القس بولا فؤاد رياض* يكتب: أربعاء أيوب

القس بولا فؤاد رياض* يكتب: أربعاء أيوبالقس بولا فؤاد رياض* يكتب: أربعاء أيوب

* عاجل15-4-2020 | 19:25

+ تطلق الكنيسه على اربعاء البصخه اسم اربعاء ايوب . وربما سبب تسميته :
١ – كانت تقرأ فى هذا اليوم سفر ايوب الصديق  وكله قصة الم
2 – للرموز التى يرمز بها ايوب الصديق فى الامه للمسيح وهى كثيره نذكر من بينها:
- تعرض ايوب الصديق الى الام تفوق الوصف . وكذلك المسيح
- كان ايوب رجلاً " كاملا ومستقيماً " بشهادة الله نفسه عند اكثر من مره ( اى 1 : 8 ، 2 : 3) . وكذلك كان المسيح ( بصوره مطلقه طبعاً )والقياس مع الفارق فى كل التشبيهات
٣ - حدثت تجربه ايوب بسبب حسد الشيطان له ( اى 1 : 9 ، 2: 4) وكذلك حدثت الام المسيح بايعاز من الشيطان الذى دخل فى قلب يهوذا ( لو 22 : 3) والذى دخل فى قلوب باقى اعدائه
4 – ايوب جُرح من اصحابه الثلاثه . والمسيح جُرح فى بيت احبائه
5 – تجربة ايوب انتهت بالخيرورد له الله كل ما كان له ضعفاً ( اى 42 : 10) والسيد المسيح انتهى صلبه وموته بالقيامه المجيده وبخلاص العالم كله
ونحن اذ نذكر الام المسيح والام ايوب الصديق نتعزى ونعزى الاخرين
 أطلقت الكنيسة على يوم الأربعاء من أسبوع الآلام «أربعاء أيوب» وفيه تتذكر الكنيسة خيانة يهوذا، أحد تلاميذ المسيح، والذى قام بتسليمه إلى اليهود مقابل ٣٠ من الفضة، وقد منعت الكنيسة «القبلة» بداية من عشية الأربعاء احتجاجًا على قبلة يهوذا الخائنة.
ويستمر هذا الأمر حتى يوم السبت، حتى لا تكون القبلة غاشة، بل إن الإنجيل نفسه لا يقبل فى قداس خميس العهد من أجل قبلة يهوذا هذه، فقد ذهب يهوذا الإسخريوطى إلى اليهود للاتفاق معهم على الثمن الذى يدفعونه لكى يخون المسيح فى مساء يوم الأربعاء، لذلك حسب تقليد الكنيسة منعت القبلة فى ذلك اليوم.
وأطلقت الكنيسة اسم «أربعاء أيوب» نسبة إلى أيوب النبي، حيث تقرأ فى الصلوات الكنسية التى تقام مساء هذا اليوم «قصة أيوب البار» كما ذكرها «العهد القديم»، والتى ترمز إلى «السيد المسيح» فى آلامه وتجاربه، وأيضًا فى نهايته السعيدة، كما يعتقد البعض أن سبب التسمية يرجع إلى الاعتقاد الشعبى السائد، بأن أيوب اغتسل مدلكا جسده بنبات أخضر يسمى «الرعرع» فشفى من أمراضه، وكان ذلك يوم الأربعاء، فنسب إليه، كما يحرص الأقباط على تناول الفريك فى «أربعاء اليوم» ويتم طبخه بعدة طرق مختلفة.
احتفالات شعبية
ارتبط الطقس الكنسى بالفلكلور المصرى، حيث اعتاد المصريون الاغتسال بالعشب الأخضر، وارتبط أربعاء أيوب بالنبات الأخضر «الرعرع» وأطلق عليه «رعرع أيوب»، إضافة إلى تناول القمح الأخضر «الفريك».
وتتنوع الطقوس المرتبطة بهذه العادة، فالماء أحد العناصر الشعبية الشهيرة، فهو رمز الطهارة والنظافة، والبداية والميلاد الجديد، وأيضًا رمز للحياة، والنبات بما فيه من خضرة إنما يرمز إلى الخير والنماء والخصوبة المتجددة.
