سارة سعد تكتب: غربة روح

سارة سعد تكتب: غربة روحسارة سعد تكتب: غربة روح

*سلايد رئيسى15-4-2020 | 13:07

ما هذا ؟! ما الذي آتی بي إلي هنا، هل الحزن فقط ؟! هل فراق أحدهم جعلني أصل إلی ما أنا عليه؟! أصبحت حطام، كحطام سفينة غارقة في قاع البحر. لم يكن فراق مُحب أو رفيق يجعل من الإنسان بقايا من قبل، بل أن عوامل التعرية الحياتية هي التي فاقت كل مقاييس الآلام والأوجاع. إن الإنسان الذي مازال يشعر بآلام الآخرين ويرثي لحال الجميع كما يرثي لحاله هو فقط من يطُلق عليه إنساناً. من يمتلك العقل ويدرك به، والقلب ويشعر به، هو من يظل متخبطاً وبائساً في دنيانا.. من يبتسم ويحاول أن يعيش رغم كل العبث المحيط بنا.. من يتلقي كل الأخبار بوجه جامد وتعبيرات خاوية من المشاعر. أولئك الذين لايستطيعون الرد علی من يخطئ بهم، اللذين يتجاوزن إهانات الآخرين و كأنها لم تكن، من تنفطر قلوبهم كل يوم في صمت ربما لأبسط الأشياء. هؤلاء يكفيهم بضع كلمات صادقة أو ابتسامة تحمل بعض المعاني دون زيف أو كذب. إنني ما زلت مُصره أن الإنسان لا يموت دفعة واحدة، بل ربما يموت عشرات المرات، يموت جزئاً فيه عند رحيل أحدهم، وجزءاً أخر حينما يأنبه ضميره عند أحدی خطاياه، وأخر عندما يفقد حس المشاركة ويصبح وحيداً. يالها من حياه مروعة تُميت الانسان قهراً وتبقي من دون الإنسانية علی قيدها. ارحمهم يا الله أولئك الذين لا يستطيعون مناجاتك، الذين يعيشون نصف حياة، من يسايرون الحياة وبداخلهم الكثير من الآلام والأوجاع ولا يستطيعون الإفصاح عنها، ولا يدرون كيف الطريق إلیك، أو إلی أنفسهم. ارحمهم يا ربي فأنت أرحم الراحمين، ارحمهم وارفق لحالهم فهم ماتوا كثيرا ولا ينقصهم سوی قضائك الرحيم، ينتظرون ميتتهم الأخيرة علها تكون الأسلم و الأرحم مما عانوه.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2