ماجد بدران يكتب: متحديًا كورونا.. العالم يعود للعمل

ماجد بدران يكتب: متحديًا كورونا.. العالم يعود للعملماجد بدران يكتب: متحديًا كورونا.. العالم يعود للعمل

غير مصنف18-4-2020 | 10:10

يتعرض الاقتصاد العالمى لأزمة كبيرة ستنهار على إثرها شركات عديدة، وترتفع البطالة وسيفلس أفراد كثيرون، وستتعرض دول كثيرة لهزات اقتصادية واجتماعية عميقة، فلا يظن أحد أن الأزمة عابرة أو قصيرة المدى، وإذا كان وباء كورونا قد تمكن من إجبار العالم كله على التوقف المؤقت لعجلة الإنتاج فى المصانع وشل الحياة فى الجامعات والمدارس والشوارع لأسابيع، فإنه من المؤكد أن دولاً كثيرة قد استوعبت الصدمة والمفاجأة، وبدأت فى استعادة توازنها والتعامل مع الرعب الذى صاحب انتشار الوباء بكل جدية وبشكل عملى لأن الحياة لن تتوقف سواء أطال وباء كورونا البقاء معنا، أو تمكنت البشرية من القضاء عليه من خلال دواء ناجح. وبالرغم من خطورة وباء كورونا إلا أن الحياة لابد أن تستمر وسوف تستمر مع كورونا أو بدونه، ومهما كانت أعداد الضحايا أو الإصابات، فالبشر لا يمكن أن يعيشوا بدون احتياجاتهم اليومية من السلع والمواد الغذائية وغيرها، وهؤلاء الذين ينتجون تلك السلع والمواد الغذائية هم أيضًا عمال وموظفون يعيشون تحت ضغوط الخوف من الإصابة بالفيروس. ورغم كل المخاوف استأنف الإثنين الماضى الملايين من الإسبان أعمالهم مرتدين الكمامات الطبية بعد أن خففت الحكومة إجراءات العزل العام، وسمحت لبعض الشركات التى لا يمكنها تشغيل عملياتها عن بُعد بالعودة للعمل، كما أوصت الأكاديمية الوطنية للعلوم فى ألمانيا بعودة الحياة الطبيعية على مراحل. وكشف المعهد الوطنى الإيطالى للإحصاء أن أكثر من نصف العاملين فى مجال الصناعة والخدمات يذهبون للعمل، على الرغم من حالة الإغلاق الحالية، وبدأت بعض الدول فى إعادة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء الإغلاق بشكل تدريجى، حيث قررت التشيك والنمسا والدنمارك والنرويج رفع القيود التى كانت قد فرضتها لمنع انتشار الفيروس. وفى مصر تخطينا مرحلة الخوف والرعب من الفيروس، حيث مازلنا فى مرحلة آمنة، ولدينا يقين أن هذه الأزمة ستنتهى، لكن الموضوع يحتاج إلى صبر من الجميـع سواء مستثمريـــن أو عمــال أو مستهلكين للمنتجات المختلفة، فأغلب المصانع تواصل عملها دون أدنى مشكلة، ولكن مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية سواء من حيث أعمال التعقيم وتقليل عدد العمال والعمل بنظام الورديات. وتواصل الصناعة المصرية صنع بطولاتها، حيث لم تمنعها أزمة كورونا ومطالبة الحكومة بتقليل أعداد العاملين من مواصلة العمل فى شكل ورديات لتوفير احتياجات المواطنين وعدم حدوث أى أزمات فى السوق سواء فى المنتجات الغذائية أو المستلزمات الطبية أو غيرها ويرفع العمال شعار (العمل ثم العمل ثم العمل) من أجل الحفاظ على لقمة العيش والإنتاج على حد سواء. وخلال جولته السبت الماضى بمدينة العاشر من رمضان والإسماعيلية أشاد د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بدأب العمال على استمرار العمل والإنتاج، لتبقى الماكينات تدور وتنتج وأكد أن مصر بحاجة لكل يد تعمل وتنتج ولا تتوقف، كما ثمن جهود استمرار العمل فى كافة المصانع وفق ضوابط تحقيق معايير السلامة والصحة العامة خلال هذه المرحلة التى تشهد جهود مكافحة فيروس كورونا. هذا وتنفذ الحكومة استراتيجية شاملة لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد والمواطن على حد سواء، حيث تبنت عددًا من التدابير والإجراءات لدعم قطاعات الصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتوفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والمستلزمات الطبية، كما قامت الحكومة بحصر المصانع العاملة بنظام الورديات فى مجال الصناعات الغذائية والدوائية ودفعها للعمل بكامل طاقتها وتقديم تمويل إضافى للمشروعات المتضررة. والهدف الأساسى من الإجراءات التى اتخذتها الحكومة أن تسير العملية الإنتاجية بنفس المستوى دون المساس بصحة العامل والمواطن، ما دامت المصانع تتخذ الإجراءات الوقائية والتعقيمية فى التباعد والنظافة، كما استثنت الشاحنات وعربات النقل الخاصة بالمصانع من حظر التجوال، خاصة وأن أغلب هذه الشاحنات تعمل فى الفترة المسائية لارتباطها بالموانئ. وفى ظل هذه الظروف الصعبة ستبقى ماكينات المصانع تدور وتنتج، لأن مصر بحاجة إلى كل يد تعمل وتنتج بلا توقف.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2