إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أخوة الدم.. حسن وحسن!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أخوة الدم.. حسن وحسن!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: أخوة الدم.. حسن وحسن!

*سلايد رئيسى27-2-2020 | 17:37

هل هى مصادفة أن يكون هناك تشابه فى الأسماء بين مؤسسى جماعة الحشاشين الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ؟! الأول اسمه حسن الصباح والثانى اسمه حسن البنا.. وهى بالتأكيد مصادفة.. لكن الحقيقة أن هذا التشابه لم يقتصر على أسماء المؤسسين فقط لكنه امتد إلى استراتيجية وأسلوب وأهداف الجماعتين.. جماعة الحشاشين وجماعة الإخوان!.. قبل المضى فى حديث المصادفة أتصور أنه من حق القارئ أن يعرف باختصار تاريخ جماعة الحشاشين.. ويقول هذا التاريخ إن جماعة الحشاشين هى جماعة دينية انفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى أو الحادى عشر الميلادى.. وقد قام مؤسسها حسن الصباح بتأسيسها لكى تدعو إلى تولى شخصية تدعى نزار المصطفى لدين الله ومن يجىء من نسله.. وقد انتشرت هذه الجماعة فى مصر والشام وبلاد فارس.. وقد اتخذ حسن الصباح من بلاد فارس مركزًا لنشر دعوته لإقامة الدولة الإسماعيلية والتى يتولى منصب الخليفة فيها "نزار المصطفى لدين الله" وأبنائه وأحفاده.. وقد اعتمدت الجماعة فى تنفيذ أهدافها على استراتيجية الإرهاب أو القيام بعمليات اغتيال خصصت لتنفيذها مجموعة من الأشخاص أطلقت عليهم اسم "الفدائيون"، وكانوا يؤمنون بأنهم ينصرون الله بالقيام بعمليات اغتيال للشخصيات المهمة التى تعارض فكر الجماعة.. وهكذا اغتالت جماعة الحشاشين شخصيات مثل الخليفة العباسى "المسترشد" والخليفة الراشد والوزير السلجوقى "نظام الملك"، كما حاولت الجماعة اغتيال القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى.. كان هدف الجماعة هو إرهاب الأمراء والملوك.. وكانت الجماعة تعتمد على الخلايا العنقودية والخلايا النائمة.. وقد اكتسبت الجماعة عداء الجميع.. الخلافة العباسية والخلافة الفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة والخوارزميين والزنكيين والأيوبيين.. والحقيقة أن جميع تلك الدول فشلت فى استئصال الجماعة على امتداد عشرات السنين.. إلى أن قام المغول بقيادة هولاكو بالقضاء على هذه الجماعة أو الطائفة فى عام 1256 ميلادية بعد مذبحة كبرى وإحراق للقلاع ولمقار الجماعة.. وكان سقوط الجماعة فى بلاد فارس (إيران) على يد المغول تمهيدًا لسقوطهم بعد ذلك فى الشام ومصر على يد القائد المملوكى الظاهر بيبرس.. سنة 1273 ميلادية.. ونعود إلى حديث المصادفة أو التشابه بين الجماعتين.. جماعة الإخوان وجماعة الحشاشين.. وأظن أنه من السهل بعد أن تعرفنا على تاريخ جماعة الحشاشين أن نقول إن جماعة الحشاشين كانت جماعة دينية هدفها الحُكم وكذلك جماعة الإخوان.. وأن جماعة الحشاشين كان هدفها إقامة الخلافة وكذلك جماعة الإخوان التى كان هدفها إعادة الخلافة.. نستطيع أن نقول أيضا إن الجماعتين الحشاشين والإخوان اعتمدا على العمل السرى والخلايا العنقودية والخلايا النائمة.. وأنهما اعتمدا فى خلافهما مع معارضيهم على أسلوب الاغتيالات وإراقة الدماء لإرهاب المعارضين.. أيضا نستطيع أن نلاحظ أن هناك تشابهًا كبيرًا بين "الفدائيين" من أعضاء جماعة الحشاشين وبين شباب الجماعة.. كلاهما يتصور أن أقصر طريق للجنة هو سفك دماء المعارضين.. وكلاهما فقد عقله ولم يقدر إلا على السمع والطاعة.. السمع والطاعة لمن يغسلون عقولهم!.. وإذا كانت جماعة الحشاشين التى ابتلى بها العالم الإسلامى قبل أكثر من 800 عام قد