كاتب إسرائيلى: عودة الخلايا السرية اليهودية.. ورحلات السبت لضرب العرب

كاتب إسرائيلى: عودة الخلايا السرية اليهودية.. ورحلات السبت لضرب العربكاتب إسرائيلى: عودة الخلايا السرية اليهودية.. ورحلات السبت لضرب العرب

*سلايد رئيسى10-6-2017 | 23:49

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان نشر أمس الجمعة مقالا فى صحيفته تناول فيه خلايا العمل السري الإرهابي اليهودي اليهودي التبشيري (بالمسيح المخلّص) الفوضوى.. أو بمعنى أخر الوجه الآخر لداعش اليهودية التى تدفع باتجاه قيام مملكة الرب اليهودية وتستعجل نهاية العالم بالحرب ضد الأغيار" الجوييم" وهم فى هذه الحالة العرب والفلسطنيين فى الراضى المحتلة.
وهذا نص مقال أليكس فيشمان
" التعاون بين جماعة «البلادم» ومتطرفي يتسهار أدى الى استئناف «رحلات السبت»، وهو الاسم السري لحملات العنف التي يقوم بها أشخاص ملثمون ضد الفلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي.
 «الشاباك» رفع راية سوداء
  وخلال الشهرين الأخيرين فقط سجلت ثماني عمليات سرية للإرهاب اليهودي داخل الخط الاخضر والضفة الغربية: في القرى العربية في وادي عارة، والناعورة في الشمال، في القدس والقرى الفلسطينية القريبة من مستوطنة يتسهار.
و الحديث حتى الآن يدور عن الاضرار بالممتلكات وإحراق السيارات وكتابة شعارات قومية متطرفة على الجدران. وإضافة إلى ما سبق سجلت عشرات الاحتكاكات من قبل إرهابيين يهود مع الجنود والشرطة والسكان الفلسطينيين والمواطنين الإسرائيليين، التي انتهى بعضها بإصابات.
في السنتين الاخيرتين كانوا في حالة شلل، صفر عمليات تقريبا، بعض القادة ومنفذي العمليات تم وضعهم في السجن، والبعض تم إبعادهم. ولكن منذ إخلاء عمونة في شهر شباط من هذا العام زاد نشاط الإرهاب اليهودي.
ويتحدث «الشاباك» عن التصعيد الإرهابي اليهودي بشكل يذكر بالموجة السابقة التي وصلت الى ذروتها في شهر يوليو 2015 عند قتل عائلة دوابشة في قرية دوما.
«الشاباك»
القسم اليهودي في «الشاباك» يجد نفسه من جديد مشدود حتى النهاية، فجهات الشرطة و «الشاباك» التي تتابع العمليات اليهودية الشديدة المتطرفة عادت الى مستوى العمل الذي كان في 2015، وهي سنة الذروة للحرب ضد الإرهاب اليهودي.
إلى أن جاءت حادثة دوما التي زعزعت المجتمع الإسرائيلي، والتي أعطت «الشاباك» والشرطة الأدوات والدفعة المعنوية لضرب هذا الإرهاب تراجعت منذئذ.
في التعريفات المهنية، الإرهاب اليهودي يوجد الآن فيما يسمى «المرحلة الثالثة» في سلم التصعيد.
كانت المرحلة الاولى هي العنف قرب المستوطنات، و موقف نشطاء الإرهاب اليهودي يتمثل فى قولهم إنه «في الأماكن التي نعيش فيها لن يمر أمام ناظرينا أي عدو» سواء شرطة، جنود، فلسطينيون أو نشطاء السلام واليسار.
لا أحد.. من يمر سيتلقى الضربة.. إذا توجه فلسطيني بالخطأ إلى بوابة يتسهار فلا يمكن أن يخرج من هناك سليما ومعافى، والسيارة العسكرية "الجيب" الذي ستقترب من المكان ستلقى بالحجارة.
 القلب النابض للإرهاب اليهودي المتجدد يعمل في مركزين. الاول هو يتسهار: هناك وجد «تدفيع الثمن» وتبلور الموقف المعادي للصهيونية.
 وإضافة إلى «يتسهار» هناك مركز آخر، حصل في حينه على اسم «شبيبة التلال».
والحديث يدور عن مجموعات عنيفة تعيش في بؤر «بلادم» في بنيامين، مثل جيئولات تسيون ورمات مغرون.
عدد من هذه البؤر يوجد في منطقة عسكرية مغلقة، لكن لا أحد يهتم.
يتم إخلاء بعضها بين الفينة والاخرى وترك الآخرين.
من هناك خرجت النواة الصلبة لـ «جماعة التمرد» برئاسة مئير اتنجر، حفيد الحاخام كهانا، وتم اتهام شخصين من هذه الجماعة بقتل عائلة دوابشة، ووقفت أيضا من وراء الحريق في كنيسة الدورمتسيون في القدس وكنيسة الخبز والسمك في طبريا.
