ناجح إبراهيم يكتب:  د. مجاهد الطلاوى.. صانع الأمل

ناجح إبراهيم يكتب:  د. مجاهد الطلاوى.. صانع الأملناجح إبراهيم يكتب:  د. مجاهد الطلاوى.. صانع الأمل

* عاجل25-2-2020 | 21:20

«كتلة من الخير تتحرك على الأرض» هكذا وصفه من يعرفه، أما هو فقال فى حفل تكريمه «أسعد لحظة فى حياتى حينما أرى البسمة على وجه يتيم، فذلك أفضل من الأولاد والمال والدنيا كلها». نظر إلى القاعة الفخمة والجموع الكثيرة وعلى رأسها محمد بن راشد حاكم دبى أثناء تكريمه مع آخرين فى مبادرة «صناع الأمل»، ثم قال: «هذا ما أعده البشر لتكريم البشر فكيف بما أعده الله لتكريم البشر ثم هتف لا إله إلا الله»، وعاهد الجميع أنه سيظل يعطى حتى آخر يوم فى حياته، وذكر علتين لإصراره:
أولاهما: أننى رأيت ثمرة الخير الذى صنعته فيمن ساعدتهم من الأيتام بعد أن صاروا أطباء ومهندسين ومحامين.
الثانية: رأيت ثمرته فى أولادى السبعة الذين أصبحوا أساتذة فى كليات الطب والصيدلة فلم يصبحوا أطباء عاديين بل أطباء سوبر، ووعدونى بمساعدتى فى مشروعات الخير، وقد أشركتهم فيها، ورغم أن قيمة كشوفاتهم عالية إلا أنها تصب فى مشروعاتى للخير»، ضجت القاعة بالتصفيق للفائز بجائزة «صناع الأمل» د. مجاهد مصطفى الطلاوى، وتبلغ الجائزة 5 ملايين درهم إماراتى، كل الفائزين سيضعون الجائزة لاستكمال مشروعاتهم للخير والبر. د. مجاهد هو الطبيب الوحيد فى مصر الذى لم يتجاوز أجر الكشف لديه عشرة جنيهات، بعد أن مكث فترة طويلة لا يجاوز جنيهين، فسمى «طبيب المساكين والفقراء». أوصاه والده قبل تخرجه فى طب القاهرة بوصية حافظ عليها «يا بنى.. المرضى سلموا لك أغلى ما عندهم واستأمنوك على أرواحهم وأموالهم، فلا تكن للأمانة خائناً ولا تضيع المسئولية التى أولاها الله لك، ولكن كن قدرها مع نفسك وأهل بيتك». لم يضيع الوصية، اختار خدمة قريته على الجامعة، فحص قرابة مليونى مريض مع فريقه المساعد المكون من أولاده الستة وتلاميذه طوال 30 عاماً، بمعدل 60 ألف حالة سنوياً أو 250 حالة يومياً ما بين فحص وعلاج وتحويل وجراحات. معظم خدماته الطبية يقدمها مجاناً، خاصة للأيتام وغير القادرين، ويكتب لهم على الروشتة كلمة «خالص» بتوقيعه تحت العلاج والتحاليل، وتعنى بالمجان، وتساعده زوجته أخصائية التوليد وأمراض النساء وأولاده الأساتذة فى كليات الطب. تطور مشروع الخير فى عقل د. مجاهد فقام بدعم الطلبة اليتامى فى قريته طلا بمركز سمسطا محافظة بنى سويف، حتى وصل عدد الطلبة اليتامى الذين رعاهم وأوصلهم للتخرج فى الجامعات1500 شاب، وهم مصدر فخره واعتزازه، فصناعة الخير والبر أحلى عند أصحابها من رتب ونياشين وأموال، إنها تطبع سعادة فى قلوبهم لا توازيها سعادة. تطور مشروع د. مجاهد ليشترى يومياً على نفقته الخاصة الخبز ويوزعه سراً على الأسر المتعففة حتى وصل ما وزعه 1٫5 مليون رغيف.
نموذج د. مجاهد موجود بكثرة فى قطاع الأطباء الذين يعتبرون من أكثر قطاعات المجتمع تصدقاً. فمنهم الذى علق يافطة «أخى المريض إنما المؤمنون إخوة، يمكنك طلب تخفيض الكشف أو الإعفاء منه دون خجل»، ويشمل المسلمين والمسيحيين، وبعضهم لا يتقاضى أجراً من الأيتام والمعوقين أو زوجات السجناء، وبعضهم يجرى تخفيضات كبيرة للمطلقات وأولادهن، وهناك جراح قلب شهير يتبرع أسبوعياً بجراحتين، أى ما يوازى80 ألف جنيه، وبعضهم يجرى جراحات شهر رمضان مجاناً، وبعضهم يكشف على الثلاثة أشقاء بأجر واحد، وأستاذ كبد ظل كشفه خمسة جنيهات لمدة 15 عاماً كاملة. سلام على صناع الخير والأمل وباذلى المعروف والمحسنين من كل الفئات «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
أضف تعليق