د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : القُوى الناعمة

د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : القُوى الناعمةد. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : القُوى الناعمة

* عاجل25-2-2020 | 22:43

كلنا نعرف مدى أهمية القُوى الناعمة في التأثير المُباشر على المُجتمع، وعلى صورته أمام العالم والمُجتمع الدولي، فالقُوى الناعمة هي كل من يُربي السلوكيات المُجتمعية، ويُغير في المعاني الإنسانية بداخل الإنسان، والإنسان ما هو إلا جُزء من منظومة المُجتمع، وبالتالي فهو يتأثر بكل المُؤثرات، سواء الداخلية، أو الخارجية، التي تتحرك من حوله. والقُوى الناعمة، سواء من الأدباء والمُفكرين، والفُنون والآداب، والمُؤسسات الدينية والاجتماعية، تتدخل بشكل كبير في تغيير الكثير من المفاهيم لدى الإنسان، فإما تجعله يتحول إلى شخص صاحب رسالة، ومُؤمن بالكثير من القيم والمعاني، وإما أن تنزل به إلى مستوى مُتدنٍ من الفكر، وبالتالي من السلوكيات المرفوضة اجتماعيًا ومُجتمعيًا. وللأسف، كثير من أصحاب الفنون لا يخجلون من تقديم أعمال فنية، يتأثر بها أكبر شريحة من المُجتمع، وهم الشباب، فيُؤثرون فيهم بشكل سلبي، وهذا التأثير يمتد ليصل إلى جيل بأكمله، وهذا منافٍ تمامًا للأخلاقيات والقيم الإنسانية، وعلى أصحاب تلك المُؤسسات أن يُدركوا أنهم هم من يُشكلون فكر ووجدان الأجيال القادمة، وعليهم أن يختاروا ما يغرسونه بداخل جيل بأكمله؛ لأن قيمنا هي التي تُحدد هويتنا، وهي التي تُؤثر على رأي المُجتمع الدولي فينا. فأفكارنا هي التي ترسم شكلنا وثقافتنا في عُيون الآخرين، وحتى طريقة كلامنا، وأحاسيسنا، ومظهرنا، جُزء من هويتنا، التي نبثها للعالم بأكمله، والمسئول عن كل ذلك هو القُوى الناعمة، التي تُشكل ذلك الفكر، وتبني الحضارة الثقافية، المطلوبة من المُجتمعات، وعليها عامل كبير في ذرع البذرة وحصدها؛ حتى نُنمي من أفكارنا، ونُثبت قُدرتنا على التطور، وتطوير أفكارنا البناءة في خدمة مُجتمعاتنا.
أضف تعليق