إلا أنه حصل توحد بين نشطاء يتسهار وبين البلادم، وهكذا وجد النشطاء العنيفون من يتسهار أنفسهم يقودون شبيبة التلال من أجل القيام بالعمليات الإرهابية.
  المرحلة الثانية تشمل الخروج من المستوطنة، أو ما يسمى في يتسهار «رحلات السبت»، حيث ينهون صلاة البزوغ ويخرجون إلى القرى مثل بورين وعوريف وحوارة ويقومون بالاعتداء على هذه القرى.
وفي معظم الحالات يعرف الجيش مسبقا عن هذه الأفعال، ويصل إلى المكان، لكنه لا يؤثر، الجنود أيضا يتعرضون للاعتداءات، وفي الأشهر الاخيرة سجلت في شرطة شاي 17 حادثة عنف من قبل سكان في يتسهار وبؤر البلادم ضد العرب والجنود ونشطاء اليسار، و جميع من يقومون بالاعتداء معروفون للسلطات.
 في 22  أبريل الماضى، أثناء «رحلة سبت» كهذه، حدث هجوم على عوريف وحوارة مصدره يتسها، والنتيجة: عدد من الفلسطينيين المصابين بينهم امرأة عجوز، وقد تم استدعاء قوات الجيش الى المكان والنتيجة: ضابط إسرائيلي مصاب. وفي حالة من الحالات أطلق ضابط الجيش النار في الهواء لانقاذ نفسه من هجوم «البلادم» الذين انقضوا عليه بغضب.
في 21 نيسان هاجم 15 من «البلادم» الملثمين مع الحجارة والعصي على نشطاء اليسار والرعاة البدو، وقاموا بضربهم بشدة، وبمعجزة انتهى الأمر بأربعة مصابين فقط، وبعد أن صبوا غضبهم على الرعاة وصل المخلون بالأمن إلى مستوطنة كوخاف هشاحر من أجل استراحة المحاربين، وهي مستوطنة عقلانية، والمفتش العام الحالي للشرطة، روني الشيخ، عاش فيها في السابق، إلا أن السكان في كوخاف هشاحر لا يعنيهم اذا تم اعطاء ملجأ ودعم لشبابنا الممتازين. وفقط بعد أن عرضت الشرطة الفيلم الذي وثق عملية الفتك، على رئيس المستوطنة، تمت مقاطعتهم.
 اختفاء تأثير «دوما»
 إن سلوك السكان في كوخاف هشاحر مع المُخلين بالنظام هو تعبير عن تراجع تأثير دوما، ولكن ليسوا هم فقط. فقد عاد اعضاء كنيست الى سابق عهدهم، وبدأوا من جديد يقدمون الدعم لهذه المجموعة المخلة.
الالتقاء بين شبيبة التلال وبين سكان يتسهار هو مسألة اقتصادية ايضا، حيث يعمل شبيبة التلال بصيانة المنازل لدى المقاولين من يتسهار، وهم ينامون هناك ويبقون في أيام السبت أيضا.
و في منتصف مايو من هذا العام نشرت في الصحف الدينية القومية قصة "الكنا فيكار"، من سكان يتسهار، الذي صدر ضده أمر إبعاد لشهرين بسبب أفعاله العنيفة، وتضعضعوا في يهودا والسامرة من «الإجحاف» الذي سببه له «الشاباك»، حيث إن فيكار هو «باحث اجتماعي» استضاف في منزله شباب التلال، كما يقولون في اليمين.
رواية السلطات مختلفة قليلا: لقد ناموا عنده، عملوا لديه في أعمال الصيانة، وفي أيام السبت خرجوا إلى رحلات في المنطقة من أجل ضرب العرب، والاعتداء على أملاكهم، وإذا وصل الجيش سيعالج هو أيضا، «الشاباك» طلب ابعاد فيكار عن المنطقة مدة أربعة اشهر، والقاضي صادق على شهرين فقط.
المرحلة الثالثة للإرهاب
نحن الآن في المرحلة الثالثة للإرهاب اليهودي. هذه هي «المرحلة السرية»: أحداث تتم في الليل بواسطة خلايا صغيرة. وإليكم قائمة جزئية من الأسابيع الأخيرة:
في نهاية  مارس عمل تدفيع الثمن في القنصلية الأسبانية في القدس.
 في 26 أبريل احراق سيارة في حوارة قرب يتسهار، وكتابة شعارات قومية متطرفة.
في 5 مايو تخريب إطارات السيارات وكتابة شعارات في شرقي القدس.
في 9 إلحاق الضرر بسيارات في شعفاط. وفي تلك الليلة، في ناعورة قرب العفولة، تم الاضرار بالسيارات وكتبت شعارات تدفيع الثمن.
