الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو متقدم دون تحقيق أغلبية حاكمة
الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو متقدم دون تحقيق أغلبية حاكمة
وكالات
كشفت النتائج الجزئية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقدم - اليوم الثلاثاء - في الانتخابات العامة بإسرائيل، لكنه لم يتمكن بعد من تحقيق أغلبية حاكمة في ثالث انتخابات عامة في أقل من سنة واحدة.
وأعلن نتنياهو رئيس حزب ليكود اليميني الفوز في انتخابات أمس الإثنين، على منافسه الرئيسي، قائد الجيش السابق بيني جانتس زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي، بعدما أشار استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع إلى تصدر حزبه للنتائج.
لكن بعد فرز أكثر من 70 في المئة من الأصوات، بدأ أن نتنياهو يحتاج إلى ثلاثة مقاعد لتحقيق الأغلبية في البرلمان مما يشير إلى احتمال الوصول إلى طريق مسدود مرة أخرى.
وإذا فاز نتنياهو (70 عاما) هذه المرة بعد انتخابات غير حاسمة في أبريل نيسان وسبتمبر أيلول، فسيكون ذلك بمثابة شهادة على قدرته على البقاء على الساحة السياسية، إذ أنه أطول زعيم إسرائيلي بقاء في السلطة وخاض الحملة الانتخابية الأخيرة قبيل محاكمة فساد وشيكة.
كما أن الفوز سيمهد الطريق أمام نتنياهو لتنفيذ وعده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن بعد الانتخابات بموجب خطة سلام طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويرفض الفلسطينيون الاقتراح قائلين إنه يقضي على حلمهم في إقامة دولة تتوفر لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وبعد فرز نحو 72 من الأصوات، كان حزب ليكود متقدما على حزب أزرق أبيض، إذ حصل على 35 مقعدا مقابل 32 مقعدا لحزب جانتس. ويستطيع نتنياهو بالتحالف مع أحزاب يمينية ودينية تشكيل ائتلاف يسيطر على 58 مقعدا، أي أقل من تحقيق الأغلبية في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا.
وما لم يتغير الوضع مع استكمال فرز الأصوات، فإن من المتوقع بدء جولة أخرى من المفاوضات السياسية المعقدة.
وفي الانتخابات السابقة في سبتمبر أيلول حصل حزب أزرق أبيض على 33 مقعدا مقابل 32 لحزب ليكود. لكن جانتس، مثله مثل نتنياهو، لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم.
وجاء تحالف القائمة المشتركة الذي يضم أحزابا عربية في معظمه في المرتبة الثالثة مرة أخرى، ومن المتوقع أن يزيد عدد مقاعده في البرلمان إلى 17 مقعدا من 13 في الانتخابات السابقة.
وخلال حملة لاذعة ركزت على السمات الشخصية أكثر من تركيزها على التوجهات السياسية، تعهدت أحزاب يمينية ودينية بالانضمام إلى حكومة يقودها حزب ليكود.
وقال نتنياهو أمام حشد مبتهج من أنصاره بالمقر الانتخابي لحزب ليكود في تل أبيب ”يا لها من ليلة بهيجة… هذا الانتصار له حلاوة خاصة لأنه انتصار رغم كل الصعوبات“.
ولم يصل جانتس في خطاب ألقاه في مقر الانتخابات في حزبه إلى حد الاعتراف بالهزيمة، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر، مضيفا: "أقول لكم بأمانة إني أتفهم الشعور بخيبة الأمل والألم وأشاطركم إياه لأن هذه ليست النتيجة التي أردناها".
وقال متحدث باسم حزب ليكود إنه يتوقع أن يتمكن نتنياهو من تحقيق أغلبية حاكمة وتشكيل حكومة ائتلافية عن طريق اجتذاب نواب من المعسكر المعارض. وقال المتحدث جوناتان أوريتش ”سيكون هناك منشقون“.
* اتهامات جنائية
كانت معركة نتنياهو للفوز معقدة بعدما وُجهت إليه اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال فيما يتعلق بمزاعم عن تقديمه مزايا دولة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات لأقطاب إعلام في إسرائيل مقابل تغطية إيجابية له، وبأنه تلقى هدايا يشكل قبوله لها مخالفة.
ومن المقرر بدء محاكمة نتنياهو في 17 من مارس آذار، في أول محاكمة لرئيس وزراء ما زال في المنصب في إسرائيل. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
وخلال الحملة الانتخابية وصف جانتس نتنياهو ”بالمتهم“، واتهمه بالسعي للبقاء في المنصب من أجل تمرير تشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.
أما نتنياهو فقد صوّر جانتس (60 عاما) على أنه ”رعديد“، وقال إن منافسه سيحتاج دعم ساسة عرب في البرلمان لتشكيل حكومة وإنهم سيكبلون يديه.
وقال يوهانان بليسنر رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي ”بينما يتعين علينا أن ننتظر النتائج النهائية، ما من شك في أن رئيس الوزراء نتنياهو حصل على تفويض سياسي مهم من الشعب الإسرائيلي“.
وأضاف ”عبر الإسرائيليون عن دعمهم للرجل الذي يرون أنه حقق لهم الأمن والرخاء“.
وفي الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، توقعت استطلاعات الرأي الوصول إلى طريق مسدود جديد، لكن الإقبال على التصويت كان مرتفعا فبلغ 71 بالمئة على الرغم من المخاوف من فيروس كورونا المستجد.
وأدلى الناخبون الخاضعون للعزل الصحي المنزلي، ومن بينهم الذين عادوا في الآونة الأخيرة إلى إسرائيل من مناطق تفشى بها الفيروس، بأصواتهم في مراكز اقتراع خاصة وهم يضعون كمامات طبية ويرتدون قفازات.