ماجد بدران يكتب: الرهان على وعى المصريين

ماجد بدران يكتب: الرهان على وعى المصريينماجد بدران يكتب: الرهان على وعى المصريين

* عاجل21-3-2020 | 16:35

حياة ملايين البشر راحت ضحية الأوبئة عبر القرون، فمن الطاعون إلى الكوليرا إلى الحصبة وصولاً إلى الأنفلونزا الإسبانية التى اجتاحت العالم عام 1918 وأودت بحياة نحو 50 مليون شخص، وفى السبعينيات ظهر الإيدز وأصاب نحو 36 مليونا، أما سارس الذى انتشر فى 29 دولة فظهر عام 2002 فى الصين، وفى 2009 انتشر وباء أنفلونزا الخنازير وظهر فى المكسيك وأدى لوفاة 18 ألف شخص، حتى جاء فيروس كورونا الحلقة الأحدث فى سلسلة الأوبئة التى ضربت العالم، وبلغ عدد الإصابات حتى كتابة هذه السطور - صباح الأربعاء - 198718 إصابة، وعدد الوفيات 7989، وعدد الذين تم شفاؤهم من الوباء 82779، وتسعى أكثر من دولة للوصول إلى لقاح ضد هذا الفيروس بأقصى سرعة لمواجهة هذا الوباء العالمى. وقد وضعت مصر خطة شاملة للتعامل مع أى تداعيات محتملة لفيروس كورونا، وخصصت 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية. وفى أزمة كورونا سيظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى، هذه الأزمة ستكون بمثابة البعث لروح التحدى الكامنة فى هذا الشعب، هذا الشعب الذى قد تظن أنه فوضوى يكره النظام، ولكن فى لحظة فارقة ستكتشف أنه قمة فى الوعى بل والحكمة التى تراكمت عبر سبعة آلاف سنة، هذا الشعب الذى عانى كثيرًا ولكنه هو من سيضحك أخيرًا بعد تجاوز المحن والصعاب، إن السلاح الأول والأهم فى مواجهة هذا الخطر هو وعى المصريين، فرغم كل الإجراءات التى اتخذتها الحكومة يبقى وعى المواطن هو خط الدفاع الأول من خلال التعامل الواعى، واتباع سُبل الوقاية، واتباع الإرشادات الصحية من النظافة الشخصية إلى تطهير الأماكن التى يتواجدون فيها، والابتعاد عن الزحام والتجمعات قدر الإمكان، وتجنب المصافحة اليدوية وغيرها من المظاهر التى يمكن أن تنقل العدوى. والرهان على وعى المصريين هو أيضًا السلاح الفعّال فى مواجهة الشائعات التى يروج لها البعض على وسائل التواصل الاجتماعى وتضخم وتهوّل من خطر كورونا، مستهدفة إحداث حالة من الخوف والهلع لدى المصريين، ونحن نمر بمعركة جديدة من حرب الوعى، سلاحنا الفعّال فيها هو وعى المواطن، فتكاتف المواطنين مع الدولة ومؤسساتها يعكس توحد المصريين فى مواجهة المحن والأزمات. وقد ناشد رئيس الوزراء المواطنين بتحمل مسئولياتهم وعدم الاستهتار أو الاستخفاف بهذا الموضوع، وأن يكون كل مواطن ورب أسرة مسئول عن أسرته بأن يتخذ كافة الإجراءات الوقائية التى تقلل وتحد من الاختلاط فى التجمعات وممارساتنا وسلوكياتنا السيئة التى لاحظناها مؤخرًا فى الأسواق والشوارع.. مشيرًا إلى أنه أمامنا أسبوعان نكون خلالها على قدر من المسئولية والالتزام لكى نتمكن من الحد من المرض خاصة وأن زيادة أعداد المرضى فى العالم هى بمثابة جرس إنذار لنا جميعًا. وطالب المواطنين بأن يكونوا على قدر من المسئولية وأن يدركوا الالتزام وعدم الاستخفاف به، لا يأخذنا إلى مناحى سيئة كما هو الحال فى عدد من دول العالم.. مشيرًا إلى أن التكالب على السلع من السلوكيات السيئة والمرفوضة التى شاهدناها مؤخرًا، ولا شك أن ملاحقة الأجهزة الأمنية لمروجى الشائعات والأخبار المفبركة حول انتشار فيروس كورونا بالبلاد وحدوث وفيات بأعداد كبيرة على غير الحقيقة يساعد على تماسك الجبهة الداخلية فى مواجهة مروجى الشائعات وأعداء الوطن، كما أن الدولة بكل أجهزتها الرقابية تتصدى بكل حزم وقوة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات المواطن المصرى، وأن ما تشهده البلاد فى هذه الظروف الاستثنائية يحتم على الجميع التصدى بالقانون لأى مخالفات تجارية قد ترتكب فى حق المواطنين سواء كانت تلاعبًا فى الأسعار أو غشًا فى المنتجات أو حجبًا للسلع عن التداول وتخزينها بهدف تعطيش الأسواق، وأى مخالفات تثبت صحتها سيتم تحويل مرتكبيها إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ. ونؤكد ونكرر أن وعى الشعب هو أقوى سلاح فى مواجهة الوباء، فدائمًا البطل هو الشعب المصرى الذى تظهر أصالته فى مواجهة الشدائد، فكم من شدة قبل الوباء هزمها المصريون بتكاتفهم وتلاحمهم. إن إرادة المصريين لن يقهرها وباء، فأوقات الأزمات تُظهر معدن الشعب المصرى العظيم الذى شيد الحضارة وصنع المعجزات.
أضف تعليق