في 24 إبريل إحراق سيارات في عارة.
وفي 28 إبريل الاعتداء على سيارة شخص عربي وكتابة شعارات في جبل صهيون في القدس.
 وفي 29 إبريل احراق تراكتور "بلدوزر" وكتابة شعارات في قرية بورين قرب يتسهار وهكذا دواليك.
 المرحلة الثالثة هي مرحلة حساسة جدا في تنظيم الخلايا الإرهابية.،هنا يبدأون بالعمل من خلال التخطيط المسبق والتنسيق السري وزيادة الثقة بالنفس، وهذا يؤدي إلى المرحلة الرابعة التي تشمل إلحاق الأذى الجسدي بالأشخاص. والاعتداء على منازل العرب وعلى المساجد والكنائس. الهدف والايديولوجيا لم يتغيرا في العامين اللذين تم فيهما تراجع في الإرهاب اليهودي: اذا كانت الدولة تعيق قدوم المُخلص فنحن سنحرق الدولة حينها.
ونقوم ببث الخلاف بينها وبين أمم العالم، وبينها وبين الفلسطينيين، وبينها وبين الديانات الأخرى، من أجل التسبب بحرب اهلية تكون نهايتها انهيار السلطات في إسرائيل وصعود الدولة الدينية والقتل هو أداة شرعية من اجل غحداث الانبعاث.  إن قتل عائلة دوابشة في دوما جر في اعقابه موجة إرهاب استمرت تسعة اشهر. قتل الفتى محمد أبو خضير في تموز/يوليو 2014 تسبب باعمال شغب في اوساط عرب إسرائيل والقدس واستمرت مدة نصف سنة. وحسب رأي المجموعة المتمردة التي ترأسها مئير اتنغر، يعتبر هذا نجاحا.
الحديث يدور عن منظمة معادية للصهيونية. هؤلاء الاشخاص لا يخدمون في الجيش، بل العكس، يعتبرون قوات الامن الإسرائيلية عدو. في 2016 تم تجنيد بعض شبان التلال بالخطأ. وفي مكتب التجنيد تسببوا بأضرار وكتبوا شعارات «تدفيع الثمن». وقد تخلص الجيش منهم بسرعة، وبالطبع يوجد لهم آباء روحانيون مثل الحاخام اسحق غينزبورغ، من يتسهار. وهم لا يستمعون لاقواله دائما. الامر الذي يحركهم ليس اعمار ارض إسرائيل، أو الدوافع الامنية أو التطورات السياسية، وترامب لا يعنيهم، هم يريدون القضاء على الدولة الصهيونية. وفقط امنحوهم الفرصة.  يوجد اليوم ايضا شخصيات عامة تؤيدهم، وعلى الأقل يوجد عضو كنيست واحد يؤيدهم بشكل علني، وهو يعرف غرف تحقيق الشاباك جيدا، حيث جلس أمام محققي الشاباك قبل عقد بتهمة العضوية في خلية خططت لتنفيذ عملية. جلس وصمت وتم اطلاق سراحه.
وفي 2005 كان الأمر ممكنا، حتى 2014 لم تقدم حتى ولو لائحة اتهام واحدة ضد المُخلين، القتل في دوما كان الخط الفاصل، لحظة اعتبار تدفيع الثمن هو عمل إرهابي بكل معنى الكلمة، بدأ «الشاباك» بالتنظيف الاساسي الذي أدى الى عامي هدوء.
 ومن 2014 إلى 2017 سجل تراجع في نشاط هذه المجموعات في الضفة، وتم اعتقال نشطاء يتسهار وشبان التلال أو إبعادهم بأمر إداري، وقد عمل «الشاباك» بطريقة «قص العشب الأخضر» بالضبط مثلما يعمل مع حماس، يصل إلى كل من يشتبه بالنشاط الإرهابي اليهودي ويقوم بالتحقيق معه.
ليس القتل في دوما هو الذي سبب الزعزعة في قيادة يهودا والسامرة، شخصيات عامة في المناطق وأعضاء كنيست من اليمين زعموا أن العرب هم الذين نفذوا هذه العملية، ونبذوا من داخلهم شبان التلال فقط بعد أن نشر الفيلم القصير «رقصة الدم»، الذي ظهر فيه شبان التلال وهم يرقصون في حفل زفاف ويقومون بطعن صورة الطفل علي دوابشة، وقد تزعزع الجمهور في إسرائيل وخاف قادة المستوطنين من أن يلحق هذا الأمر الضرر بشرعية مشروع الاستيطان، عندها فقط تم التنصل من هذه المجموعات، إلا أن الذاكرة قصيرة، والزمن يفعل فعله والشاباك يحذر «إذا لم يحدث الآن تغيير في الوعي، فإننا في الطريق الى موجة أخرى من الإرهاب اليهودي. ودوما 2 هي مسألة وقت».
أضف تعليق