عاطف عبد الغنى يكتب: التوظيف السياسى لـ «كورونا»

عاطف عبد الغنى يكتب: التوظيف السياسى لـ «كورونا»عاطف عبد الغنى يكتب: التوظيف السياسى لـ «كورونا»

*سلايد رئيسى6-3-2020 | 14:01

العالم من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، انتابته حالة ذعر من هذا الكائن الفيروسى والمعروف باسم «كوفيد 19» ويسبب مرض تعارف على أن اسمه «كورونا»، وهذا المخلوق الذى لا يرى بالعين المجردة يهدد إمبراطورية بحجم الصين، ويحير علماء إمبراطورية بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، ويدفع الناس للتقاتل على شراء «كمامة» يضعونها على أفواههم وأنوفهم ليتقوا شره، أو يتدافعون فى السوبر ماركت للحصول على بكرة مناديل للحمام، وتنقل لنا الأخبار أن امرأة فى «سوبر ماركت» فى سيدنى بأستراليا أشهرت سكينا فى وجه الزبائن المتكالبون على «بكر المناديل» لتدفعهم بعيدا عن الأرفف وتحصل على نصيبها، وتم استدعاء الشرطة لتنظم توزيع «ورق الحمامات» على طريقة قسمة الغرماء!!.

 (1)

وما يعيشه العالم – الآن – من حالة الهلع من هذا المرض الوبائى المستحدث، هو تكرار تقريبا لمواقف سابقة عشناها مع انتشار أنفلونزا الطيور، والخنازير، و«سارس»، وفى مثل هذه الظروف، يبادر البعض من الناس الذين يصفونهم بأنهم «أصوليين» ويفسرون الأمر على أنه غضب من الله على البشر، فيما يمسخ العلمانيون، أو العالمنيون، هذه الأراء ويطرحون تفسيراتهم التى تستبعد عالم الغيب تماما من المسألة، وما بين هؤلاء وأولئك هناك صنف ثالث من البشر يستغلون مثل هذه الكوارث سلاحا للحرب، وطعن الخصوم.. ويا لهم من أشرار.

(2)

على سبيل المثال فى الداخل (داخلنا) هناك هذا الشخص المتآمر الذى اصطلحنا على وصفه بالناشط الحقوقى، وقد نشر «بوست» على صفحته على موقع «فيسبوك» ينصح فيه الدولة، أو الحكومة المصرية أن تعلن عن حالات الكورونا التى تخبئها (شوف ازاى)، ويمضى فى نصائحه يطالب بالشفافية، حتى يأخذ الناس حذرهم، ويستعدوا، لأنهم جهلة ومش عارفين مصلحتهم، أو شىء من هذا القبيل!! ويشاء ربنا أن يرد على هذا الدعى وأمثاله، وائل غنيم (فاكرينه)، ويفضحه، ويفضح خطابة اللئيم التآمرى، وطبعا وائل متآمر قديم، وفاهم هذا الكلام جيدا، وقد سلطه الله ليضرب به ظالما آخر.

 (3)

قطر فعلت نفس الشىء، وقامت بنشر سمومها وزيادة ضد مصر، ولم تنقطع الشائعات القطرية عن حالات كورونا المخبأة فى مصر، ويشاء الله أيضا أن يرد على هجومها عرب من الخليج، وغير الخليج، أكثر من المصريين، ويفضحون المصادر الإعلامية التى توظفها فى الحملة ضد مصر، وتنقل عنها الجزيرة حتى لا تكون المصدر المباشر للشائعة، ومن تلك المصادر التى قمت برصدها نهاية الأسبوع الماضى، منظمة إعلامية مقرها بريطانيا واسمها «ميدل إيست مونيتور» تمولها قطر، ورئيس مستشاري المنظمة هو طارق رمضان حفيد حسن البنا، و «من ذقنه وافتل له» !!

(4)

 الغرب أيضا أو قل إعلام الغرب «الملون» لم يفلت الفرصة فقد نشرت وكالة أنباء «الاسوشيتد برس» فى تقرير حديث لها تقول إنه مع انتشار فيروس كورونا الجديد بسرعة وسط الصين، اتخذت الحكومة الصينية خطوات متشددة للغاية، فقد أمرت بحبس 60 مليون شخص فى المقاطعة الأكثر تضررًا بشكل غير مسبوق. ومضى التقرير «يضرب ويلاقى».. يضرب على وتر أن الصين شيوعية تحكم شعبها بقبضة من حديد، ويلاقى أن الغرب الليبرالى لا يستطيع أن يفعل مثلها، ويحبس هذا العدد الضخم من البشر ويقيد حركتهم.. إلخ، والانطباع الذى تخرج به من التقرير انطباعا سياسيا وهو أن الصين شيوعية، غير ديموقراطية مثل الغرب الليبرالى، أما المرض الذى اتهمت جهات فى العالم - منها الصين نفسها - أنه خرج من معامل أبحاث الغرب، وتم توجيهه فى إطار الحرب ضد الصين، هذا المرض الذى يرعب العالم فقد جاء الاهتمام الحقيقى بمقاومته تاليا بعد توظيفه سياسيًا لطعن الخصوم.. يا لنا من أشرار!!
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2