ويذهب البعض للاغتسال بالغطس في النيل، وبعضهم يكتفي بغسل وجهه ويديه وقدميه، مستخدمًا الأعشاب الخضراء التي تنمو على الشاطئ، فيما يقوم آخرون بالاغتسال في منازلهم بوضع نبات النعناع أو البقدونس في ماء الاغتسال، وهناك من يقوم برش ماء الاغتسال داخل المنزل، خاصة أمام الأبواب مستخدمين فى ذلك فروع النبات الأخضر.
والاغتسال بالنبات الأخضر يوم أربعاء أيوب شائعة، وتحظى بانتشار واسع، وإن اختلفت أسماء هذا النبات وأنواعه، فهو «الرعرع أو الرعريع أو العرعر أو الرعراع»، ويحرص بعض المصريين على هذة العادة.
«رعرع أيوب»
هو نبات طيب الرائحة، شديد الخضرة، ولعل اسم هذا النبات محرفًا من كلمة «عرعر» المستخدمة فى قراطيس الطب العربية القديمة، أو هو نبات مصرى قديم عثر العلماء على حبوبه بين الهدايا الجنائزية فى مقابر طيبة، أو أن فى اسم «رع رع أيوب» دعاء متكرر للإله «رع» يعنى يا إله أيوب، ويسميه البعض «خبيزة».
عروسة القمح
يتزامن الاحتفال بأربعاء أيوب بظهور بشائر زراعات القمح فى شكل سنابل رقيقة خضراء، فيحتفلون بها أو يشركونها فى احتفالاتهم لتصنع منها «عروسة القمح».
وتعرف عروسة القمح، وتنتشر فى كثير من المجتمعات وإن اختلفت مسمياتها، فيسميها البعض «عروسة الفريك» أو «حبة البركة»، وفى أماكن أخرى «مشط الغلة».
وترمز للإخصاب مثل عروسة القمح التى تشير إلى نجاح المحصول ووفرته، وكانت العادة فى المجتمعات القديمة أن تصنع العروسة من باكورة محصول القمح، لتقدم كقربان للقوى الخفية التى تمد الزروع بالثمار شكرًا على عطاياها أو إتقاء لشرها.
وترجع هذه العادة إلى قدماء المصريين، حيث كانت من العادات المألوفة التى تقام للإلهة «رنوتت»، المعروف بـ «إلهة الحصاد»، وهى عادة تقديم وعاء به ماء لتشرب منه، تعلوه حزمة من سنابل القمح وسوقه تمثل البشائر الأولى للمحصول وتعلق أمام الآلهة قربانا لها، كما كان المصريون القدماء يقيمون فى موسم الحصاد عيدًا من أهم أعيادهم يفتتحه فرعون بنفسه، بأن يقدم للإله أولى ثمرات الحصاد رمزًا للخير والبركة.
تصميم عروسة القمح
تُشكل عروسة القمح من باكورة المحصول، فتُقطف سنابل القمح الخضراء الغضة من نهايات أطرافها، ثم تصف متجاورة، وتثنى نهايات السيقان لتجدل مع بعضها مكونة شكلًا مستطيلًا يشبه المشط، تتدلى منه السنابل.
وبهذا التشكيل فهى توحى بالهيئة الآدمية، فالسيقان فى الوضع الأفقى تمثل اليدين، والسنابل تكون هيئة الجسم، ومكان التعليق يرمز إلى الرأس، وهى بهذا تشبه علامة «حتب» الهيروغليفية، ليس فقط فى الشكل، إنما المعنى فـ«حتب» تعنى الخير والرحمة، وأيضًا قربان الرضا والشكر للآلهة.
وتعلق عروسة القمح فى المنازل، وعلى الأعتاب العلوية للأبواب، وعادة ما تترك هكذا طوال العام إلى أن يحل العام التالي، فتصنع بديلتها الجديدة فى أربعاء أيوب لتعلق مكانها.
*القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالمطرية القاهرة
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2