نهى المأمون تكتب: الحب في زمن الكورونا
نهى المأمون تكتب: الحب في زمن الكورونا
"الحب موجود في كل زمان و في كل مكان، و لكنه يشتد كثافة كلما اقترب من الموت" ...هذا ما كان يؤمن به الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز في رائعته «الحب في زمن الكوليرا» ،رواية عن وباء ،و لكنه وباء غير حقيقي، إشاعة أطلقها البطل بأن تلك السفينة ينتشر عليها وباء ليتم اخلاءها من جميع الركاب و يبقى هو مع حبيبته للأبد.
و لكن ماذا عن ما يحدث اليوم، وما نمر به، بين ليلة و ضحاها، أصبح العالم في حالة ذعر من فيروس ينتشر يسمى "الكورونا" بدأ بمدينة بالصين واليوم نرى الحالات و الإصابات بمفترق دول العالم بمختلف قاراتها.
ترى إجراءات وإحتياطات بالمدارس و الجامعات و المطارات، قرارات تأجيل للفعاليات و مؤتمرات دولية و هامة ،و عدول عن جداول ، حتى صحن الحرم المكي لم يخلو من تلك الإجراءات الوقائية و التي أراها إيجابية،العالم بحاجة إلى هذا التطهير، كنت أود أن يكون هذا الفيروس أيضاً إشاعة كإشاعة السفينة. و لكن بدلاً من أرى محاولات للاستفادة من تلك الأزمة سواء بتغيير السلوكيات و التوعية بأهمية الاهتمام بالنظافة الشخصية و إتباع إجراءات الوقاية و الحماية، أو تشجيع الباحثين و الأطباء على أداء عملهم في مثل تلك الظروف.
رأيت الكثير من السخرية بل و التشفي على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي و أيضاً استهتار بإتباع التعليمات بل و التنمر على من يتبعها .لا أعلم كيف يرى الناس هذه الازمة، و كيف لا يخطر ببالهم تبعاتها سواء كانت الصحية و البيئية و الإقتصادية، لماذا لا تفكر بأن سلبياتها ستؤثر عليك حتماً مهما كان مجال عملك ، تخيل إذا تأثرت السياحة ،التجارة ،الاستيراد والتصدير، الحركة الملاحية والجوية ،المدارس و الجامعات ...الخ كل هذا حتماً سيؤثر عليك سلباً بشكل أو بآخر.
الحروب و الأزمات دائما ً ما تكون الكاشف عن مدى وطنية و انتماء كل منا لوطنه و خوفه على بلده و أرضه بل العالم بأسره، فالانسانية هي الدين المتبَع الذي لا يفرق بين شعب و شعب أو عرق أو أصل ، لتكن إنساناً، و تبدأ بنفسك أما بدعم الجهود أو بالصمت و لكن لا تسخر ولا تقلل من جهود يخاطر الآخرين بأرواحهم في سبيل سلامتك و أنت نائم في بيتك ، إن كنت غير مكترث فإدعو لأخيك المصاب في مكان آخر أن يرفع عنه هذا البلاء ، كما قال غاندي "يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان" .