انتهت وتم استئصالها.. فإن جماعة الإخوان التى ابتلى بها المسلمون فى عصرنا الحديث لم يتم القضاء عليها بعد.. هل سيأتى اليوم الذى تختفى فيه جماعة الإخوان ويتم القضاء عليها فلا يبقى إخوانى واحد على ظهر الأرض كما اختفت جماعة الحشاشين ولم يعد لها أى ذكر. السؤال الأهم.. كيف؟!.. ليس هناك شك فى أن سقوط الإخوان فى مصر يمثل أكبر مسمار يدق فى نعش الإخوان.. فبعد سقوط إخوان مصر.. سقط إخوان تونس وإخوان ليبيا وإخوان السودان وإخوان سوريا.. لكن ذلك كله ليس معناه القضاء على جماعة الإخوان واستئصالها تمامًا.. فكل ذلك ليس إلا قطعًا لذيل الأفعى، أما رأس الأفعى فلا تزال حية!.. ويمثل التنظيم الدولى للإخوان رأس هذه الأفعى.. هو الذى يخطط ويدبر.. هو الذى يمول ويتمول.. هو الذى ينتشر فى العالم كما ينتشر مرض السرطان فى جسم الإنسان فى أخطر مراحله!.. وليس هناك شك فى أن القضاء على هذا التنظيم الدولى يحتاج إلى تكاتف وتعاون دولى.. فى هذه الحالة ستقطع رأس الأفعى وتسقط جماعة الإخوان الإرهابية وتندثر كما سقطت جماعة الحشاشين واندثرت ولم يعد لها وجود.. وحتى لو استمرت قطر واستمرت تركيا فى تقديم الدعم للإخوان وإيواء عناصرهم وقياداتهم الهاربة.. فسوف يكون سقوط التنظيم الدولى للإخوان وسقوط الجماعة كلها.. مسألة وقت!.. والحقيقة أن هناك مؤشرات قوية تؤكد أن هذا السقوط بات وشيكا.. وأن عجلة نهاية الإخوان بدأت تدور!.. ليس خافيًا أن أوروبا بشكل عام بدأت تشعر فى الآونة الأخيرة وكأنها أصبحت فى مواجهة مباشرة مع الإرهاب الذى يقف ورائه الإسلام السياسى بوجه عام والإخوان بوجه خاص.. كل ذلك حدث بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى.. حيث بدأت أوروبا تقتنع بأن بريطانيا أوهمت أوروبا لسنوات أنها تسيطر على جماعة الإخوان وأنها تستخدم الجماعة لحماية الأمن القومى الأوروبى.. وهو كلام أثبتت الأحداث أنه لم يحدث أبدا!.. والحقيقة أن الدول الأوروبية على وجه العموم وفرنسا وألمانيا على وجه الخصوص بدأتا تقتنعان بأن بريطانيا سهّلت انتشار الإخوان فى أوروبا وأصبح هناك بالفعل شبكات ضخمة من الإسلاميين المتطرفين والإخوان تعمل فى كل أنحاء أوروبا فى صورة جمعيات إغاثة ومنظمات دينية.. أوروبا بدأ الإحساس بالخوف من الجماعة يتزايد.. خاصة بعد المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة التى استمرت شهورًا لإسقاط نظام الرئيس الفرنسى ماكرون والتى شارك فيها الإخوان والمهاجرون من الأحياء الفقيرة فى فرنسا.. وقد ثبت أن اتحاد مسلمى فرنسا واتحاد المنظمات الإسلامية الذى يتبع التنظيم الدولى للإخوان شاركوا بفاعلية فى المظاهرات الفرنسية!. ولم يعد خافيا أن فرنسا تتحرك الآن فى اتجاه حظر نشاط جماعة الإخوان وإدراجها على قوائم الإرهاب.. والمانيا تتحرك فى نفس الاتجاه.. وهناك مؤشرات على أن إيطاليا بدأت الخطة الأولى فى هذا الاتجاه.. كما أن الإخوان فى بريطانيا أصبحوا يعيشون فى رعب بعد وصول بوريس جونسون إلى منصب رئيس وزراء بريطانيا.. والذى يؤمن بأن الإخوان خطر على بريطانيا وعلى أورويا وعلى العالم كله.. وتؤكد المؤشرات بعد ذلك كله أن أمريكا ستقوم إن عاجلا أو آجلا بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية وتتزايد احتمالات حدود ذلك إذا فاز ترامب بفترة رئاسية ثانية. جماعة الحشاشين التى استمرت تمارس نشاطها الإرهابى لأكثر من مائتي عام سقطت واندثرت وليس مستبعدا أن تسقط جماعة الإخوان وتندثر فالمقدمات المتشابهة تؤدى عادة إلى نتائج متشابهة.. اللهم أجعل حاضر ومستقبل جماعة الإخوان.. فعل ماضى!!
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2