق الأمنى الذي حدث منذ أسابيع قليلة فى برلين لم يحقق أهدافه، بالإضافة إلي الأزمة الحادة فى "النيتو " حيث تتوجه أوروبا بقيادة الرئيس الفرنسي " ماكرون "نحو مزيد من الاستقلالية، بجانب أزمة ليبيا، وليس ذلك فقط بل يوجد أيضا مشاكل داخل البيت الأوروبى و عبر الأطلنطى بين الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلي قضايا التنمية والمناخ وأمن الطاقة، فكلها أمور شديدة التعقيد. وأوضح أن الأزمة التى لا يتم الحديث عنها كثيرا هي الهوية داخل أوروبا، وانسحاب بريطانيا من "البركسيت "ويطلق عليه "الوس لس " بمعنى غياب القيم الغربية التى كانت مسيطرة على العالم، وذلك بسبب انقسام الغرب وهناك حديث عن أوروبا بعيد عن النيتو. وأشار إلي أن وصف " ماكروني" ل "النيتو" بالموت آثار غضب الولايات المتحدة والجميع . وقام بالحضور "محمد جواد ظريف" وزير خارجية إيران إلي جانب كلا من وزير خارجية روسيا " سيرغي لافروف" ووزير خارجية الولايات المتحدة " مايك بومبيو" ، وأيضا "نانسى بلوسى" وهى أحد زعماء المعارضة الديمقراطية. وشهد الموتمر انقسام شديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، رغم خطورة المشهد الدولى، حيث يسعي الموتمر الوصول إلي توقعات بعيدة عن الأطر الرسمية بل ربما الأطر دولية كالولايات المتحدة لاعتماد ‭‭‭‭500‬‬‬‬ مشارك و 35 رئيس دولة ، بالاضافة إلي مشاركة شخصيات كبرى فى مجال العمل الأمنى والعسكرى والسياسي و وزراء الدفاع والخارجية، وشخصيات عامة مثل مؤسس موقع الواتس أب وتويتر . وتناول الموتمر موضوع أمن الطاقة إلي جانب الانقسام الدولى المتواجد في الصورة، و سوف يتناول موضوع انتشار فيروس "كورونا "فى الصين وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ومن ثم نلمس مشاركة رئيس منظمة الصحة العالمية خلال أعمال مؤتمر ميونخ للأمن للأهمية القصوى للتنسيق الدولى والعمل المشترك من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم الذى يهدد العالم بل أصبح ضغط كبير على الاقتصاد الدولي ليس فقط الصين. ومن ضمن موضوعات الموتمر ملف الإرهاب حيث سيعقد التحالف الدولى ضد الإرهاب اجتماع على هامش أعمال القمة ، ويضاف إلى ذلك اللجنة المكلفة بـشأن حل أزمة ليبيا والتى بحثت فى برلين منذ أسابيع قليلة ووضعت خطة لتحرك بشأن ليبيا وستعقد اجتماعاتها يوم الأحد القادم وهو اليوم الأخير من أعمال هذا المؤتمر الهام لنظر فى كيفية السعى فى وقف إطلاق النار . وليس ذلك فقط، بل قضايا أخرى سيناقشها الموتمر مثل الوضع الراهن فى إيران ، وقضايا الأمن المعلوماتي ومخاطر المعلوماتية الحديثة والسعى من أجل الدفع الرقمية وتأثيرها علي الاقتصاد ، وغيرها من القضايا سيتم بحثها خلال هذه القمة الأمنية العالمية التى تخطط للعام القادم وتضع بشكل غير رسمى أطر للحل، ومن ثم فأن مؤتمر قمة ميونخ للأمن هو علامة هامة وضرورية فى هذه المرحلة الراهنة التى تعانى من عدم الأمن والإستقرار الدولى، لذلك يعد الموتمرأداة من أدوات مواجهة المخاطر ساء كان الأمر يتعلق بقضاية سياسية أو التحديات الاقتصادية والأمنية والمناخية التى يتم مناقشتها بين القادة المجتمعين والرؤساء ووزاء الدفاع بالاضافة إلى مسؤول أجهزة المخابرات وعدد كبير من الأكاديميين والاقتصاديين ومنظمات المجتمع المدنى حيث يشارك نحو ‭‭‭‭500‬‬‬‬ شخص من صناع القرار. ........................................ * السفير الكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية السابق [caption id="attachment_181531" align="aligncenter" width="962"] السفير محمد حجازي[/caption]
أضف تعليق